ترك المصريون القدماء عدد لا يحصى من الآثار والتماثيل المصنوعة من الحجارة والذهب والحلى وقطع مختلفة لما صنعوه خلال حياتهم، بجانب المعابد والأحجار والبرديات التي كتبوا عليها الكثير من أسرارهم ومن بين ما تركه المصريين القدماء "لوحة المجاعة" وهي من أغرب الأسماء التي لقبت بها قطعة أثرية فهذه اللوحة الأسطورية نقشت بالنقش الغائر وتوجد بجزيرة سهيل بأسوان.
نحتت اللوحة فى العصر البطلمى حوالى عام 196 ق.م، وهى تتحدث عن المجاعة التى حدثت عندما توقف الفيضان لمدة سبع سنوات طوال فى زمن الملك زوسر من عصر الأسرة الثالثة حوالى 2650 ق.م.، ويظهر في هذه اللوحة نقش للملك زوسر في الجزء العلوي، ويظهر الملك يقوم بتقديم القرابين لثلاثة معبودات مصرية منهم المعبود خنوم ويوضح النص كيف أقنع الكهنة الملك بأن يقدم القرابين لخنوم رب الماء فى منطقة أسوان وأن يزود معبده بالأملاك.
قام الملك بحمل القرابين إلى الجنوب للمعبود خنوم في جزيرة الفنتين وهذا بناء علي رد الكاهن بأن المعبود خنوم هو المتحكم في فيضان النيل وقام الملك باسترضاءه، بالوقف علي معبده أعطي كهنة معبد خنوم مساحات كبيرة من الأراضي وأمر بتقديم القرابين الخاصة له كما تتحدث الأسطورة عن رحمة الاله خنوم الذى أمر الفيضان أن يعود مرة أخرى.
ومجاعة السبع سنوات كانت أسطورة مشتركة بين جميع الثقافات تقريبا من منطقة الشرق الأدنى فقد وردت ايضا في سفر التكوين قصة النبي يوسف وهناك أسطورة في بلاد ما بين النهرين تتحدث أيضا من مجاعة سبع سنوات وهي الأسطورة الملحمية الشعرية الشهيرة جلجامش.