ركزت النسخة الحادية عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية على الاهتمام بقضايا المرأة سواء العاملات منهن في قطاع السينما أو من خلال قصصهن التي تسلط الضوء على معاناتهن في الأفلام التي جري عرضها على مدار أيام المهرجان، خاصة أن شهر مارس يمثل حاضنة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، فكان لزامًا التركيز على مثل هذه الموضوعات التي باتت تشغل حيزًا واسعًا من المناقشات في معظم المحافل السينمائية حول العالم.
لم يغفل المهرجان تسليط الضوء على هموم صانعات السينما خلال فعالياته التي تزامنت مع اليوم العالمي للمرأة، حيث استضاف حلقة نقاشية مع عدد من نجمات السينما المصرية اللاتي تحدثن خلالها عن تجاربهن والتحديات التي تواجههن في الفن والحياة بشكل عام كسيدات عاملات.
وعن هيمنة الرجال على مساحة الأدوار في السينما المصرية، قالت الفنانة سلوى محمد علي إن الفن يفترض أن يكون هو منتهى الثقافة لكننا نعيش في مجتمع ذكوري، وأنهن كممثلات دائمًا ما يشكين من قلة الحصول على دور له قيمة، وأضافت أن معظم المسرحيات العالمية تحمل اسم بطل رجل، لكنها تعي جيدًا أن هذه طبيعة المجتمعات ونظرتها غير المتساوية بين الرجل والمرأة.
من جانبها، أكدت الفنانة ناهد السباعي أن الأجيال القديمة من الفنانات أخذن حقهن جيدًا وتمتعن بفرص في الفن لم تتمتع بها الفنانات في الجيل الحالي واستشهدت على ذلك بنجومية فاتن حمامة وهند رستم وجدتها هدى سلطان وماجدة، واللائي كان لهن أفلام تصنع من أجلهن وحققن نجاحات مبهرة وإيرادات كبيرة، وأوضحت أن الفرص الآن تكاد تكون منعدمة تماما وهي لا تعرف سبب ذلك لكنها ترى أن هذا يرجع لطبيعة المجتمع ونظرته التي تعطي الرجل فرصا أكثر من المرأة.
أما بالنسبة لصعوبة قرار التمثيل على المرأة فتختلف آثاره وتبعاته من فنان لآخر، فهذا القرار كان سهلا بالنسبة لسلوى محمد علي برغبتها لأن تصبح ممثلة وتجسيد الحكايات وتقديمها للجمهور. وهو ما اتفقت فيه معها الفنانة ناهد السباعي التي نشأت في بيئة فنية ولولا أنها أصبحت ممثلة لكانت تعمل في المجال الفني بشكل أو بآخر. ولكن رحلة الفنانة بسمة أخذت منحى آخر عنهن، فمهنة التمثيل كانت بعيدة تمامًا عنها وعن قناعات أسرتها حتى خاضت التجربة الأولى بالتمثيل واكتشفت أن لديها حبا وعشقا كبيرا لهذه المهنة.
وكانت المخرجة البوركينية أبولين تراوري، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، من بين صانعات السينما الأفريقية اللاتي شاركن تجاربهن الإنسانية والمعاناة التي تواجهها في مجال صعب يسيطر عليه الرجال كمجال قطاع السينما، وقالت «تراورى» على هامش تكريمها في المهرجان بأنها لا تركز على قضية معينة للمرأة، لكنها تهتم بوضعية المرأة في المجتمع وتتحدث عن نقاط ضعفها وقوتها وكيف تحارب وتناضل في مجتمعها.
وأشارت «أبولين» إلى أن فيلمها الأخير «ثمن الحرية» كان يناقش فكرة المساواة بين الولد والبنت، من خلال أب وابنته الصغيرة التي تحاول أن تثبت لوالدها أن البنت لا تقل أهمية عن الولد، وأكدت أنهم في بوركينا فاسو يعانون من هذه الفكرة التي وجدتها أيضا في معظم المجتمعات العربية حيث يفضلون إنجاب الذكور عن الإناث.
وفي فيلمها «الحدود» ركزت من خلاله على مشاكل السيدات البائعات المتجولات في منطقة غرب أفريقيا التي يوجد بها قانون ينص على حرية العبور، وكيف تعاني هؤلاء السيدات من فساد المسئولين الواقفين على الحدود ومن خلال هذا الفيلم أظهرت أبولين كفاح المرأة ومعاناتها.
وأشارت «تراورى» إلى أنه لا يوجد عندهم ما يسمى بصناعة سينما المرأة لكن عندهم أفلام تناقش هموم المرأة، وأنه مازال عندهم نقص في صناعة السينما عموما. وأكدت أنها دائما ما تعرف الأفلام المصرية من بطلات الأفلام لأنها تهتم بقضايا المرأة، ودائما ما تسعى لمعرفة كيف تكون المرأة في السينما المصرية.