مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ودخولها أسبوعها الثالث، اتجهت أنظار الدول الغربية وأمريكا، إلى الصين لضمان عدم حصول موسكو على أي دعم عسكري أو اقتصادي يمكنها من مواصلة اجتياح أوكرانيا حليفة الغرب.
وأجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان محادثات "مكثفة" استمرت سبع ساعات مع كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي في العاصمة الإيطالية روما على خلفية الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وبعد الاجتماع، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن سوليفان حذر مسئولا صينيا بارزا، من عواقب دعم بكين للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مضيفة أنه وأعضاء الوفد الأمريكي المرافق له أعربوا بصورة مباشرة وواضحة عن القلق بشأن تأييد الصين لروسيا في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقالوا إن عواقب مثل هذا الدعم لن تقتصر على علاقات الصين معنا فقط بل ستشمل علاقاتها في أنحاء العالم.
وأضافت الخارجية الأمريكية: "نراقب عن كثب مدى ما تقدمه الصين أو أي دولة أخرى من أي شكل للدعم سواءً كان دعما ماديا أو اقتصاديا أو ماليا لدعم روسيا، وأن أي دعم مماثل من أي مكان في العالم سيكون باعثا لشعورنا ببالغ القلق".
وأشارت إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي كان قد حذر، في وقت سابق، الصين بصورة صريحة بأن تتجنب مساعدة روسيا في الإفلات من العقوبات العالمية التي أضرت بالاقتصاد الروسي، وأكد المتحدث "أننا لن نسمح بحدوث ذلك".
من جانبها نفت الصين، الثلاثاء، مزاعم واشنطن بأن موسكو سعت للحصول على مساعدة عسكرية من بكين.
وحذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن بلاده ترفض أن تتأثر بالعقوبات الغربية التي تُفرَض على روسيا حسبما أفادت وسائل إعلام صينية رسمية الثلاثاء، في وقت يزداد الضغط على بكين لتكف عن دعمها لموسكو.
وقال وانغ يي خلال اتصال مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس "إن الصين ليست طرفًا في الأزمة، ولا تزال ترغب بألّا تتأثر بالعقوبات".
وقالت السفارة الصينية بلندن لـ"رويترز" إن الحديث الأمريكي حول طلب موسكو من بكين مساعدة عسكرية "تشويه للحقيقة"، مشيرة إلى بكين طالبت أوكرانيا أيضاً بتخفيض التوتر بدلا من إضافة الزيت على النار.
السفارة الصينية في لندن قالت في بيانها: "تنشر الولايات المتحدة مرارا معلومات مضللة خبيثة ضد الصين بشأن قضية أوكرانيا.. الصين تقوم بدور بناء في تعزيز محادثات السلام.. الأولوية القصوى الآن هي تخفيف حدة الوضع بدلا من سكب الوقود على النار، والعمل من أجل تسوية دبلوماسية بدلا من تصعيد الوضع على نحو أكبر".
وكان مسؤول غربي ودبلوماسي أمريكي، قد قال لشبكة “سي إن إن”، أن لدى الولايات المتحدة معلومات تشير إلى أن الصين أبدت بعض الانفتاح على تزويد روسيا بالمساعدات العسكرية والمالية التي طلبتها موسكو كجزء من غزوها لأوكرانيا، وأوضح مسؤول غربي ودبلوماسي أمريكي أن واشنطن تنقل ما تعرفه من معلومات إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وحسبما قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على المعلومات الاستخبارية، لشبكة “سي إن إن”، لم يتضح بعد ما إذا كانت الصين تعتزم تزويد روسيا بالمساعدة.
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز"، قد قالت إن واشنطن أرسلت في برقية دبلوماسية، إلى الشركاء في حلف شمال الأطلسي وعدد من البلدان الآسيوية نوع المساعدات التي طلبتها روسيا من الصين دعما لعمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على محتوى البرقية أن واشنطن أبلغت الشركاء بأن روسيا طلبت من الصين 5 أنواع من المعدات العسكرية، بما في ذلك صواريخ أرض جو، وطائرات بدون طيار، ومعدات استخبارية، ومركبات مدرعة، وعربات للدعم اللوجستي.
غير أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأميركية قال إن تقرير "فاينانشيال تايمز" حول قائمة المعدات غير دقيق دون تقديم أي تفاصيل أخرى، بحسب ما أفادت الصحيفة نفسها.
وقال أحد المسؤولين إن الولايات المتحدة لم تزود الحلفاء بالمعلومات الاستخباراتية التي تدعم تقييماتها.
ونفت روسيا طلب مساعدة عسكرية من الصين، وقالت إن لديها القدرات العسكرية الكافية لتحقيق جميع أهدافها في أوكرانيا.
كما أن الأمر لم يتوقف على المساعدة العسكرية، فقد قال مصدران مطلعان لشبكة "سي.إن.إن"، إن من بين المساعدات التي طلبتها روسيا كانت وجبات طعام جاهزة للأكل.
بوابة العرب
الحرب في أوكرانيا.. واشنطن تحذر الصين من مغبَّة تقديم مساعدات لروسيا.. وبكين ترفض أن "تتأثر" بالعقوبات على موسكو
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق