مع بدايات الألفية الثالثة فى مصر شهد خلق جديد من كتّاب المسرح المتطلعين إلى حمل شعلته، وجاءت كتابات هذا الجيل محملة بآليات مختلفة فى كتابة النص المسرحى ولغته المختلفة، معبرين عن رؤاهم للعالم من حولهم بما يتناسب وفهمهم له، هكذا أكد الكاتب أحمد هاشم، فى كتابه «بكرى عبدالحميد وعالمه المسرحي»، مضيفًا أن هؤلاء الكتّاب هم الأكثر تفاعلًا وتشابكًا مع معطياته عن جيل الآباء الذين لم يستطع بعضهم اللحاق أو التعامل مع متطلبات المتغيرات التى خلفتها معطيات الواقع سريع الحراك، وقد لعبت الثورة التكنولوجية السريعة التلاحق فى وسائل الاتصال دورًا كبيرًا فى تشكيل وعى هذا الجيل، بما فتحت أمامه من آفاق عالمية غير محدودة فى كافة المجالات المعرفية.
ويوضح «هاشم» أن الكاتب المسرحى بكرى عبدالحميد، واحدًا من أبناء كتّاب مسرح الألفية الثالثة، ومن بين أعماله المسرحية الأخيرة المميزة هي: «التغريبة بنت الزناتي» التى قدمت على قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون فى العام الماضي، وشاركت فى المسابقة الرسمية لعروض الدورة الـ14 للمهرجان القومى للمسرح المصري، ونال العرض 4 جوائز هي: أفضل عمل متكامل، ومؤلف، وممثلة، ومخرج صاعد، هذا العمل يستلهم بعض أحداث السيرة الهلالية من منظور نسائى لأول مرة، فالمرأة هنا هى التى تقوم بدور الراوى الشعبى لإبراز المسكوت عنه وهو معاناة المرأة فى الكثير من بلدان العالم العربى دون أن تتوقف عند حقيقة مشاعر النساء ودورهن الحقيقى فى تلك الأحداث.
لذا اختار «عبدالحميد» فى هذا النص رؤية جديدة تتمرد على قصص البطولة النمطية للسيرة الهلالية، حيث أعاد تفكيك النص الأصلى الشفاهى بإتقان، ونجح فى رسم وتوظيف شخصياته ببراعة.