تخشى دول البلقان، المجاورة لروسيا وأوكرانيا، من تضررها جراء العملية العسكرية التي دخلت يومها الـ18، فضلا عن كونها الملاذ الأقرب لللاجئين نظرًا لقربها من الحدود الأوكرانية.
وشبه جزيرة البلقان أو دول البلقان، هي منطقة جغرافية تقع في جنوب أوروبا، وتستمد تسميتها من جبال البلقان التي تمتد من الغرب إلى الشرق حيث بلغاريا، وتقسم هذه الجبال دولة بلغاريا لقسمين.
وتعد البلقان ثالث شبه جزيرة موجودة في أوروبا، وتضم عددًا من البلدان، وتحد البحار البلقان من ثلاث جهات فمن الجهة الغربية يحدها البحر الأدرياتيكي ومن الجنوب بحر إيجة ومن الشرق البحر الأسود، كما يحدها من الجهة الجنوبية الغربية البحر الأيوني.
تنتهي دول البلقان من الشمال عند بداية نهر ووادي الدانوب، والدول التي يطلق عليها دول البلقان يربطها حدود بين كل من روسيا وأوكرانيا التي تشهدان حرب بينهما بدأت في 24 فبراير الماضي، وهذه الدول أكثر الدول التي استقبلت من أوكرانيا لاجئين بعد بدأ الحرب الروسية عليها نظرًا لقربها من الحدود الأوكرانية، كما تشترك شبه جزيرة البلقان أيضًا بحدود مع دولة إيطاليا من الجهة الشمالية الغربية، أما حدودها مع المجر وأوكرانيا فتأتي من الشمال، وتعد البحار هي الحد الطبيعي الفاصل بين دول البلقان والدول المجاورة.
تمتد دول البلقان على مساحة 468,787 كم2 تقريباً، ويقع ضمن هذه المساحة 6 دول بشكل كامل، وهذه الدول هي: “ألبانيا، بلغاريا، البوسنة والهرسك، كوسوفو، مقدونيا، والجبل الأسود”، و3 دول تقع معظم مساحتها في منطقة البلقان، وهم: “كرواتيا، صربيا، واليونان”و4 دول يقع جزء من مساحتها في منطقة البلقان ، وهم: “رومانيا، سلوفينيا، إيطاليا، وتركيا”.
الجدير بالذكر أنه يصعب تحديد دول البلقان لأسباب جغرافية، وسياسية عديدة، فقد كانت هذه الدول محط جدل كبير بين العلماء، لذلك ظهر اختلاف حول عدد الدول التابعة للمنطقة، إلا أنه تم اعتماد عشر دول فقط بأنها فعلا تتواجد في منطقة البلقان وهي كل الدول المذكورة سابقا ما عدا: “تركيا، وإيطاليا” فهذه الدولتان بحسب الكثير من المصادر و المراجع لا تعد من منطقة البلقان.
تتعدد اللغات المنتشرة في منطقة البلقان فمنها “اللغة البوسنية، الإيطالية، التركية، اليونانية، الصربية، واللغة السلوفينية”، ويستوطن في أراضي دول البلقان جماعات من أصول صربية وبوشناقية ورومانية وتركية وألبانية، كما تعد كافة دول البلقان جمهوريات، بالرغم من أنها كانت سابقا ممالك قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتعتمد دول البلقان على اقتصادات السوق المفتوح نظرًا لتوسط الدخل فيها، إلا أن سلوفينيا ورومانيا ذات دخل مرتفع.
وتتصدر دولة رومانيا المرتبة الأولى بين دول البلقان من حيث التعداد السكاني، بينما تعد دولة الجبل الأسود هي الأصغر، وتؤثر جبال البلقان تأثيرًا كبيرًا في مناخ منطقة شبه جزيرة البلقان، إذ يكون الطقس في المناطق الشمالية منها مشابهًا للمناخ السائد في أوروبا الوسطى، فيكون صيفها دافئًا وشتاؤها باردًا، أما في المناطق الساحلية منها فيكون المناخ شبيهًا بالمناخ المتوسطي.
تتعدد تقسيمات دول البلقان وفقًا للجغرافيين والسياسيين، فتوجد دول كانت تجتمع تحت مسمى “يوغسلافيا” قديمًا وهي: “سلوفينيا، البوسنة والهرسك، كرواتيا، صربيا، مقدونيا”، ويصنفها البعض الآخر ضمن "الدول السلافية" وهي الدول التي تتخذ من اللغة السلافية لغة رسمية لها، وهي سلوفينيا وصربيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا.