الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

موظف أم رائد أعمال.. فكرة صغيرة قد تجعلك صاحب مشروع كبير.. دعم ريادة الأعمال عن طريق برامج حكومية.. ومقترح لإدراج "ريادة الأعمال" ضمن المقررات الدراسية

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في السنوات الأخيرة انتشر مفهوم ريادة الأعمال ""start up" وهي المشروعات الناشئة التي يكون رأسمالها صغير وضمن أهدافها الريادة المجتمعية، وهو مثل مفهوم المشاريع الصغيرة ولكن بشكل يدخل فيه التكنولوجيا واستخداماتها لنشر الفكرة.

تسمى ممارسة التفكير في مشروع تجاري وتطويره وإطلاقه وإدارته، بالإضافة إلى المخاطرة المالية بـ"ريادة الأعمال"، ويُطلق على الشخص الذي يتولى ريادة الأعمال اسم "رائد الأعمال".

ويمتلئ العالم بعدد من رواد الأعمال الناجحين أمثال الكبار بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت، ومارك زوكربيرج مؤسس تطبيق فيسبوك، وستيف جوبز مؤسس آبل وغيرهم من العلامات.

ولكن هناك من يحاولون السير على خطاهم لصنع تجاربهم الخاصة التي تسعى إلى تغيير المجتمع والانتقال من مسمى موظف إلى رائد أعمال.


أنواع ريادة الأعمال

جميع المشاريع الريادية ليست متساوية، لكن في العموم حدد الخبراء الأنواع الأربعة المميزة التالية كدليل على أنواع ريادة الأعمال:

1.المشاريع الاجتماعية

تشمل ريادة الأعمال الاجتماعية تطوير وتقديم الخدمات التي تحل بعض المشكلات الاجتماعية، ولا يجب أن تكون بالضرورة مشاريع ربحية وأن يتم إدارتها مع التنمية الاجتماعية كهدف نهائي، تراوح الأمثلة من الشركات التعليمية الناشئة إلى مؤسسات التمويل الأصغر.

2.ريادة الأعمال الصغيرة

تشكل هذه المجموعة غالبية المشاريع الريادية في العالم اليوم، ويمكن تصنيف أي شخص يدير أعماله الخاصة على أنه رائد أعمال صغير.

هذه الشركات الصغيرة يكون موظفوها بالكاد يربحون، لكنهم يجنون أرباحًا لكسب العيش وإعالة أسرهم، تفتقر مثل هذه الشركات إلى الحجم اللازم لجذب رأس المال الاستثماري ويتم تمويلها من خلال الأصدقاء أو العائلة أو قروض الأعمال الصغيرة.

3.ريادة الأعمال الكبيرة

هذه هي الشركات العملاقة في تنظيم المشاريع التي تطورت إلى شركات كاملة النضج تعمل على نطاق واسع، حيث تتم تطوير منتجاتها بشكل مستمر من أجل تلبية احتياجات المتعاملين المتغيرة والتكنولوجيا المتقدمة، على سبيل المثال: شركات أمازون وجوجل وسامسونج.

4.ريادة الأعمال القابلة للتطوير

هذه هي الشركات الناشئة في المناطق الساخنة للتكنولوجيا حول العالم، يبدؤون على نطاق صغير ويسعون بسرعة إلى توسيع نطاق عملياتهم من خلال الابتكار السريع والتمويل العالمي، هدفهم هو إيجاد نموذج عمل قابل للتطوير والتكرار، وبمجرد العثور عليه، يلزم المزيد من التمويل من أصحاب رؤوس الأموال لتنمية أعمالهم، ومن الأمثلة على ذلك معظم مواقع الشبكات الاجتماعية التي بدأت صغيرة ونمت بسرعة.

ما هي صفات رائد الأعمال؟

معني كونك رائد أعمال أي أنك ستتخلى عن وظيفة بدخل ثابت من أجل المخاطرة بفكرة مشروع برأس مال صغير، ولكنها فكرة جديدة ترتبط بالتكنولوجيا التي أصبحت متوافرة في أيدي معظم مواطني بلدك.

كما يجب أن يكون لديك مهارة العمل الجماعي وإدارة مجموعة صغيرة، بالإضافة إلى مهارة إقناع تلك المجموعة بفكرتك الصغيرة التي ستستلزم منكم بعض الوقت والمجهود، بالإضافة إلى العمل بأجر رمزي في بدء المشروع حتى يتوافر الدعم الحكومي أو الاستثمار من قبل مستثمر آمن بفكرتكم.

سيكون صفات المخاطرة والاقناع ووجود خطة عمل واضحة هى أبرز ثلاثة أشياء يجب أن تتوافر في رائد الأعمال.

تسع حواجز تعيق رواد الأعمال

وهناك تسع حواجز تعيق رواد الأعمال وتجعلهم يشعرون بالإحباط وفشل مسعاهم وهى: ضعف الثقة بالنفس وعدم الشعور بالمسؤولية ورفض الأفكار الجديدة والانشغال الفكري الدائم والشعور بالنقص وغياب الطموح وقلة المعرفة والتردد بسبب الانتقاد والخوف من الفشل بحسب ما أعلنته الصفحة الرسمية لرواد الأعمال 2030 التابعة لوزارة التخطيط والإصلاح الإداري.

ريادة الأعمال في مصر

استطلع استبيان بعنوان "ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2021"، آراء رواد الأعمال وطموحاتهم الحالية والمستقبلية، حيث يظهر أن نسبة الأفراد الذين يفضلون البدء بعملهم الخاص هي الأعلى في مصر، بشكل ملحوظ عند 71٪، إذا أتيحت لهم الفرصة بذلك.

ويشير الاستبيان إلى أن ريادة الأعمال أصبحت اليوم أكثر شعبية من أي وقت مضى، فبالنسبة للموظفين، يفكر 57٪ منهم حاليًا في تأسيس أعمالهم التجارية الخاصة، وفي حين أن 24٪ منهم حاولوا تأسيس أعمالهم الخاصة في الماضي، بينما صرح 10٪ فقط أنهم لم يفكروا مطلقًا بتأسيس شركتهم الخاصة.

ويتطلع العديد من رواد الأعمال إلى تنمية شركاتهم الناشئة وإنشاء أعمال تجارية، إذ صرّح 70٪ من أصحاب الشركات الناشئة في مصر أنّه من المحتمل أن يقوموا بتعيين موظفين جدد خلال العام القادم.

وبالنسبة للتحديات التي تواجه المهنيين في مصر عند محاولة تأسيس أعمالهم الخاصة، فقد شملت صعوبة الحصول على التمويل اللازم للبدء بالعمل التجاري (64٪) والوقت والجهد الكبير الذي يتطلبه الأمر (33٪).

أما فيما يتعلق بالقطاعات التي تجذب المهنيين للبدء بأعمالهم الخاصة، فتعتبر قطاعات التجارة/ التجزئة الأكثر جذبًا لرواد الأعمال في مصر (10٪)، كما جاءت قطاعات تكنولوجيا المعلومات/ الإنترنت/ التجارة الإلكترونية (9٪)، والعقارات/ البناء/ التطوير العقاري (9٪) والبضائع الاستهلاكية (9٪) بالمرتبة الثانية بالتساوي.

حملة المليون ريادي

أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ممثلة في مشروع رواد 2030 حملة "المليون ريادي"، والتي تهدف إلى تأهيل مليون رائد أعمال بحلول عام 2030، وذلك فى إطار استراتيجية التنمية المستدامة؛ رؤية مصر 2030.

تستهدف حملة "المليون ريادي" الشباب المصري من جميع الأعمار والفئات؛ البرنامج التدريبي الكامل عبر الإنترنت، مع توفير مدربين على أعلى مستوى، وبرامج تدريبية خاصة بريادة الأعمال باللغتين العربية والإنجليزية، ويحصل المتدرب على شهادة إتمام الدورة التدريبية بنهاية البرنامج.

وينقسم البرنامج التدريبي إلى ثلاث مراحل؛ تشمل المرحلة الأولى التعرف على نموذج العمل التجاري للشركات الناشئة، اختبار فكرة الشركة الناشئة، الإدارة المالية للشركات الناشئة، تطوير الأعمال للشركات الناشئة، بناء العلامة التجارية للشركات الناشئة، مهارات القيادة الفعالة لرواد الأعمال، جاهزية الشركة الناشئة للاستثمار، ومن فكرة إلى مشروع في 30 يوم.

كما تضم المرحلة الثانية التعرف على قانون الاستثمار المصري وتأسيس الشركات، الضرائب المصرية والتأمينات الاجتماعية والتزامات الشركة الناشئة، تعيين واختيار الموظفين في الشركات الناشئة، إدارة مراحل النمو وتطور الشركات الناشئة، بناء وتطوير فرق العمل في الشركات الناشئة، إدارة المشروعات في الشركات الناشئة، زيادة رأس المال والتمويل للشركات الناشئة، واتخاذ القرارات وحل المشكلات لرواد الأعمال.

ويتعرف رواد الأعمال في المرحلة الثالثة على الإبداع والابتكار لرواد الأعمال، تحليل البيانات والمعلومات في الشركات الناشئة، إدارة وتطوير المنتجات الرقمية للشركات الناشئة، التسويق واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للشركات الناشئة، البيع وإدارة المبيعات لرواد الأعمال، التخطيط الاستراتيجي للشركات الناشئة، تحفيز وتطوير العاملين في الشركات الناشئة، وقوانين الملكية الفكرية وحفظ حقوق الشركات الناشئة.

ما الهدف من الحملة؟

تهدف تقديم حلول مبتكرة وواقعية للتحديات الاقتصادية مثل تحفيز الاقتصاد بمشروعات جديدة صغيرة للشباب لتصبح قوة اجتماعية منتجة تساهم بفاعلية في جهود تحقيق التنمية، بالإضافة إلى العوائد الاجتماعية وفي مقدمتها خفض معدل البطالة، علاوة على أن مفهوم ريادة الأعمال أصبح مرتبطًا بالدور الذى تستهدفه الدولة فى خططها الاستراتيجية، إذ يرتبط بإنشاء مشروعات جديدة ذات أفكار مختلفة وإيجاد حلول مبتكرة لمشكلات قائمة في السوق؛ سواء من خلال تقديم منتج جديد أو معالجة أوجه القصور في منتج قائم، والعمل على إشراك المواطنين في إيجاد حلول.

هل هناك تعليم مختص بريادة الأعمال؟

لا يوجد تعليم مختص بريادة الأعمال ولكن يكون أقرب مجال له هو "إدارة الأعمال".

وفى هذا الصدد، تقدم منذ أيام مجدي الوليلي، عضو مجلس النواب، بطلب إبداء اقتراح برغبة إلى المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي، يهدف إلى إدراج "ريادة الأعمال" ضمن المقررات الدراسية لطلبة الجامعات في مصر.

وقال النائب في مقترحه، "لا يختلف اثنان على أهمية نشر وغرس ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر بين الشباب في مصر، للمساهمة في تأهيلهم وإعدادهم لإيجاد فرص عمل مناسبة لهم، وتغيير الفكر التقليدي لدى الشباب المتمثل في انتظار الوظيفة الحكومية، والانتقال إلى الفكر الحديث المتمثل في خلق فرص العمل".

وتابع “الوليلي” أننا في حاجة ماسة إلى غَرْسُ ثقافة الريادة في شبابنا، وذلك من خلال العديد من البرامج والفعاليات، والأنشطة التوعوية الهادفة إلى تطوير ريادة الأعمال، وبناء القدرات، وإعداد الكفاءات المتخصصة، وذلك باتباع أحدث وأنجع الأساليب المتَّبَعة في مجال تشجيع ثقافة ريادة الأعمال".

تجارب ناجحة 

تخلت "زهراء محمود"، رائدة أعمال ومالكة تطبيق برومنتال للطب النفسي، عن وظيفتها ذو الدخل الثابت من أجل تحقيق مشروعها وأن تصبح رائدة أعمال.

تقول زهراء في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" إنها في 2015 عقدت العزم على امتلاك مشروعها الصغير في خلق مساحة آمنة للأطفال لعلاج أي عقبات نفسية قد تعوق دراستهم أو تأهيليهم الاجتماعي من خلال إطلاق منصة للعلاج والدعم النفسي.

وتشير إلى أن الأمر تطلب منها العديد من الدراسات مثل دراسة السوق والمنافسين ووضع خطة العمل والبحث عن تمويل لمشروعها سواء الدعم الحكومي او استثمار من جهة مانحة للمشروعات ريادة الأعمال.

وعن مشروعها تقول: الهدف أن أخلق نشأ سليم نفسيا وخالي من المعوقات، وأن يكون العلاج النفسي للأطفال متوافر ليس فقط عن طريق الحديث مع الآباء والأمهات بل والنزول على ارض الواقع في المدارس من أجل التعرف عن قرب عن مشاكل الأطفال مثل صعوبات التعلم والتنمر الذي قدنا حملة للتعريف به".

وتضيف: "لم يكن أمر الحصول على تمويل لفكرتي سهلة خاصة اني قمت بوضع كل مدخراتي في المشروع وصار لزاما لاستمرارية الامر بحث التمويل عن طريق مستثمرين ورأى البعض منهم أن فكرة العلاج النفسي "أونلاين"  فكرة غير مستحبة ويجب الذهاب للعيادات.

كوفيد 19 جعل الأمر ممكنا

وعزز كوفيد "19"  انتشار التكنولوجيا واستخدامها والعمل عن بعد لذلك كان هذا الأمر بارقة أمل لمشروع "زهراء" الذي جعل عدد من المواطنين ليس في مصر فقط بل في العالم العربي يعوا أهمية طب النفس في علاج كل الذعر الذي اصابهم من كوفيد 19 وكل أمراض العزلة التي استدعت مخاوفهم.

تقول "زهراء" منهية تصريحاتها أن ريادة الأعمال في مصر أصبحت واعدة ولكنها تحتاج مزيدا من الإيمان من قبل المستثمرين والمستخدمين ايضا لاستمراريتها وحتى يكون هناك تجارب ناجحة للنهاية.