نظمت البورصة المصرية، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، عضو مجموعة البنك الدولي، وعدد من شركاء التنمية منهم الاتحاد العالمي للبورصات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وجلوبال كومباكت مصر، اليوم الاثنين، فعالية "قرع الأجراس من أجل المساواة بين الجنسين"، وهي فعالية سنوية تحرص إدارة البورصة عليها للعام الثامن على التوالي، تستهدف المشاركة في احتفالات العالم باليوم العالمي للمرأة وتشجيع القطاع الخاص على توسيع نطاق الفرص الاقتصادية أمام النساء في مصر.
وافتتح جلسة التداول، اليوم، وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع والدكتور محمد فريد، رئيس البورصة المصرية، وعدد من قيادات مؤسسات التنمية الدولية، ومنهم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وأعضاء مجلس إدارة البورصة المصرية من السيدات، والدكتورة لميس نجم مستشار محافظ البنك المركزي والدكتورة داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة، والدكتور غادة هويدي، مؤسسة مرصد المرأة في مجالس الإدارة وعميد مشارك للتعليم التنفيذي والعلاقات الخارجية في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
شهدت الفاعلية تكريم اسم الراحلة الدكتورة أنيسة حسونة والراحلة الدكتورة بسنت فهمي، وذلك تقديرا لما قدموه من جهد معمل ومخلص وأثر خلال حياتهم المهنية الثرية.
فيما كرم الدكتور محمد فريد رئيس البورصة المصرية عدداً من القيادات النسائية بالبورصة وعدد من السماسرة الفاعلين خلال الفاعلية اعترافا وتقديرا لجهودهم واخلاصهم في العمل.
أكدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة اهتمام الدولة بالتمكين الاقتصادي للمرأة بهدف تعزيز مساهمتها في تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الصادرات وزيادة معدلات الإنتاج وتحسين مستويات معيشة الأسر المصرية، مشيرةً الى حرص الوزارة على تنفيذ استراتيجية تمكين المرأة باعتبارها أحد أهداف رؤية مصر 2030، بهدف دعم دور المرأة واشراكها في خطط التنمية الشاملة.
قالت الوزيرة، إن الوزارة تقوم بجهود كبيرة لتمكين المرأة المصرية تتضمن تعزيز التعاون المشترك لدعم برامج تمكين المرأة ودمجها بسوق العمل وتوسيع نطاق الاستفادة من برامج المؤسسات الدولية المانحة وعلى رأسها المؤسسة الدولية الإسلامية الشريك الاستراتيجي للوزارة في برنامج المرأة في التجارة، مشيرةً إلى أهمية هذا المشروع في دعم رائدات الأعمال في قطاع الحرف اليدوية لتعزيز قدراتهن للاندماج في سلاسل القيمة العالمية والقيام بدور اقتصادي واجتماعي وسياسي أكثر فعالية.
وأضافت جامع، أن الوزارة دعمت مشاركة المرأة الفعالة بمعرض تراثنا الذي أُقيم خلال شهر أكتوبر 2021 والذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرةً إلى أن المعرض يقدم رسالة مباشرة باهتمام الدولة بقطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للتوسع والتطوير واستثمار قدرات وطموحات الشباب وخاصة المرأة، والتي تمثل نحو 70% من اجمالي العارضين بالمعرض.
وأشارت الوزيرة، إلى أنه تم إصدار قرار وزاري مطلع العام الجاري بتشكيل وحدة رئيسية خاصة بالمرأة وتكافؤ الفرص بوزارة التجارة والصناعة تتولى تحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين العاملين والعاملات بالوزارة وكذلك المساهمة في حل مشكلات المرأة، إلى جانب تشكيل وحدات فرعية للمرأة بالجهات التابعة للوزارة.
ونوهت جامع إلى أن الوزارة تقوم حاليا بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بحصر المرأة بموقع اتخاذ القرار بهدف متابعة وضع المرأة بالمواقع القيادية، مشيرةً إلى أهمية قرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بتشكيل لجنة للمتابعة الميدانية للمشروعات المدرة للدخل والهادفة لمساندة المرأة ومتابعة التمكين الاقتصادي للمرأة ووضعها بمراكز اتخاذ القرار.
وأضافت الوزيرة، أن للمرأة المصرية دور بالغ الاهمية في الحفاظ على الطابع التراثي والحرفي خاصة وانها تشغل نسبة 75% من المشروعات متناهية الصغر التي تحصل علي دعم مالي وفني من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
من جانبه، قال الدكتور محمد فريد، رئيس البورصة المصرية، إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي يعكس التزام إدارة البورصة المصرية بالمضي قدماً نحو اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة واللازمة لتعزيز المشاركة والتمكين الاقتصادي للمرأة خاصة في مجال سوق الأوراق المالية، ضمن جهود السعي نحو سد الفجوة بين الجنسين، بما يطلق طاقات وإمكانات المرأة المصرية للعب دور أكبر في دعم تحقيق مستهدفات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أكد الدكتور فريد، التزام إدارة البورصة باستكمال جهودها الرامية بالتنسيق مع شركاء التنمية، لدعم جميع الجهود الهادفة لتمكين المرأة وتعزيز دورها وبالأخص في الشركات المدرج أسهمها في سوق الأوراق المالية، مشيراً إلى أن كافة المؤسسات الدولية تؤكد أن التمثيل العادل للمرأة في مجالس إدارة الشركات يسهم في تحسين أداء الشركات على المستوي المالي والإداري.
ذكر رئيس البورصة، أن تمكين المرأة يتطلب تطوير بيئة العمل لتتناسب مع متطلباتها، وكذا تحفيز النساء لزيادة معدل مشاركتها في سوق العمل، حيث قامت إدارة البورصة بالتنسيق مع الجامعة الأمريكية ببناء قاعدة بيانات للسيدات الأكثر تميزا في مختلف المجالات، لمساعدة الشركات في ضم من يرونه مناسب إلى مجالس إدارتهم.
وكشف الدكتور فريد، عن أن نحو 86% من الشركات المقيدة بالبورصة لديها سيدة واحدة على الأقل في مجلس ادارتها بنهاية 2021.
ومن جانبها أكدت د. رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، أن الأكاديمية ليست مجرد مكان للتدريب بل هي مكان يقدم المعارف التحويلية متعددة التخصصات، ويؤمن بأن يكون له دور فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها "تمكين المرأة"، وصرحت بأن 47 % من نسبة العاملين بالأكاديمية من السيدات.
كما أكدت، حرص الأكاديمية الدائم على تحقيق تمثيلًا عادلًا بين الخريجين والمتدربين؛ حيث تصل نسبة المرأة إلى ما يقرب من 52% من مجمل خريجي ومتدربي الأكاديمية.
وأضافت راغب: "لقد قررنا منذ عام ونصف أن تكون جميع المحافظ التدريبية المستخدمة بالأكاديمية من منتجات "بدارة" وهي فتاة مصرية من الوادي الجديد قدمت مشروعًا رائعًا لإحياء التراث والحرف اليدوية في الواحات ثم انتقلت بمشروعها إلى الجيزة ومنها إلى الصعيد؛ وذلك تشجيعًا لها وإيمانًا بالأثر والدور الذي تقدمه حيث يعمل معها بالمشروع أكثر من 800 إمرأة معيلة".
أشادت راغب بالفعاليات السنوية التي تنظمها البورصة المصرية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة؛ والذي يأتي تقديرًا لدور المرأة المؤثر في جميع المجتمعات، وقد شاركت الوطنية للتدريب تزامنًا مع ذلك اليوم في حملة "ضد التحيز" التي تعبر عن التزام الأكاديمية الفكري والمبدئي وأيضًا الفعلي تجاه كل العاملين بها والمتعاملين معها، فهي تسعى دائمًا إلى الحد من أوجه عدم المساواة.
فيما قالت ياسمين الحيني، القائم بأعمال المدير الإقليمي لمصر وليبيا بمؤسسة التمويل الدولية، منذ إنشائها، شاركت البورصة المصرية وشركاؤنا من القطاع الخاص في فعالية قرع الأجراس من أجل المساواة بين الجنسين - مع مؤسسة التمويل الدولية – إدراكاً منها لأهمية دور المرأة في القيادة من أجل المضي قدمًا بشكل أفضل، وتابعت الحيني ،"لقد قطعنا شَوْطًا كبيرًا في مصر للنهوض بالمساواة بين الجنسين –والذي شمل برامج تحفز التنوع بين الجنسين في مجالس الإدارة و تشجع الشركات على المشاركة في التعهد للمساواة بين الجنسين - ولا يزال هناك متسع لإحراز المزيد من التقدم، فنحن فخورون بتواجدنا هنا مع شركائنا للدفع قدما بالمساواة بين الجنسين وممارسات الأعمال المستدامة".
من جانبها قالت كرستين عرب، ممثلة المكتب القطري لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بمصر، إنه على الصعيد العالمي، تشغل النساء 19.7٪ فقط من مقاعد مجلس الإدارة و5٪ من مناصب الرؤساء التنفيذيين. وقد عززت العديد من البورصات بالفعل برنامج المساواة بين الجنسين وأهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز برامج التمويل للنساء، وتطوير أدوات تمويل جديدة، التوقيع على مبادئ تمكين المرأة واعتمادها، وتعزيز معايير إدراج المساواة بين الجنسين وبيانات الإفصاح، فمنذ عدة سنوات، دخلت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في شراكة مع السلطات التنظيمية ومفوضية الاتحاد الأفريقي ومؤسسة التمويل الدولية لمتابعة تنفيذ المتطلبات الوطنية الهادفة إلى زيادة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات بالتنسيق مع الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة المصرية، ونتيجة لهذه المتطلبات، شهدت مصر تقدما - حيث شكلت النساء 10٪ من مجالس الإدارة في عام 2019 إلى 16.7٪ في عام 2021، فنحن ندرك الشجاعة والمرونة التي تتحلى بها القيادات التي أدت إلى أحرزت هذا التقدم والتطور، وذلك يتوازى مع استعداد مصر نحو استضافة مؤتمر COP27، ولذلك فإننا نعمل على صياغة ودعم الاستراتيجيات والفرص للاستثمارات التي ستؤدي إلى عالم يتمتع بمساواة أفضل بين الجنسين.
فيما أشارت ولاء الحسيني، المدير التنفيذي لجلوبال كومباكت مصر،" تركز شبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في مصر بعد إعادة إطلاقها بداية هذا العام على نقل الخبرة والمعرفة للتأثير على بناء المبادرات الناجحة والشركاء المؤثرين حيث ستطلق برنامجين رئيسيين؛ برنامج لتحفيز العمل المناخي وبرنامج مستهدف للمساواة بين الجنسين، وبما أن القطاع الخاص هو محور تركيزنا، فإننا نساعد الشركات على تبني أهداف قائمة على العلم.
وتابعت، "تعد ورش عمل بناء القدرات، والتعلم من الأقران، والحوار البناء بين أصحاب المصالح المشتركة، أحد أهم العناصر الرئيسية لتحقيق مستهدفاتنا ورؤيتنا"، فيما تعتبر البورصة المصرية واحدة من شركائنا الرئيسيين، وسنشارك بنشاط مع الشركاء الدوليين لتعزيز تنفيذ برنامج تمكين المرأة (WEP) في شبكتنا ودعمهم في تنفيذ تقارير الاستدامة الخاصة بهم.
فيما قالت الدكتورة غادة هويدي، مؤسسة مرصد المرأة في مجالس الإدارة وعميد مشارك للتعليم التنفيذي والعلاقات الخارجية في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الحوكمة الرشيدة للشركات تساعد المنشآت على تحسين الأداء، ودفع عجلة النمو وإدارة المخاطر، ولتكون فعالة حقًا، يتطلب مجلس الإدارة تنوعًا في المهارات ووجهات النظر، إذ يظهر مؤشر التنوع في مجالس الإدارة أن العديد من الشركات المدرجة في البورصة المصرية مؤيدون حقيقيون للتنوع بين الجنسين ويخطون خطوات جيدة لزيادة مستوي تمثيل النساء، و ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه.
تمثل فعاليات “قرع الأجراس في ٢٠٢٢” العام الثامن من الشراكة بين مؤسسة التمويل الدولية والبورصات عالمياً، وتعمل المؤسسة مع الهيئات التنظيمية وأسواق الأسهم في اقتصادات الأسواق الصاعدة لتشجيع زيادة التنوع بين الجنسين في المناصب القيادية.