عقدت لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، أولى موائدها المستديرة، التى تناقش فيها قضايا عاجلة تخص الحركة المسرحية، من أجل الإجابة على التساؤلات التى تتردد فى المجتمع المسرحى والاستماع إلى المقترحات من أجل غد مسرحى أفضل، وطرح تلك الموضوعات فى موائد مستديرة انما يهدف لسماع وجهات نظر متعددة ومختلفة، حيث تتكون المائدة من متحدثين رئيسيين ويفتح بعدها باب المناقشة لكافة الحاضرين.
بدأت اللجنة بالمهرجان القومى للمسرح المصرى بسبب ما يثيره من جدل كل عام سواء بسبب اللائحة وعدد المشاركات أو بسبب الفاعليات أو النتائج التى لا ترضى الجميع .
وقررت اللجنة مناقشة المهرجان من خلال ثلاث محاور هى : الفلسفة، والتوجه، والمعوقات، لنصل إلى مقترحات محددة تنشد مهرجانا أفضل وأشمل وأكثر نضجا.
افتتحت الجلسة بكلمة لمقرر لجنة المسرح المخرج عصام السيد، والذي رحب فيها بالفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان، والفنان إسماعيل مختار مدير المهرجان، ورئيس البيت الفنى للمسرح، والذي أوضح أن الهدف من نشاط اللجنة ليس فرض وصايتها على الجهات التنفيذية أو اصدار أحكام على مستوى أدائها، وإنما التعاون من أجل ازالة المعوقات ومنح الحركة المسرحية مساحة أكبر للتشاور وسماع كافة الأصوات، للوصول للأفضل.
وتحدث كل من: الناقد أحمد خميس، والناقد باسم صادق، والكاتبة رشا عبد المنعم، والناقدة رنا عبد القوى، والناقدة ليليت فهمى، والشاعر محمد بهجت، والناقد الدكتور محمد سمير الخطيب، والمخرج ناصر عبد المنعم، حول المهرجان، وشاركت المخرجة عبير على من خلال ورقة مكتوبة لظروفها الصحية، وشارك من الحضور الناقد و الشاعر أحمد زيدان.
وتولى الفنانين يوسف إسماعيل، وإسماعيل مختار الرد على بعض النقاط لتوضيح بعض الأمور وانتهت الجلسة بالتوصيات التالية باجماع الحضور:
أولا: فيما يخص لائحة المهرجان: رأى المجتمعون أن العودة للائحة 2015 أمر محمود ولا خلاف عليه، حيث أن كافة التعديلات التى جاءت بعدها لم يتم التوافق عليها ولم تطرح للنقاش العام مثل تلك اللائحة، ولكن رأى المجتمعون ضرورة مراجعتها للأسباب التالية:
- يجب أن تتضمن اللائحة محددات واضحة لدور اللجنة العليا وصلتها بادارة المهرجان على ان يتضمن التشكيل ممثلين لكل الأجيال والأعمار والجهات.
- أن تحتوى اللائحة على تحديد دقيق لنوعية من يطلق عليهم "صاعد" أو كبير بدلا من أن تترك كل مرة لتقدير لجنة التحكيم.
- أن يكون هناك نسبة وتناسب بين حجم إنتاج كل جهة إنتاجية وحجم تمثيلها فى عدد العروض التى تشارك فى المهرجان.
ثانيا : فيما يخص التحكيم والتكريم: رأى المجتمعون ضرورة الدقة فى اختيار لجان التحكيم وأن يتحقق بين أعضائها نوعا من التجانس وأن يكونوا من المتابعين للحركة المسرحية وقد وعد الفنان يوسف إسماعيل، باستشارة لجنة المسرح عند تشكيل لجان التحكيم، وفى نفس الوقت يجب التفكير فى آلية للرد على أى تجاوز يطال لجان التحكيم.
- ضرورة أن يكون هناك فلسفة ما فى اختيار المكرمين، فليس من المعقول فى دورة المؤلف المصرى لا يكرم الا مؤلف واحد.
ثالثا: ضرورة الاهتمام بالإعلام سواء الالكترونى أو الورقى أو المرئى، والاتفاق مع إحدى القنوات التليفزيونية التى تتميز بكثافة المشاهدة لتغطية وقائع المهرجان، وايضا الاهتمام بالرؤية البصرية للمهرجان وخلق مستوى جمالى مميز للفاعليات.
رابعا: رأى المجتمعون تبنى عدة اقتراحات خاصة بالجوائز بحيث لا تظل مادية فقط مثل:
- ايجاد آلية لاختيار العروض المميزة للانضمام إلى الفرق التى تتجول فى محافظات مصر.
- الاستفادة من المنح والبعثات التى تتوافر لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية سواء بوزارة الثقافة أو وزارة التعاون الدولى لإضافتها للجوائز.
- أن يتولى إخراج حفلى الافتتاح والختام أحد الفائزين بجوائز المهرجان.
خامسا: رفض معظم الحاضرين قسم مسابقات المهرجان إلى هواة ومحترفين، وفضلت الاغلبية الابقاء على مسابقة واحدة ولكن اجمع الحاضرون على ضرورة أن يكون لمسرح الطفل مسابقة منفصلة، تجمع كل فنون الطفل من عروض عرائس وبشرى، وخيال ظل، وأراجوز ، فمسرح الطفل يستحق أن يقام له مهرجان منفصل.
سادسا: فيما يخص النشاط الفكرى للمهرجان
- التوصية باستمرار حوار الأجيال الذى بدأ فى لقاءات بكبار المبدعين المسرحيين.
- أن يناقش المحور الفكرى للمهرجان قضايا ومشاكل حقيقية يعانى منها المسرح.
- الاهتمام بالنقد التطبيقى سواء بعودة الندوات النقدية أو فرد مساحة أكبر لها على موقع المهرجان وأن تكون هناك دورة خاصة بالنقد، تحتفى به وبالنقاد.
- تشكيل لجان فنية وعلمية لوضع أبحاث تقيس مدى تأثير المهرجان على الجمهور، ولتعرف الحركة المسرحية من هو جمهورها الحقيقى لتتعامل معه بشكل علمى.
سابعا: رأى المجتمعون ضرورة أن تمتد ليالى المهرجان لتغطى مساحة زمنية أكبر:
- لاتاحة الفرصة لعدد أكبر من المشاهدين.
2- لأن ارهاق لجنة التحكيم فى مشاهدة ثلاث عروض يوميا أمر غير انسانى ولا بد أن يؤثر على أحكامها .
وبالطبع يحتاج هذا إلى تمويل أكبر وميزانية أضخم ولذا حث الحاضرون ادارة المهرجان على ايجاد عناصر تمويلية مختلفة "سبونسر" بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، الذى سيتيح للمهرجان حرية حركة أكبر .
ثامنا: أجمع الحاضرون على ضرورة كسر مركزية المهرجان فى العاصمة وضرورة مده إلى محافظات أخرى سواء بعروض على الهامش أو تجوال عروض داخل المسابقة
تاسعا: اقترح الحاضرون أن يتم تفعيل الحجز الالكترونى لعروض المهرجان على أن تكون العروض بتذاكر لضمان جدية الحجز ، وأن تذكرة مخفضة وشبه موحدة ستتيح تنظيما أفضل للمهرجان برغم صغر العائد ماديا.
ومن الممكن التعاون مع صندوق التنمية الثقافية فى هذا الصدد بصفته أحد الجهات المنظمة للمهرجان فى أن يقوم بتحصيل قيمة التذاكر على أن تخصص حصيلتها لدعم المهرجان ماديا.
وفى نهاية الجلسة أبدى الفنان يوسف إسماعيل، والفنان اسماعيل مختار، اهتمامهما بالمقترحات المقدمة وإنهما سيعملان على تنفيذها، وأبديا استعدادا لمد جسور التواصل مع لجنة المسرح والتعاون معها دائما .