أسعدنى للغاية قرار إقامة الدورة الأولي لمهرجان«أبيدوس»للموسيقى والغناء برعاية كريمة من سيادة رئيس مجلس الوزراء، ومعالي وزيرة الثقافة، ومعالي وزير السياحة والآثار ومحافظ سوهاج، وهو الأول من نوعه بمحافظة سوهاج وبهدف لترسيخ دور القوى الناعمة فى تطوير المجتمع وإعادة تشكيل الوعى، كما يؤكد على أهمية دور الثقافة والفنون في الترويج للحضارة المصرية والأثار العريقة.
تقع أبيدوس غرب مدينة البلينا بمحافظة سوهاج قريبا من محافظة قنا، وهي مدينة عتيقة يعود تاريخها لأكثر من ٥ آلاف سنة وكانت مقرًا لعبادة الإله أوزوريس وكان يحج إليها المصريون القدماء من جميع المدن المصرية، وهي تعرف باسم «العرابة المدفونة»، وتحكى المصادر التاريخية عن هذه المدينة أنه بعد طرد الهكسوس قام الملك أحمس ببناء مقبرة وهرم له ولجدته «تيتيشرى» ولزوجته الملكة «نفرتاري» هناك، وهذه المقبرة تعرف باسم مقبرة أوزوريس، كما يوجد بها معبدان كبيران بحالة جيدة جدًا ويتوافد اليهما آلاف الزائرين والسياح وهما المَعبد الجَنائزي للملك سيتي الأول، ومعبد رمسيس الثانى.
إن مهرجان أبيدوس الجديد يؤكد على أن شمس الفنون والثقافة تسطع بقوة في جنوب صعيد مصر خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام ٢٠٢٢، حيث شهدت مدن جنوب الصعيد العديد من الأحداث الفنية والمهرجانات الثقافية المهمة بداية من مهرجان أسوان للفنون والثقافة الذي انتهى باحتفالية كبيرة ورسالة سلام من مصر إلي العالم، في يوم تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل.
كما شهدت نهاية فبراير وبداية مارس الجاري فعاليات الدورة السادسة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ثم الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وهو حدث سينمائى مهم جدًا على طريق التأثير الفني في القارة الأفريقية.
كذلك شهدنا مؤخرًا الدورة الثانية لمهرجان دندرة للموسيقى والغناء الذي استحدثته معالي وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم العام الماضي، وذلك لاستكمال أجندة الفعاليات والمهرجانات الفنية الكبرى وتحقيق العدالة الثقافية بين أبناء مصر، وخاصة في جنوب الصعيد الذي عانى طويلًا من غياب الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية لسيادتها كل الشكر والتقدير.