مع دخول الحرب الروسية ضد أوكرانيا أسبوعها الثالث، زاد الجيش الروسي من وتيرة هجومه واستهدافه للأماكن العسكرية الأوكرانية، فيما قالت وسائل إعلام غربية إن القوات الروسية تعيد تخندقها وتعديل تكتيكاتها قبل خوض حرب مطولة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسط البلاد والمناطق الشرقية.
واستهدفت القوات الروسية فجر الأحد، قاعدة عسكرية في غرب أوكرانيا، قرب الحدود البولندية، فيما بدا أنها أبعد الهجمات غربا منذ بدء العملية العسكرية.
وقال حاكم مدينة لفيف الأوكرانية ماكسيم كوزتسكي، إن روسيا أطلقت 30 صاروخا على القاعدة في يافوريف قرب مدينة لفيف غرب البلاد، نتج عن ذلك مقتل 35 شخصا وإصابة أكثر من 134 آخرين، بينما سقط تسعة قتلى آخرين جراء عمليات قصف في ميكولاييف في جنوب البلاد.
من جهته، وصف وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، بتغريدة على حسابه في تويتر، استهداف القاعدة بالعمل الإرهابي، مؤكدا أن مستشارين أجانب يعملون في تلك القاعدة غرب البلاد.
من جانبها، نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية لم تسمها، أن القاعدة التي تم قصفها في محيط لفيف تابعة لحلف الناتو وكان يجري فيها تدريب مقاتلي كتيبتي آزوف وأدار القوميتين.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحفي في كييف أن "نحو 1300" جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
وحث زيلينسكي الغرب على المشاركة بشكل أكبر في مفاوضات السلام. مشددا على أن القوات الروسية ستواجه معركة حتى الموت إذا سعت لدخول العاصمة، قائلا "إذا قرروا قصف كييف بشدة، وببساطة محو تاريخ هذه المنطقة... وتدميرنا جميعا، فعندئذ سيدخلون كييف. إذا كان هذا هو هدفهم، فدعهم يدخلون، لكن عليهم أن يعيشوا على هذه الأرض بأنفسهم".
وتزعم الحكومة الأوكرانية أنه تم قتل 12 ألف جندي روسي منذ بداية الغزو؛ وأعلن البنتاجون عن عدد يتراوح ما بين ألفين وأربعة آلاف.
و من ناحيته، أعلن المتحدث العسكري الروسي في الثاني من الشهر الجاري مقتل 498 جندياً روسياً ومقتل 2870 جنديا ًأوكرانياً في الفترة نفسها. لكن هذه الأرقام تبقى دون أي تأكيد من مصادر مستقلة.
بدورها، قالت الولايات المتحدة، إنها سترسل ما قيمته 200 مليون دولار من الأسلحة الصغيرة الإضافية والأسلحة المضادة للطائرات والدبابات، بينما حذرت روسيا من أنها قد تستهدف قوافل الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن وجّه بمنح أوكرانيا مساعدات أمنية إضافية، ليمهد الطريق -وفق مسؤول رفيع المستوى في الإدارة- أمام نقل عتاد عسكري جديد إلى أوكرانيا “فورًا”.
من ناحيته، حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) احتدام القتال وتفاقم المأساة الإنسانية في أوكرانيا خلال الأيام القادمة.
وقال الأمين العام ينس ستولتنبرغ، في تصريحات صحيفة : "نرى بذعر العدد المستمر في الارتفاع للضحايا المدنيين والدمار الذي لا مبرر له من جانب القوات الروسية. الشعب الأوكراني يقاوم بشجاعة وإصرار، ولكن من المرجح أن تشهد الأيام القادمة المزيد من المآسي".
وحث ستولتنبرغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "إنهاء هذه الحرب، وسحب جميع القوات، والالتزام بالدبلوماسية"، رافضاً مزاعم الحكومة الروسية بأن الولايات المتحدة كانت تشغل سراً مختبرات في أوكرانيا لتطوير أسلحة بيولوجية.
وأضاف: "الآن، وبعد صدور هذه المزاعم الكاذبة، علينا أن نظل منتبهين، لأنه من المحتمل أن تكون روسيا نفسها تخطط لعمليات بأسلحة كيماوية بغطاء من هذه الأكاذيب". وشدد على أن هذا سيكون جريمة حرب.
ورفض ستولتنبرغ مرة أخرى الدعوات الموجهة للناتو لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. ولفت إلى أن هذا يعني فعلياً مهاجمة القوات الروسية. وأوضح أن هذا "قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة وتصعيد خارج عن السيطرة" وشدد بالقول :"علينا إنهاء هذه الحرب وليس توسيعها".
ويرى خبراء أن روسيا التي باتت قواتها على بعد أميال قليلة من كييف، تستعد لتنفيذ خطة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسط البلاد أو شرقها وأن العمليات لن تتوقف إلا بإعلان أوكرانيا الاستسلام الكامل للإرادة الروسية.
وخلال محادثات انطاليا بين روسيا واوكرانيا اعتبر لافروف العملية عسكرية في أوكرانيا "معركة حياة أو موت من أجل مكانة روسيا على الخريطة السياسية للعالم"، مؤكداً من جديد إشارات الكرملين السابقة بأن الرئيس فلاديمير بوتين لن يقبل ما هو أقل من استسلام أوكرانيا الكامل.