أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التزام بلاده بالعمل على إيجاد حلول سلمية لصراعات المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية، مشيدا باهتمام المستشار الألماني أولاف شولتس بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يجب أن يفضي حله إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
وأشار الملك عبد الله- في تصريحات صحفية مشتركة عقب مباحثاته مع شولتس، نقلتها وكالة أنباء الأردن (بترا)- إلى ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام والازدهار بالمنطقة، موضحا أن الأردن يؤمن بأن الحوار هو السبيل لحل النزاعات، ويحترم سيادة الدول وفقا للقانون الدولي.
وبحث الجانبان التحديات الدولية والإقليمية وسبل مواصلة تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، خاصة في مجالات الطاقة والصحة والاستثمار.
ووصف الملك عبد الله المباحثات بالمثمرة والهادفة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لافتا إلى أن هناك فرصا عديدة لتوسيع التعاون الثنائي في قطاعات واعدة كالمياه والطاقة والتعليم التقني والريادة والصحة، مثمنا دعم ألمانيا لجهود بلاده التنموية ومساندتها لمواجهة التحديات، وكذلك دعمها لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشيرا إلى مساعي برلين بهدف الاستفادة من موقع الأردن كنقطة انطلاق إلى المنطقة وإلى المشاريع الإقليمية.
وأشاد العاهل الأردني بشراكة ألمانيا الحيوية في دعم اللاجئين والمجتمعات المستضيفة في بلاده، كون الأردن ثاني أكبر مستضيف للاجئين بالنسبة لعدد السكان، مؤكدا التزام البلدين بالتصدي لآثار التغير المناخي، والحرص على الاستثمار مع ألمانيا بالمشاريع الخضراء، وكذلك أهمية تضافر جهود الجميع لمواجهة قضايا المناخ، وضرورة مواصلة تعزيز التعاون الدولي في هذا الشأن.
وأشار إلى أن الأردن يتابع مجريات الأزمة في أوكرانيا بقلق شديد، مؤكدا أهمية احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها، وضرورة اتخاذ جميع الإجراءات لحماية المدنيين وضمان سلامتهم، وفقا للقانون الدولي الإنساني، موضحا أن بلاده عملت على تسهيل وصول الأوكرانيين الراغبين بالالتحاق بعائلاتهم وأقاربهم في الأردن، وألغت متطلبات الحصول على التأشيرة عند دخولهم إليها، لافتا إلى أنه إذا لم تعمل الدول سويا ستعاني الشعوب بسبب الأمن الغذائي وأسعار السلع حول العالم.
وأكد الملك عبد الله أهمية التعاون والتنسيق المستمرين في الحرب على الإرهاب ضمن رؤية شمولية تستند إلى الأبعاد العسكرية والأمنية والفكرية، مشيرا إلى أهمية بناء علاقات اقتصادية بين دول شرق المتوسط وأوروبا بخاصة في مجال الربط الكهربائي والطاقة البديلة، موضحا أن هناك مجالات واسعة للتعاون الإقليمي في البنى التحتية والربط بين الدول لدعم التنمية والاستقرار، وأن آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق هي خطوة أولى بهذا الاتجاه.
من جهته، أكد شولتس أن الأردن شريك مهم وتجمعه بألمانيا علاقات قوية وودية على مختلف المستويات، وأن الأردن يساهم بشكل كبير في الاستقرار السياسي للمنطقة، منوها بأن الأردن من أهم الدول المستضيفة للاجئين في المنطقة، حيث يستضيف أكثر من 670 ألف لاجئ مسجل في وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من سوريا وعشرات الآلاف من اللاجئين من الجنسيات الأخرى، معتبرا أن ذلك يستحق دعم الجميع، وأن بلاده مدركة لذلك.
وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أكد شولتس دعم الحكومة الألمانية المستمر للوصول إلى حل الدولتين من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيدا بدور الأردن الخاص في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأكد المستشار الألماني أن الوضع في سوريا مقلق، وأنه لا بديل عن حل سياسي بوساطة الأمم المتحدة، بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي.
وحول الأزمة في أوكرانيا، دعا شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الأعمال العسكرية وسحب القوات الروسية من أوكرانيا.