مخاوف كبيرة تحيط بمصير الشعب اليمني خاصة مع قرب دخول الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، من المجاعة التي تقف على باب البلاد في ظل الحرب الطاحنة التي تدور في البلد السعيد منذ انقلاب ميليشيات أنصار الله الحوثي على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
ويعيش الشعب اليمني منذ فترة طويلة أوضاع إنسانية صعبة بسبب تعنت الميليشيات الحوثية الموالية للنظام الإيراني، ويزداد الوضع سوءا مع الأزمة العالمية في الاقتصاد العالمي الذي تبعت الحرب الروسية الأوكرانية.
من جانبها حذرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة من أن عدد الأشخاص الذين يعانون من ظروف مجاعة فى اليمن سيتضاعف 5 مرات بحلول نهاية العام الجارى، وسط نقص كبير فى التمويل.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» وبرنامج الأغذية العالمى ومنظمة الأغذية والزراعة «فاو»، فى تقرير مشترك، إن «مصدر القلق الأكبر هو أن 31 ألف شخص يواجهون مستويات الجوع الشديد الآن (المرحلة الخامسة، فى وضع كارثى)، وسيرتفع خمسة أضعاف إلى 161 ألفًا» هذا العام، «وتُعرّف وكالات الإغاثة المرحلة الخامسة من النقص الحاد فى الأمن الغذائى بأنها للذين يعانون من ظروف مجاعة».
وتوقعت الوكالات الأممية ازدياد الوضع الإنسانى فى اليمن سوءًا بين شهرى يونيو وديسمبر المقبلين، إذ من المحتمل أن يصل عدد الأشخاص الذين قد لا يتمكنون من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية إلى رقم قياسى يبلغ 19 مليون شخص فى تلك الفترة.
وأشار التقرير إلى أنه من المرجح أن تؤدى حرب أوكرانيا إلى صدمات استيراد كبيرة، ما يؤدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، ويعتمد اليمن بالكامل تقريبًا على واردات الغذاء، حيث تأتى 30% من واردات القمح من أوكرانيا.
من جهته، قال المدير العام لـ«فاو»، شو دونيو: «إن المنظمة تعمل بشكل مباشر مع المزارعين لتعزيز اعتمادهم على الذات من خلال مزيج من الدعم فى حالات الطوارئ ودعم سبل العيش على المدى الطويل، لبناء الصمود، ودعم إنتاج الأغذية الزراعية المحلية، وتعويض اعتماد الناس على الواردات»، مشيرًا إلى أن العديد من الأسر فى اليمن محرومة من الاحتياجات الغذائية الأساسية بسبب تداخل «محركات الجوع»، ومن المرجح أن تؤدى أزمة أوكرانيا إلى صدمات استيراد كبيرة.
بدوره، قال المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى، ديفيد بيزلى: «إن هذه الأرقام المفزعة تؤكد أننا نسير باتجاه العد التنازلى للكارثة فى اليمن، والوقت ليس فى صالحنا، وما لم نحصل على تمويل كبير جديد فورًا فسيتبع ذلك جوع شديد ومجاعة بشكل جماعى، لكن إذا تحركنا الآن فلا تزال توجد فرصة لتجنب كارثة وشيكة وإنقاذ الملايين».
فى سياق متصل، قالت المديرة التنفيذية لـ«يونيسيف»، كاثرين راسيل: «المزيد والمزيد من الأطفال يذهبون إلى الفراش بمعدة خاوية، وهذا يزيد من تعرضهم لخطر الإصابة بالضعف الجسدى والإدراكى، بل وحتى الموت، لم يعد بالإمكان التغاضى عن محنة أطفال اليمن، الأرواح على المحك»، مشددا على أن الصراع ما يزال هو المحرك الأساسى للجوع فى اليمن، حيث دفعت الأزمة الاقتصادية، وهى نتيجة ثانوية للصراع، إلى انخفاض قيمة العملة وأسعار المواد الغذائية فى عام 2021 إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015.
وأوضح المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة فى اليمن، ديفيد جريسلى، أن «التحليل الجديد للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى يؤكد تدهور الأمن الغذائى فى اليمن»، مضيفا: «نحن بحاجة إلى استدامة الاستجابة الإنسانية المتكاملة لملايين الأشخاص، بما فى ذلك الدعم الغذائى والمياه النظيفة والرعاية الصحية الأساسية والحماية والضروريات الأخرى»، ودعا أطراف النزاع فى اليمن إلى رفع جميع القيود المفروضة على التجارة والاستثمار فى السلع غير الخاضعة للعقوبات.