الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"الفريم" التونسي.. يحرص على اقتنائه الأغنياء وكسوة الفقراء في مواجهة أعباء الحياة

تونس
تونس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"الفريم".. تجارة أساسية بالمجتمع التونسي يعمل بها أكثر 150 ألف تاجر وعامل وتعد مصدرا للدخل القومي، تقوم على أساس الاستيراد وإعادة التصدير مرة أخرى، وتعتبر نقطة تحول في حياة الشعب التونسي، تكتمل بها أناقته الأوروبية بروح عربية، إذ لم يخل أي شارع تونسي من محلات "الفريم"، حتى الأرصفة التي أصبحت محلات متنقلة لعرض البضاعة الأوروبية.

وأجرى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تونس جولة في عدد من المدن التونسية بدءا من سوق "الحفصية" العتيق القريب من شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، حتى محطة تونس وعين زغوان والعوينة شمالا لمعرفة سر حب التونسيين للفريم.

وقال بلحسن بن الشاذلي (صاحب محل أحذية)، "إن هذه المهنة اكتسبها من والده منذ زمن طويل لكونها تدر دخلا كبيرا بسبب الإقبال من الشعب التونسي على شرائها لعدة أسباب أهمها: متانة الصنعة وشياكة المنظر وقلة التكلفة.. موضحا أن سعر الحذاء الجديد من المصنع والمحلات التونسية يبلغ أكثر من 100 دينار، فيما يتراوح سعر الحذاء الوارد من أوروبا مابين 10 إلى 60 دينارا.

وأضاف: أن معظم الأغنياء التونسيين يأتون لشراء ماركات عالمية من هذه الأحذية التي تكون بجودة عالية، بالإضافة إلى قيام زوار تونس من الخارج بزيارة السوق للحصول على الماركات الأوروبية التي لم تتوفر لهم بهذه الأسعار المنخفضة.

وفي السياق، أوضح كريم بن سعيد (صاحب محل ملابس بمنطقة العوينة) أن "الفريم" هو المنفذ الوحيد للفقراء في ظل ارتفاع أسعار الملابس الجديدة لكونها ذات أسعار معقولة.. موضحا أن سعر الجاكيت الأوروبي لا يتخطى 80 دينارا فيما يباع جديدا صناعة تونسية بما يزيد على 250 دينارا، مما يدفع التونسيين إلى البحث عن هذه الملابس لجودتها ورخص ثمنها.

وأضاف: أن هناك أسرا تونسية تعيش على بيع صناعة "الفريم" باعتباره الدخل الوحيد والرئيسي لها.. موضحا أن هذه التجارة يتفرع منها عدد من الحرف الأخرى مثل الغسيل والتطهير والفرز والتحميل وإعادة التوزيع.

وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من التونسيين والعرب يأتون إلى سوق الفريم للبحث عن ماركات أوروبية لكونها جيدة في الصناعة، بالإضافة إلى أنها تكسب صاحبها نزاهة غير طبيعية، وأن أغلب الوفود التي تزور تونس تأتي إلى الأسواق للتنزه والشراء نظرا لشهرتها.

 

مواجهة غلاء الأسعار:

من جانبه.. واعتبر حمزة بن يوسف (بائع ملابس) بالقرب من محطة تونس للنقل البري، أن ملابس الفريم تخفف على التونسيين من غلاء الأسعار خاصة خلال السنوات الخمس الماضية التي زادت الأسعار فيها بشكل كبير خاصة الملابس الجديدة.

وأوضح أن السوق شهد في الفترة الأخيرة حالة من الركود بسبب تدني الدخل في مواجهة ارتفاع الأسعار لتكون الملابس آخر المتطلبات على سلم أولويات للمواطن التونسي.

من جانبه، قال منذر بن منصور (تاجر جملة بولاية "إريانة") "إن تونس من أكبر مستوردي الفريم من أوروبا وكندا بالمنطقة العربية، ولكن هناك عددا من الدور العربية دخلت المنافسة بعد زياد الطلب من قبل المواطنين لهذه الدول على ملابس الفريم".

وأضاف: أن محتويات " الفريم" تشمل أجود الصناعات الأوروبية وتحمل إسم ماركات عالمية يحرص التونسيون على اقتنائها.

وأوضح أن عددا كبيرا من الشخصيات العامة التونسية والعربية التقى بها في سوق "الفريم" يبحثون عن ماركات عالمية بجودة عالية، مضيفا أن الوفود التي تقوم بزيارة السوق تحدث انتعاشة كبيرة لحركة بيع هذه المنتجات.

ولفت إلى أن تجارة الفريم تعد أشهر تجارة في تونس حاليا، حيث تستورد البلاد كميات ضخمة يتم فرزها وتطهيرها بشكل جيد وإعادة تصديرها مرة أخرى أو بيعها فى السوق التونسية.

ودخلت الفريم إلى تونس عام 1944، وتم إنشاء أول شركة في هذا المجال بعد 20 عاما من دخولها، ثم سُنّ أول قانون لتحديد أدوات تجارة الملابس المستعملة "الفريم" عام 1995 والذي يقضي بتوريد 30% من الملابس المستعملة إلى الخارج بعد معالجته.

وتأتي صناعة الفريم من الأسواق الأوروبية خاصة الإيطالية والكندية وتخضع لعدة عمليات تعقيم بالغاز المطهر وغسل وفرز ضمن معامل "الفريب"، فترفق بشهادة صحية تثبت خلوها من الميكروبات والأمراض قبل دخولها للأسواق المحلية في جميع مناطق تونس.

ويدخل الأسواق التونسية 10 آلاف و500 طن سنويا من أصل 80 ألف طن من الملابس، أما ما تبقى يُعاد تصديره إلى الدول الإفريقية وأخرى أوروبية، ويحتاج السوق التونسي 27 ألف طن سنويا.. ويعمل في هذا القطاع مختلف فئات المجتمع التونسي ويبلغ عددهم أكثر من 50 ألف تاجر.