دعا الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريش"، إلى وقف المأساة في أوكرانيا وإعطاء فرصة للدبلوماسية والحوار، مؤكدًا أنه على اتصال وثيق بعدد من بلدان العالم استمرارا لجهود الوساطة لوضع حد لهذه الحرب.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح "جوتيريش" أن الطرق والمطارات والمدارس أصبحت في حالة خراب بعد أن تعرّضت للضربات الروسية، حيث تعرّض 24 مرفقا على الأقل للهجمات وأنه "مع مرور كل ساعة، هناك شيئان يتضحان بشكل متزايد: أولا إن الأمر يزداد سوءا، وثانيا: مهما كانت النتيجة، لن يكون لهذه الحرب رابحون، بل خاسرون فقط."
وأعلن "جوتيريش" أن الأمم المتحدة ستخصص 40 مليون دولار أخرى من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لتكثيف المساعدة الحيوية والوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا، نظرا لأن ملايين الأشخاص في أوكرانيا يواجهون الجوع وإمدادات المياه والأدوية متضائلة، مشيرًا إلى هذا التمويل سيساعد في الحصول على الإمدادات الحيوية من الغذاء والماء والأدوية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى البلاد بالإضافة إلى تقديم المساعدة النقدية.
وأشار الأمين العام إلى نزوح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص داخل البلاد، وفرار أعداد متزايدة عبر الحدود، وقال: "أنا ممتن للغاية على تضامن جيران أوكرانيا والبلدان المضيفة الأخرى، الذين استقبلوا أكثر من 2.8 مليون لاجئ في الأسبوعين الماضيين."
وشدد "جوتيريش" على الأهمية الحاسمة لاحترام القانون الإنساني الدولي، مشيرًا إلى أنه كان على اتصال وثيق بعدد من البلدان بشأن جهود الوساطة لإنهاء هذه الحرب.
وقال "جوتيريش" إن هناك بُعدا آخر للصراع يتم حجبه "هذه الحرب تتجاوز أوكرانيا"، كما أنها تُعدّ هجوما على الأشخاص والدول الأكثر ضعفا في العالم، وأنه "حتى قبل الصراع، كانت البلدان النامية تكافح من أجل التعافي من الجائحة – مع تضخم قياسي وارتفاع أسعار الفائدة وأعباء الديون التي تلوح في الأفق، لقد تلاشت قدرتها على الاستجابة بسبب الزيادات الهائلة في تكلفة التمويل."
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، الأمر بأنه قصف لسلة الخبز الخاصة بها، إذ تمثل روسيا وأوكرانيا أكثر من نصف إمدادات العالم من زيت عبّاد الشمس وحوالي 30 في المائة من القمح العالمي، وتوفر أوكرانيا وحدها أكثر من نصف إمدادات القمح، وأسعار الغذاء والوقود والأسمدة آخذة في الارتفاع، وسلاسل التوريد تتعطل، وبلغت تكاليف وتأخيرات نقل البضائع المستوردة – عند توفرها – مستويات قياسية.
وأكد "جوتيريش" أنه "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتجنب إعصار الجوع وانهيار نظام الغذاء العالمي"، وجدد نداءه للبلدان لإيجاد طرق مبتكرة بهدف تمويل الاحتياجات الإنسانية والإنمائية المتزايدة للتعافي في جميع أنحاء العالم، والتبرع بسخاء والإفراج الفوري عن التمويل المتعهد به، وقال: "أناشد القادة مقاومة إغراء زيادة الميزانيات العسكرية على حساب المساعدة الإنمائية الرسمية والعمل المناخي."
وأعلن الأمين العام عن إنشاء مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل في الأمانة العامة للأمم المتحدة، وطلب من نائبته أن تقود لجنة توجيهية مشتركة بين الوكالات مع شركاء للإشراف على هذا الجهد.
وقال: "في الأيام المقبلة، سنتشاور مع الدول الأعضاء الراغبة في دعم الإجراءات اللازمة للمضي قدما في الاستجابة العالمية للطوارئ، التي ستكون مطلوبة لهذه الأزمات التي تلوح في الأفق."
وأشار "جوتيريش" إلى أن الناس العاديين، وخاصة النساء والأطفال، سوف يتحمّلون وطأة هذه المأساة التي تتكشف، كما أن الحرب تظهر أيضا كيف أن الإدمان العالمي على الوقود الأحفوري يضع أمن الطاقة والعمل المناخي والاقتصاد العالمي بأكمله تحت رحمة الجغرافيا السياسية، وأن "استمرار تصعيد الحرب، سواء عن طريق الصدفة أو عن قصد، يهدد البشرية جمعاء."
ودعا "جوتيريش" إلى الحفاظ على أمن وسلامة المنشآت النووية، والاستماع إلى الدعوات من أجل السلام: وقال "يجب أن تتوقف هذه المأساة، لم يفت الأوان بعد على الدبلوماسية والحوار" وأننا بحاجة إلى وقف فوري للأعمال العدائية ومفاوضات جادة على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.