تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الروائي والأديب ثروت أباظة، الذي كتب العديد من الروايات والقصص الأدبية التي لاقت إعجابا كثيرا من النقاد، فقاده تميزه في مجال الأدب إلى الحصول على كثير من الجوائز والأوسمة، ولم يأتي من فراغ فقد ولد أباظة وسط عائلة أدبية .
وتميزت كتابات ثروت أباظة بالتنوع فلم تكن أعماله محصورة على نوعية محددة من فئات المجتمع فكتب عن الفقراء وعن الببيئة الريفية والعيش في المدينة ولم ينس أن يكتب عن الطبقة الغنية لذلك كانت ألوان الأدب متعددة عند أباظة فتارة يكتب القصة القصيرة وتارة أخرى يكتب الرواية الطويلة لا سيما المسرحية والدراسة النقدية .
وكان لثروت أباظة كتابا بعنوان “ خواطر ثروت أباظة ” الذي تناول من خلال الحديث عن عدد من الأمور المختلفة التي تهم المجتمع من الناحية السياسية والثقافية والأدبية وغيرها .
ومن ضمن خواطره في هذا الكتاب أنه ذكر أن تراثنا الأدبي يُشرف أي أدب ينتسب إليه إلا أنه فشت بين شداة الأدب موجة تنأى بهم عن تراثهم الأصيل وولوا وجوههم شطر الأدب الأجنبي لوحده ، ولشداة الأدب عذرهم فقد مرت فترة طويلة سيطرت فيها على الصحافة فئة تهدف أول ما تهدف إلى تحطيم التراث بادئة بالدين منتهية بالتراث الأخلاقي والاجتماعي واقفة ومطيلة الوقوف عند الأدب العربي محاولة أن تمحوه من سماء مصر ليمحى بعد ذلك من سماء الوطن العربي أجمع فاضطروا أن يصطنعوا ما ليس فيهم ويعتنقوا غير ما يؤمنون به لتجد أعمالهم سبيلها إلى النور .
بيّن أباظة أن كل هذا الأمر لم يجد قبولا عن القارئ فصحح مسار الأعمال فإذا هي تجد سبيلها إلى الظلام ويصبح هولاء الشداة في عماية كاملة عن الجهل والتجهيل وذلك لأن لا حياة لأدب لا ينسب إلى أعراقه الأصيلة ولا يركن إلى أصوله العريقة فحتى القصة والمسرحية وهما الوافدتان على التراث الأدبي العربي لا سبيل لها أن يزدهر إن لم يكن الكاتب فيها ناظرا إلى أدبه في أسلوبه وإلى وطنه في موضوعه .
أوضح أباظة، أنه كلما نظرنا إلى الآداب الأخرى وجدنا الأدباء المحدثين جميعا يدورون حول آدابهم القديمة ، فكشسبير وديكنز وهاردي وغيرهم ما زالوا أحياء بقوة وجبروت في الأدب الإنجليزي وكوروني وراسين وفولتير وغيرهم ما زالوا يتصدرون الأدب الفرنسي كما أن تولوتسي وديستوفسكي وغيرهم يتصدروا المشهد في الأدب الروسي.
ثروت أباظة حصل على جائزة الدولة التشجيعية في ١٩٥٩وشغل رئاسة اتحاد الكتاب، واختير عضوا بمجلس الشورى ثم وكيلا له، وقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ورحل ثروت أباظة في يوم ١٧ مارس ٢٠٠٣.