الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بانوراما الأسبوع .. أكاذيب فيسبوك.. حرب الصور المزيفة والفيديوهات المفبركة

■■ أكاذيب فيسبوك.. «لوموند» تفضح الفيديوهات الملفقة ■■ أفريقيا في حالة طوارىء.. قلق متزايد من نقص إمدادات القمح والذرة وزيت عباد الشمش ■■ تنصيب جابرييل بوريك رئيساً لتشيلى وسط ضجيج الحرب!

بانوراما الأسبوع
بانوراما الأسبوع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هذه «البانوراما»

صفحة أسبوعية تقدمها «البوابة» للقارئ العزيز كل أربعاء.. نتجول معًا في بلاد الدنيا الواسعة.. نستكمل الصورة الكاملة للأحداث عبر تحليلات وتقارير من صحافة العالم، تضعنا في قلب التطورات العالمية، نختارها مع فريق متميز بأقسام الترجمة في المؤسسة.. معًا نبدأ الجولة. 

                                              

حرب الصور المزيفة

كتبت - فاطمة بارودى 

الحرب خدعة لكن الأمور لا تصل إلى ممارسة الكذب كما نرى فى الموضوع الذى تميزت به "لوموند" الفرنسية وفضحت من خلاله أكاذيب مواقع التواصل الاجتماعي، وخصت بالذات موقع فيسبوك ومحاولة خداع البشر.. ولا ننسى أن للحرب فى الأساس تداعياتها الحطيرة على معظم دول العالم، ومن بين موضوعات كثيرة، اخترنا أن نسلط الضوء على الصادرات الروسية والأوكرانية من محصول القمح وكذلك الذرة والشعير وعباد الشمس للقارة الأفريقية، وتأثير ذلك على الأسعار.. وإذا كانت طبول الحرب التى دارات رحاها قد عطت على حدث مهم، فمن الضرورى أن نسلط الضوء عليه، ألا وهو حفل تنصيب جابرييل بوريك رئيسًا شابًا لتشيلى ليكون بذلك أصغر الرؤساء، إلا أن رئاسته لا تعنى عودة لليسار التاريخى بقدر  تعبيره عن يسار جديد يستوعب المتغيرات العالملية ولا يناطح العالم بل يسعى لخلق عالم أرحب تحت الشمس أمام الأجيال الجديدة.

أكاذيب فيسبوك.. «لوموند» تفضح الفيديوهات الملفقة

عبر فريق صحفى متميز، استعرضت «لوموند» العديد من الصور ومشاهد الفيديو التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالأخص على فيسبوك.. تقول الصحيفة الفرنسية: منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، حدد موقع Les Décodeurs المعلومات الخاطئة الرئيسية المتداولة على الشبكات الاجتماعية. هذا السياق المثير للقلق والمخيف للحرب، في الواقع، يؤدي إلى نشر معلومات كاذبة.

في الساعات الأولى من الحرب، انتشرت على الإنترنت مقاطع فيديو مزيفة أو منزوعة السياق عن الأحداث الحالية. كما تم استهداف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من خلال هذه المعلومات المضللة، بادعاء الذهاب إلى الجبهة في دونباس.. إليك مقطتفات مما نشرته الصحيفة الفرنسية:

1 الصورة المزيفة لـ"أول طيارة مقاتلة أوكرانية"

صورة "أول طيارة مقاتلة أوكرانية، ماتت أثناء القتال"، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. خطأ مزدوج: أول طيارة مقاتلة أوكرانية تُدعى ناديا سافتشينكو، ولا تزال على قيد الحياة.. المرأة التى في الصورة هي أوليسيا فوروبي، الفائزة في مسابقة جمال وزارة الدفاع الأوكرانية لعام 2016.

2 ترجمة مختلفة عن حديث فلاديمير بوتين 

انتشرت في فرنسا مقابلة مع فلاديمير بوتين باللغة الروسية، والتي يبدو أنه يصف فيها الفرنسيين بـ"المخدوعين" لانتخابهم إيمانويل ماكرون. لكن هذه الترجمة ساخرة ولا تتوافق مع كلمات فلاديمير بوتين. في الواقع، كان ذلك خطابه في يونيو 2019، الذى انتقد فيه بوتين قلة خبرة فولوديمير زيلينسكي كرجل دولة.
 

3 حديقة بابي يار التذكارية لم يتم تدميرها

في 1 مارس،  ألقى فولودومير زيلينسكي باللوم على روسيا لقصف وتدمير حديقة بابي يار التذكارية، حيث أُعدم 33000 يهودي أوكراني في عام 1941. زعم بعض مستخدمي الإنترنت أن النصب التذكاري قد دمر. لكن القصف استهدف برج التلفزيون الأوكراني القريب، والحديقة نفسها سليمة.

4 استخدام مسيرة مناخية في فيينا

وفقًا للعديد من مستخدمي الإنترنت، قد تتلاعب وسائل الإعلام الأوكرانية بالرأي العام بوفيات وهمية. ينقلون تقريرًا تلفزيونيًا يظهر أفرادًا ملفوفين في أكفان، ولم يلاحظوا أن أحدهم ينهض. هذا المشهد، لا علاقة له بأوكرانيا: إنه احتجاج للمحتجين ضد الاحتباس الحراري، في فيينا، في بداية فبراير 2022.

5 لقطة من عام 2015 في دونباس

تم تقديم صورة تم نقلها في بداية الغزو الروسي على أنها تظهر "الدمار الحالي في أوكرانيا"، وهي في الواقع تعود إلى 11 مارس 2015، في بداية الحرب في شرق أوكرانيا، عندما رأى بعض القرويين الدمار بعد شهور من القتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا.

6 مشهد فلسطيني عام 2012

تظهر ثلاث صور فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات، قدمت على أنها أوكرانية، وهي تهدد جنديًا مسلحًا زعموا أنه روسى. إنها عهد التميمي، شابة فلسطينية، تم تصويرها عام 2012 في الضفة الغربية.

7 صليب معقوف على قميص زيلينسكي

نُشرت على الإنترنت صورة تظهر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقميص كرة قدم محاط بصليب معقوف، لكنها عبارة عن تركيب للصور. تم نشر الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل زيلينسكي نفسه في 8 يونيو 2021. لم يظهر على القميص أي صلبان معقوفة.

8 مسلسل تلفزيوني 2016

شارك مستخدمو الإنترنت مقطع فيديو نرى فيه فولوديمير زيلينسكي يمسك برشاشين ويطلق النار على ما يبدو أنهم نواب في البرلمان. لم يكن هذا خلال حملته الرئاسية لعام 2019، على عكس ما قيل، بل مقتطف من المسلسل التلفزيوني "خادم الشعب Servant of the People" (2016)، الذي شارك فيه قبل أن يصبح سياسيًا.

9 حادث طيران قديم منذ عام 1993

نشرت وسيلة الإعلام المستقلة "كييف بوست" صورة لطائرة تزعم أن القوات الجوية الأوكرانية أسقطتها في 24 فبراير، مع تعليق: "الإسقاط السادس، المجد للأبطال!". هذه في الواقع صورة تظهر الاصطدام بين طائرتين روسيتين من طراز Mig-29 في المملكة المتحدة في عام 1993.

10 محارق جثث متنقلة عام 2013

نقلت وسائل الإعلام البريطانية معلومات تفيد بأن الجيش الروسي سيستخدم محارق جثث متنقلة. لكن وزارة الدفاع البريطانية، أكدت أنها لم تكن متأكدة من انتشارها خلال هذا الصراع. علاوة على ذلك، فإن الصور التي توضح هذه الإشاعة تعود إلى عام 2013.

11 سلاح وهمى منذ عام 2020

"الحياة في أوكرانيا، الآن".. هذا هو التعليق باللغة الإنجليزية المصاحب لصورة لفتاة تحمل بندقية من طراز AK-47 في حافلة. لكن هذه الصورة تعود إلى مارس 2020 وتظهر فيها فتاة على انستجرام تحمل سلاحًا وهميًا.

12 الوداع الذي أسيء تفسيره

شوهدت صور أب يعانق ابنته ملايين المرات على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن المشهد، الذي تم تصويره أثناء إجلاء المدنيين من الأراضي الموالية لروسيا، يسبق غزو أوكرانيا.

13 طيار أسطوري

يقال إن طيارًا أوكرانيًا يُلقب بـ"شبح كييف" أسقط بمفرده ست طائرات روسية. لا يوجد دليل على وجودها والعديد من الصور ومقاطع الفيديو المرتبطة بها إما مونتاج أو مفارقات تاريخية.

…………………

أفريقيا في حالة طوارىء

قلق متزايد من نقص إمدادات القمح والذرة وزيت عباد الشمش

إذا طال أمد الصراع، فقد يصبح الوضع غير مقبول بالنسبة لبلدان شمال إفريقيا بشكل رئيسي وبعض دول جنوب الصحراء الكبرى الذين يعتمدون على صادرات الحبوب الروسية والأوكرانية. 

وانديل سيهلوبو باحث أول، قسم الاقتصاد الزراعي، جامعة ستيلينبوش بجنوب إفريقيا، يتناول أبعاد "القلق الإفؤيقى" من توقعلت الإمدادات الغذائية من روسيا وأوكرانيا فى ظل تداعيات الحرب.. يقول فى دراسته بمجلة لوبوان:

التبادل الزراعي بين دول القارة وروسيا وأوكرانيا كبير. استوردت الدول الأفريقية منتجات زراعية بقيمة  4 مليارات دولار في عام 2020 من روسيا. حوالي 90٪ من هذه المنتجات كانت من القمح و6٪ زيت عباد الشمس. وكانت الدول المستوردة الرئيسية هي مصر، التي استحوذت على ما يقرب من نصف الواردات، تليها السودان ونيجيريا وتنزانيا والجزائر وكينيا وجنوب إفريقيا.

وبالمثل، صدرت أوكرانيا ما قيمته 2.9 مليار دولار من المنتجات الزراعية إلى القارة الأفريقية في عام 2020. وكان حوالي 48٪ من هذه المنتجات عبارة عن قمح و31٪ ذرة والباقي زيت عباد الشمس والشعير وفول الصويا.

تعتبر روسيا وأوكرانيا لاعبين رائدين في سوق السلع العالمية. توفر روسيا حوالي  10٪ من القمح العالمي، بينما تنتج أوكرانيا 4٪. بشكل جماعي، يمثل هذا تقريبًا كل القمح المنتج في الاتحاد الأوروبي. هذه الحبوب مخصصة للاستهلاك المحلي وأسواق التصدير. ويمثل هذان البلدان معًا ربع صادرات القمح العالمية؛ التى بلغت 18٪  لروسيا  و8٪ لأوكرانيا، في عام 2020.

هذان البلدان هما أيضًا لاعبان رئيسيان في قطاع الذرة، بإنتاج مشترك يبلغ 4٪. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالصادرات، فإن مساهمة أوكرانيا وروسيا أكبر بكثير، مع 14٪ من صادرات الذرة العالمية في عام 2020. هما أيضا من بين المنتجين والمصدرين الرئيسيين لزيت عباد الشمس. في عام 2020، شكلت صادرات زيت عباد الشمس من أوكرانيا 40٪ من الصادرات العالمية، مقارنة بـ18٪ لروسيا.

تسبب العمل العسكري الروسي في  حالة من الذعر  لدى بعض المحللين، الذين يخشون أن يؤدي تصعيد الصراع إلى تعطيل التجارة، مع تداعيات خطيرة على استقرار الغذاء العالمي.

إن اضطراب التجارة نتيجة الحرب في هذه المنطقة المهمة لإنتاج الحبوب في البحر الأسود من شأنه أن يساهم في زيادة أسعار السلع الزراعية على المستوى الدولي، مع ما قد يكون له من انعكاسات سلبية على أسعار المواد الغذائية في العالم. وقد ظهرت بالفعل زيادة في أسعار السلع  بعد أيام قليلة من بدء الصراع.

هذا الوضع مقلق بالنسبة للقارة الأفريقية، وهي مستورد أساسى للقمح وزيت عباد الشمس. بالإضافة إلى ذلك،  هناك مخاوف تتعلق بالجفاف  يتم التعبير عنها في بعض أجزاء القارة. لن يؤدي انقطاع شحنات الضروريات الأساسية إلا إلى زيادة القلق العام بشأن تضخم أسعار المواد الغذائية في منطقة تعد  من مستوردي  القمح.

ماذا تتوقع؟

سيعتمد حجم الزيادة المحتملة في الأسعار العالمية للحبوب والبذور الزيتية على حجم الاضطراب التجاري ومدته.

في الوقت الحالي، يمكننا أن نعتبر أن الاتجاه التصاعدي للأسعار العالمية للمنتجات الزراعية، والتي هي بالفعل مرتفعة، آخذ فى الارتفاع.. في يناير 2022، بلغ متوسط ​​مؤشر الفاو لأسعار الغذاء  زيادة قدرها 136 نقطة، بزيادة 1٪ عن ديسمبر 2021، وهو أعلى رقم له منذ أبريل 2011. وقد ساهمت الزيوت النباتية ومنتجات الألبان بشكل رئيسي في هذه الزيادات.

في الأيام التي سبقت قرار روسيا، ارتفعت أسعار عدد من المواد الخام  عالميًا، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق؛ على سبيل المثال: الذرة (21٪)، القمح (35٪)، فول الصويا (20٪) وزيت عباد الشمس (11٪). وتجدر الإشارة إلى أن أسعار عام 2021 كانت  مرتفعة بالفعل.

بقدر ما يتعلق الأمر بالزراعة الأفريقية، فإن تأثير الحرب سوف يمتد من خلال سلسلة أسعار السلع الزراعية العالمية على المدى القصير.. ينفجر الصراع الروسي الأوكراني أيضًا في وقت يضغط فيه  الجفاف في أمريكا الجنوبية والطلب المتزايد على الحبوب والبذور الزيتية في الهند والصين  على الأسعار.

من ناحية أخرى، يعد تضخم أسعار السلع الأساسية أخبارًا سيئة للمستهلكين الذين عانوا بالفعل من ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال العامين الماضيين.

هذا الصراع يعني أن ضغط الأسعار سيستمر. هذان البلدان من المساهمين الرئيسيين في إمدادات الحبوب العالمية. لا يمكن التقليل من التأثير على الأسعار بسبب الأحداث التي تؤثر على إنتاجها.

لا تزال هناك أشياء كثيرة غير معروفة عن التحديات الجيوسياسية المقبلة. ومع ذلك، فإن الدول الأفريقية لديها أسباب للقلق، بالنظر إلى اعتمادها على واردات الحبوب. على المدى القصير، من المرجح أن تدرك البلدان عواقب هذا الوضع من خلال ارتفاع الأسعار بدلًا من النقص الفعلي في الضروريات الأساسية. 

 

جابرييل بوريك يحيى الحشود بعد أداء اليمين

أمريكا اللاتينية.. اليسار يعود بجيل مختلف تمامًا

تنصيب جابرييل بوريك رئيسًا لتشيلى وسط ضجيج الحرب!

إعلاء حقوق الإنسان والاهتمام بالديمقراطية وفرض الضرائب بدلًا من مصادرة الأملاك

  كتب - مازن محمود

 فى زحمة أنباء الحرب الروسية الأوكرانية، تم تنصيب جابرييل بوريك فونت، السياسي اليساري البالغ من العمر 36 عاما، يوم الجمعة الماضى، رئيسا جديدا لتشيلي، وهو أصغر من يتولى المنصب، للفترة ما بين 2022-2026

أدى بوريك، وهو زعيم طلابي سابق وخريج كلية العلوم القانونية والاجتماعية في جامعة تشيلي، اليمين مع مجلس وزرائه خلال حفل أقيم في الكونجرس الوطني في فالبارايسو، على بُعد حوالي 100 كيلومتر من العاصمة سانتياجو.

وقال لمجلس الوزراء الجديد "إنني فخور للغاية بهذه الحكومة، وفخور للغاية بوجود عدد من النساء أكثر من الرجال، وذلك بفضل الحركة النسائية. دعونا لا ننسى أبدا أننا مدينون كل يوم لشعب تشيلي".

في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، يواصل اليسار مسيرته نحو الحكم.. فى الأشهر الأخيرة، فاز فى الانتخابات الرئاسية فى بيرو وهندوراس، ثم فى تشيلى بفوز جابرييل بوريك، مضيفًا زعيمًا شابًا إلى صفوف الحكومات الأخرى ذات الميول اليسارية الممتدة بالفعل من المكسيك إلى الأرجنتين. 

ظاهريًا، قد يبدو الأمر وكأنه امتداد لذكريات الماضي، لكن  الكاتب أنتوني فايولا يرى أن اليسار الجديد يختلف عن يسار الزعيم الراحل هوجو شافيز، الذى يصفه بـ"المشاغب العالمى وأبو الاشتراكية الفنزويلية"، وذلك فى تقريره بصحيفة واشنطن بوست، والذى يقول فيه:

فاز اليسار، ولكن إذا ألقِيت نظرة فاحصة، ستجد أن المد اليسارى الجديد مختلف تمامًا.. من الخطر دائمًا التعميم على منطقة بها دول متنوعة ذات ديناميكيات محلية تخص كلًا منها. إن المجموعة الجديدة من القادة اليساريين في أمريكا اللاتينية، في المتوسط، تجمع بينها عدة قواسم، منها صعودهم خلال الوباء، الذي وجه لأمريكا اللاتينية أكبر ضربة اقتصادية فى العالم وأدى إلى ارتفاع معدلات الفقر. إن الشعور المتزايد بعدم المساواة والفساد الحكومي المستشري وفشل الطبقات السياسية التقليدية، يعاقب الأحزاب اليمينية الموجودة في السلطة، مما يفسح المجال لليسار غلى درجاته المتباينة، وليس ذلك اليسار العقائدى التاريخى.

مع تحقيق انتصارات في جميع أنحاء المنطقة، تركز المجموعة الجديدة من اليساريين على التغيير المحلي أكثر من تركيزها على نشر بذرة الاشتراكية العالمية. على عكس زعماء الاشتراكيين في الماضي مثل الإكوادور رافائيل كوريا، الذي سخر من بعض حقوق الإنسان وعارض الإجهاض حتى في حالات الاغتصاب، فإن معظم الوافدين الجدد على الأقل هم تقدميون اجتماعيون ويدعون إلى تعزيز الديمقراطية باعتبارها أمرًا حيويًا مثل التغيير الاقتصادي. في الوقت الحالي، ابتعد الوافدون الجدد عن شيطنة الولايات المتحدة أو تنفير أصحاب المصالح التجارية على غرار شافيز.

في تشيلي، الرئيس المنتخب الجديد هو جيل الألفية الملتحي جابرييل بوريك، وهو طالب ناشط سابق يبلغ من العمر 35 عامًا يحمل أحلام جيل جديد إلى لا مونيدا "القصر الرئاسي في سانتياجو". لقد جاء عبر تحالف ضم الحزب الشيوعي حتى يسار الوسط، لكنه رفض أساليب المدرسة القديمة وتحدى الثوابت الاشتراكية من خلال الزعماء اليساريين في فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا.

الرئيس المنتهية ولايته يعانق الرئيس الجديد

حابرييل بوريك، زعيم يمثل عصر الضمائر المحايدة بين الجنسين. إنه يريد بناء دولة رفاهية جديدة وتعزيز العدالة الاجتماعية. ولكن خلافًا لتقاليد اليسار المتطرف، فإنه يتعهد أيضًا بدفع قضايا حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وحقوق السكان الأصليين مع حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ. يتحدث عن جعل الشركات والأثرياء يدفعون المزيد من الضرائب، وليس الاستيلاء على أراضيهم أو شركاتهم. يثني على فكرة المسؤولية المالية فى المجتمع.

يقول مايكل شيفتر، رئيس منظمة الحوار بين أمريكا، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن: "أعتقد أن بوريك فريد من نوعه في أمريكا اللاتينية.. إنه حقًا زعيم ما بعد الحداثة الذي يعكس التغيير الجيلي ويجمع بين الاهتمام الكبير بالأجندة الاجتماعية مع المساواة في الحقوق والإدماج والتنوع".

وفى نوفمبر الماضى، انتخب الهندوراسيون زيومارا كاسترو، الاشتراكية الديمقراطية وأول زعيمة للبلاد، منهية بذلك 12 عاما من حكم الحزب الوطني المحافظ، لتحل محل الرئيس خوان أورلاندو هيرنانديز، حليف إدارة ترامب الذي تميزت فترة ولايته، كما قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، "بانتهاكات حقوق الإنسان، وعمليات القتل خارج نطاق القانون، وسرقة المال العام، والفقر، والتواطؤ في تهريب المخدرات مع أعلى المستويات بالحكومة".

تعهدت زيومارا الرئيسة الهندوراسية المنتخبة، بإحداث تغيير من خلال إعادة كتابة الدستور لتكريس المزيد من الحرية والعدالة الاجتماعية، وأعلنت أنها تريد لجنة من الأمم المتحدة للمساعدة في استئصال الفساد وتعزيز الديمقراطية. كما أنها خففت من نبرتها منذ مسيرتها في 2013، وتواصلت مع مجتمع الأعمال وأحزاب الوسط، وفق منهج جديد يختلف عن "يسار الماضى".

فى بيرو، رأينا البلاد تتعلم بالفعل.. دفع الناخبون، بأضيق هوامشهم، مدرسًا لم يختبر مع حلفاء ماركسيين إلى الرئاسة في يونيو الماضى، جاؤوا إلى السلطة بقائد يسارى جديد في منطقة محافظة اجتماعيًا. 

كمراسل غطى السياسة في أمريكا اللاتينية خلال أجزاء من التسعينيات، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يمكنني القول إن الأمل في التغيير الدائم ربما كان هو الثابت الوحيد.. اليسار الجديد يعيد تشغيل نادي الاشتراكيين في أمريكا اللاتينية، بشكل يختلف عن الماضى.