"الحمقى هم فقط من يذهبون إلى الحرب"، هكذا علق المنتقدين والمعارضين في باكستان على رحلة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان إلى موسكو، العاصمة الروسية لتأكيد دعمه لها في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا.
وينتاب القادة العسكريين في باكستان، نوعا من القلق جراء الزيارة الأخيرة التي قام بها عمران خان إلى روسيا، واستمرت يومين، في الوقت الذي أطلقت هذه الأخيرة عملية عسكرية في أوكرانيا، بحسب موقع "انسايد أوفر" الإيطالي التحليلي.
لكن الأمر تخطى ذلك، إذ تحولت هذه الزيارة إلى مصدر سخرية من رئيس الوزراء الباكستاني، الذي ترك إسلام أباد، في الوقت تواجه حكومته اقتراح بحجب الثقة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد والسعي للحصول على قرض ضخم من صندوق النقد الدولي، ويقوم بزيارة إلى روسيا.
يشير الموقع إلى أن عمران خان الذي يحتاج إلى ثقة الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة من أجل الحصول على قرض صندوق النقد الدولي، يلقي بنفسه في أحضان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يثير غضب الغرب، بعد العملية العسكرية في أوكرانيا.
ووصف الموقع هذا التصرف من عمران خان بأنه "دبلوماسية سيئة"، إذ كان بإمكان خان إلغاء أو تأجيل زيارته إلى موسكو. الأمر تخطى ذلك، إذ أدلى رئيس الوزراء الباكستاني بتصريحات معادية جدا لأمريكا، ويشجع روسيا في حربها على أوكرانيا.
وحتى محاولات تبرير هذه الزيارة بأنها جاءت بدعوة من بوتين، إلا أنها هذه ليست حقيقة، إذ أن رجل الكرملين القوي مشغول جدا بالتجهيز للحرب في الوقت الحالي، ويمضي كل وقته في متابعة التطورات فيها، بحسب الموقع.
يشير الموقع إلى أن هناك انطباع يتعزز داخل باكستان، بين أصدقاء وخصوم عمران خان، وأيضا بعض القادة العسكريين، أن عمران خان فقد بوصلة الدبلوماسية الجيدة خلال الفترة الأخيرة، لاسيما الخطاب الذي يتبناه منذ الخروج الأمريكي من أفغانستان.
يوضح الموقع أن الحكومة والدبلوماسية الباكستانية تتغنى بأنها هي التي خرجت منتصرة من الحرب في أفغانستان، كما تؤيد بشكل علني حركة طالبان التي وصلت للحكم في كابول، وفي نفس الوقت تنتظر الضوء الأخضر من الغرب من أجل الحصول على قرض مالي ينقذ موازنة البلاد.
يشير الموقع إلى أنه رغم مرور عام على وصوله للحكم، لم يفكر بايدن حتى في الاتصال ولو لمرة واحدة بعمران خان، أو حتى دعوته لزيارة واشنطن.
الانتقال الآخر الذي يؤخذ على دبلوماسية عمران خان، هو انتقاده العلني مؤخرا للسعودية والإمارات بسبب قيامهما بأعمال تجارية مع الهند، الدولة المنافسة لباكستان، رغم أن الدولتين قدمتا دعم مالي كبير لباكستان.
وبالعودة إلى زيارته إلى موسكو، يتسائل الموقع: هل كان هناك وعد أو اتفاق أن موسكو ستعطيه الأموال، لاسيما في ظل الحاجة الملحة لبلاده؟ الإجابة، لا، فروسيا قد تكون أبعد دولة يمكن أن تحصل منها على قرض أو دعم مالي.
يبين الموقع أنه من المحتمل أن تحمل الزيارة هدف محاولة إضعاف التقارب الروسي الهندي الذي زاد خلال الفترة الأخيرة، ولكن كان ينبغي على عمران خان أن يدرك أن تحقيق هذا الهدف صعب للغاية وربما "فكرة حمقاء"، بالنظر إلى تاريخ العلاقات بين نيودلهي وموسكو، إضافة إلى كون 70% من الأسلحة الهندية من أصل روسي.
ينوه الموقع أن الكثير من الدبلوماسيين الباكستانيين طالبوا عمران خان أن يكون حذرا في حديثه عن الهند مع بوتين، لاسيما وأن هذا الأخير يحتفظ باحترام كبير للهند، كما تجمعه علاقات قوية مع رئيس وزرائها ناريندرا مودي.
العالم
انتقادات لرئيس الوزراء الباكستاني بسبب تقاربه مع روسيا في ظل الحرب على أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق