نظمت دار المرايا للثقافة والفنون، نقاشا حول كتاب "في انتظار الروبوت: الأيدي الخفية وراء العمل الرقمي"، من تأليف أنطونيو كازيللي، ترجمة مها قابيل ومراجعة د. عادل مهني، وذلك في مقرها بوسط القاهرة اليوم الأربعاء.
يناقش كتاب "في انتظار الروبوت، الأيدي الخفية وراء العالم الرقمي" تأليف أنطونيو كازيللي، كواليس وأسرار العالم الرقمي.
يقول تقديم الكتاب "إلى هؤلاء الذين ارتبطت حياتهم الشخصية والعملية بوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية.. وإلى أولئك الذين آمنوا بالذكاء الاصطناعي والأتمتة: هل الذكاء الاصطناعي خدعة؟ هل سيأتي يوم يصبح فيه كل شيء آليا، أو عالما "مؤتمتا" كما يطلقون عليه؟".
وتأتي مناقشة الليلة للمشاركة في هذه الندوة وقراءة هذا الكتاب للوقوف على الواقع الاقتصادي الاجتماعي لملايين من الشباب الذين يعملون في واقع محفوف بالمخاطر، هؤلاء الجنود المجهولون الذين يعملون في ظروف مجحفة ويتم إخفاء جهودهم بنجاح خلف وهم الذكاء الاصطناعي".
وتحدث خلال اللقاء كل من: - د. نرمين مكاوي، أستاذة نظم المعلومات بالأكاديمية العربية، د. فكري فؤاد، أستاذ التحول الرقمي - دكتوراه جامعة ألاباما ستيت بالولايات المتحدة الأمريكية والمستشار العلمى السابق لرئاسة جامعة الملك عبد العزيز، مها قابيل، مترجمة الكتاب والمختصة في الترجمات العلمية، وأدار الندوة د. عادل مهني، أستاذ الاقتصاد بالمدرسه العليا للتجاره الدولية بباريس.
ويناقش الكتاب"الانبهار بالذكاء الاصطناعي و الروبوت لا يعكس إلا تزايد تهميش العمل البشري، وأسطورة إحلال التكنولوجيا الحديثة محله لا تعني إلا تآكل صور العمل النمطية والوظائف الرسمية واستبدالها ليس بالآلة إنما بجيش غير مرئي من الأشخاص، إننا لا نتحدث عن روبوت وأذرع ميكانيكية ولا عن صناعات المستقبل أو الحاضر لكن عن آلية الذكاء الاصطناعي القائمة على تعليم الآلة، التي تعتمد على البشر في هذه المهمةـ ويطرح الكتاب سؤال "ما الذي يحدث في حياتنا عند حلول هذه التكنولوجيا الحديثة؟".
ويطلعنا كازيللي في كتابه على كواليس التطور المهول في عالم الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على أشكال العمل المختلفة. فهناك شركات عملاقة تبيع الذكاء الاصطناعي ولكنها ليست من يصنعه، بل توكل هذه المهمة للعديد من "عرائس الماريونيت" التي تنجذب عبر خيوط غير مرئية نحو العمل غير الرسمي أو في ظروف مجحفة أو في ظل عدم اعتراف كامل بالمجهودات المبذولة.
يبحث كازيللي عن الإنسان وراء هذه العمليات ذات الشكل الآلي والتي في جوهرها وفي حقيقة الأمرهي من صنع الإنسان وموجهة للإنسان، ويزعم الكاتب أن فكرة انتظار الروبوت هي أشبه بترقب ما لن يتحقق أبدا. حيث يتمسك بالمسمى الإنجليزي للعمل الرقمي المبني على "نقرات الأصابع" Digital Labor في إشارة إلى الأعمال الآلية في الذكاء الاصطناعي التي تتأسس على أصابع الإنسان وعدد الدقات التي يدق بها على أزرار الجهاز.
يذكر أن أنطونيو كازيللي أستاذ علم الاجتماع بتليكوم باريس، كلية الاتصالات اللاسلكية بالمعهد متعدد التخصصات التقنية بباريس. منذ عام 2007، قام بتنسيق السمينار "دراسة الثقافات الرقمية" بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس (EHESS).
ومن بين مؤلفاته: "الروابط الرقمية - Les Liaisons numériques " 2010)، وفي انتظار الإنسان الآلي - EnAttendant les Robots عن دار لو سوي للنشر، 2019 والحائز جائزة الكتابة الاجتماعية والجائزة الكبرى للحماية الاجتماعية.