تمر اليوم الذكرى الـ560، على طباعة أول إنجيل في العالم، حيث طبع في مثل هذا اليوم 13 مارس من عام 1462 بواسطة شخص يدعى يوهان جوتنبرج، ليفسح الطريق بإنتاجه أمام فن الطباعة والنشر، وليقدم أول كتاب مطبوع فى التاريخ، فكان الكتاب المقدس يقتنيه ويقرأه الأغنياء فقط، إذ كان الكتاب المقدس ينسخ ويكتَب باليد على ورق مصنوع من جلد الغزال، وكان يستغرق كتابته حوالي سنة كاملة، وكان يدفع فيه المشتري ما لا يقل من 100 دينار ذهبي.
وجاءت طباعته بعدما اكتشف شاب كان يعمل فى حفر النحاس وصقل الأحجار الكريمة من أسقفية ماينتس اسمه يوهانس جوتنبرج، اكتشف أن المرء يستطيع تحقيق الكثير من السرعة والكفاءة فى الطباعة إذا تم قطع الأحرف الأبجدية على شكل أحرف قابلة للتحرك ولإعادة الاستخدام بدل الكتل الشخبية المحفورة المستعملة فى طبع الرسومات، أخذ “جوتنبرج”، يجرى تجاربه لسنوات طويلة، مستقرضا النقود لتمويل مشروعه.
حيث استطاع فى النهاية تطوير تقنية ظلت تستخدم إلى القرن العشرين، وهى عبارة عن قوالب لصب الأحرف، ومطبعة كانت عبارة عن مؤالفة بين مكبس النبيذ وتجليد الكتب، وحبر أسود مصنوع من الزيت، لم يكن أى منهما موجود من قبل، وكان جوتنبرج يعتزم في البداية طباعة عناوين أسفار الكتاب المقدس وجعلها باللون الأحمر، ولكنه تخلى عن هذا التوجه، مستخدما بدلا من ذلك جدول مطبوع بشكل منفصل كنمط لإدراج تلك العناوين باليد، حدد جوتنبرج عدد 40 سطرا لكل صفحة في البداية ثم ما لبث أن جعل عددها 42 وذلك للاقتصاد في الورق.
ومن هنا حملت نسخ الإنجيل التي طبعها اسم “إنجيل 42”، ولاحقا طبع نسخا أخرى من الإنجيل وكانت كل صفحة فيه تضم 35 سطرا فقط، واستخدم جوتنبرج لطبع الإنجيل ما يقارب من 294 نوعا من الحبر واحتاج 390 يوما لإنجاز ذلك وهي مدة طويلة لكن نسخ الإنجيل التي نجح في إصدارها في النهاية تميزت بجمال أخاذ حسب تدوينات من شاهدها.
واحتاجت المطبعة إلى 3 سنوات في النهاية لإنتاج 180 نسخة، ولا تزال 48 نسخة من هذه الطبعات الأولى محفوظة في أماكن مختلفة من العالم، وكانت هذه الطبعة من الكتاب المقدس في حيازة النظام البندكتي لما يقرب من خمسة قرون وتم حفظها في دير القديس بلازيوس في منطقة الغابة السوداء بألمانيا وبعد عام 1809 تم حفظها في دير القديس بولس في كارينثيا بالنمسا، وتظهر على كل من المجلدات رقعة تعرض دير القديس بلازيوس، قامت مكتبة الكونجرس بشراء هذه الطبعة من الكتاب المقدس -بالإضافة إلى كتب أخرى من أعمال القرن الـ15 من دكتور أوتو فولبير بقانون من الكونغرس في 1930.