السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

متى سينتهى التنمر ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد التنمر من السلوكيات الهدامة فى المجتمع، والتى تتنافى مع المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية الرفيعة والأخوة والمساواة بين البشر، وهو فعل قبيح وخلق سيىء يسبب الأذى لكثير من الناس الذين يتعرضون لفعل التنمر ويعرض حياتهم لخطر التدمير، إضافة إلى الأذى النفسى الكبير الذى يصيبهم والعديد من الأضرار الأخرى التى تلحق بمن يتعرض لفعل التنمر، كما أن التنمر من الأفعال التى تتعارض مع أخلاقيات جميع الأديان السماوية التى تنص على المساواة واحترام الجميع وعدم الإساءة إلى أى شخص.
إن مشاعر الكراهية والحقد دخيلة على الإنسان، وعنها ينتج فعل التنمر الذى قد يكون أحياناَ من أجل إظهار القوة والبراعة والذكاء، أو من أجل تصغير شأن الشخص الآخر بدافع الغيرة، وقد يكون من أجل الحصول على الشهرة، وتوجد عدة أنواع للتنمر حسب المكان الذى يمارس فيه أو حسب السبب يؤدى إلى ممارسته، كالتنمر المدرسى، والتنمر الإلكترونى، والتنمر فى أماكن العمل، والتنمر الاجتماعى، واللفظى.
إن ظاهرة التنمر تعود على الإنسان كفرد وعلى المجتمع ككل بآثاره سلبية كثيرة، لا تقتصر على الأذى الجسدى إن وجد، وإنما تشمل مشاعر الاكتئاب والتوتر والقلق التى تسببها على كل من يتعرض لتلك الظاهرة الشنيعة، لأنه يشعر بأنه مضطهد ومعذب ومنبوذ لصفة معينة فيه، وهذا ما يدفعه إلى العزلة التامة والابتعاد عن الناس من حوله نتيجة شعوره بالإرهاب الاجتماعى، مما تدفع به إلى الانتحار، قد أثبتت الدراسات الحديثة أن التنمر يؤدى إلى زيادة حالات الانتحار فى المجتمع، وقد يلجأ الشخص المعرض للتنمر إلى أساليب دفاعية عدوانية تزيد من المشاكل فى المجتمع.
إن التنمر من الظواهر التى يجب على المجتمع أن يسعى إلى علاجها بمختلف الوسائل الممكنة، والتى تبدأ من بناء الأجيال على الأخلاق الحميدة والقيم الحسنة والمساواة بين الناس على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم، وبث تلك القيم والأخلاق بين مختلف أفراد المجتمع، إضافة إلى توجيه حملات التوعية بشكل مستمر تبين مخاطر التنمر وتحذر الناس من مختلف أساليب العنف الجسدى أواللفظى، وتم تجريم فعل التنمر من خلال عدة قوانين رادعة ومنها: 
- جاء مشروع قانون تغليظ عقوبة التنمر فى مادة واحدة، بإضافة مادة جديدة برقم ( ٥٠ ) مكرر، إلى قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة الصادر بالقانون رقم ( ١٠ ) لسنة ٢٠١٨، وشددت المادة العقوبة لتصبح الحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنية ولا تزيد على ٢٠٠ ألف جنية، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا توافر أحد الظرفين، الأول وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر.
- عقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن ٦ أشهر، وبغرامة لاتقل عن ١٠ آلاف جنيه، ولا تزيد على ٣٠ ألفا، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- تشدد العقوبة أيضًا إذا كان مسلمًا إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائى لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن ٢٠ ألف جنيه ولا تزيد على ١٠٠ ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
إن التنمر يعد من أسوأ الظواهر التى انتشرت فى مجتمعنا بل فى جميع العالم وتتنافى مع منظومة الأخلاق، وكذلك مع قيم الأديان السماوية، يمكننا مواجهة آثار التنمر أيضًا عن طريق إنشاء مركز للتأهيل النفسى لضحايا التنمر، وتقويم سلوك المتنمرين أو استحداث قسم خاص بهم فى المراكز والجهات المعنية الموجودة بالفعل كالمؤسسات المهتمة بالأسرة والطفل، إطلاق حملات توعية بشكل دورى لنبذ التنمر وتعزيز ثقافة احترام الآخر سواء عبر وسائل الإعلام أو ميدانية فى المدارس والجامعات وأماكن العمل.