تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى ما دون 100 دولار للبرميل يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن تراجعت أكثر من 20٪ في أسبوع مضطرب من التداول شهد تقلبات حادة في الأسعار.
ورأى بعض الخبراء أن أحدث التطورات التي تزعج السوق هي عودة ظهور حالات فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، كما شهدت محادثات وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا تقدم كبير. في حين لا تزال هناك مخاوف من أن يؤدي تعطيل تدفقات النفط الروسي إلى الضغط على سوق ضيقة بالفعل، سارعت منظمة أوبك وآخرون إلى الإشارة إلى عدم وجود نقص في المعروض من النفط.
كما يتعرض السوق أيضا لأزمة سيولة، مما يجعل الأسعار عرضة لتقلبات كبيرة. فيما تعمل غرف المقاصة على زيادة هوامش الربح، مما يجعل تداول نفس الكمية من النفط أكثر تكلفة، وانهارت الفائدة المفتوحة إلى أدنى مستوى منذ عام 2015.
وكانت الفجوة بين العطاءات والعروض على خام غرب تكساس الوسيط ستة سنتات في بعض الأحيان يوم الثلاثاء الماضي، عادة ما يكون فقط حوالي نصف هذا المبلغ، علامة أخرى على وجود سوق أقل نشاطًا.
وأحدث تفشي للفيروس في الصين، بسبب متحور "أوميكرون" شديد العدوى في بعض المدن والمناطق الاقتصادية الأكثر تطورًا، يمثل تحديًا غير مسبوق لاستراتيجية "Covid Zero" في الصين. حيث ضخت الدولة المزيد من الأموال في النظام المالي وحددت معدلا مرجعيا أضعف من المتوقع لليوان، في محاولة لدعم الاقتصاد.
بينما يواصل المشترون تجنب الخام الروسي، هناك دلائل على أن الصادرات قد لا تنقطع تماما مع تراجع بعض الصفقات عن أعين الجمهور.
وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين إن الجانبين يعملان على وقف محتمل لإطلاق النار قبل أن تتوقف المحادثات مؤقتا للتقييم. كما أجرت الولايات المتحدة والصين "مناقشة جوهرية" في أول اجتماع رفيع المستوى لهما حول الحرب. في غضون ذلك، من المتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تشديد السياسة النقدية هذا الأسبوع، الأمر الذي يلقي بثقله على الأسواق بشكل عام.
انتشر تأثير العملية الروسية في الأسواق، مما أدى إلى زيادة التضخم بينما تحاول الحكومات تشجيع النمو بعد وباء كورونا، تم إخبار المشرعين في المملكة المتحدة من قبل شركة الاستشارات إنرجي أسبكتس المحدودة بأن بريطانيا قد تضطر إلى تقنين منتجات مثل الغاز الطبيعي والديزل إذا استمرت الحرب. ويشعر المستهلكون بالفعل بالألم في حجم المعروض، مع ارتفاع أسعار وقود النقل في جميع أنحاء العالم.
كما أن التقارير الذي حملت تأكيد الامارات على دعمها لزيادة انتاج منظمة الأوبك خلال الفترة الماضية، ساعدت على خفض اسعار الخام، وانتعاش الأسهم الأمريكية.
