“لا تخرج من المنزل بعد غروب الشمس، في الأسابيع التي تعقب فيضان النيل” هذه الجملة تعد أقدم حملة توعية إعلامية صحية لوقاية المواطنين من الأمراض وخفض حدوثها وهذه الجملة كتبت على معبد (دندرة) المصري الشهير بصعيد مصر لحماية المواطنين من الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض أثناء تدفق مياه الفيضان على مصر حيث يكون هناك انتشار كبير لهذه الحشرات التي تنقل امراضا خطيرة مثل مرض الملاريا علي وجه الخصوص.
ووفقا لمدونات علماء الأثار تحت عنوان “السفر إلى مراكز الاستشفاء في المعابد المصرية” في الصورة بقايا أقدم مصحة للشفاء في العالم كان يضمها ذات يوم معبد “دندرة” حيث كان يأتي اليها الناس من كل مكان للعلاج البدني والروحي وفي هذه المصحة التي تعرف بـ (sanatorium ) او المشفي كان ياتي المرضي للعلاج ويسمح لهم بالنوم والراحة والتطهر بالماء وكان يقدم لهم العلاج من قبل الكهنة الأطباء.
وتقع المصحة جنوب المعبد وهي مبنية من الطوب اللبن وكان لها مقاعد حول جوانبها حيث يستريح المرضي أثناء انتظار علاجهم من قبل الاطباء الكهنة وكانت المصحة ايضا تستقبل أصحاب الأمراض النفسية وكان النوم في ساحة المصحة والحصول على حلم طيب من اساليب العلاج الروحي ولا تزال أحواض المياه التي يغتسل منها المرضي باقية في الجانب الغربي، وكانت مثل هذه المشافي منتشرة في معابد مصر منذ اقدم العصور إلي جانب وجود مراكز لتعليم الطب وتصنيف الكتب الطبية فيما عرف بـ(بيوت الحياة) والتي كانت اول المعاهد العلمية التي عرفها العالم.
