يحل على المسلمين في كافة أنحاء العالم، شهر رمضان الكريم، في أول شهر أبريل القادم، فمع بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، فُرضت بعض الإجراءات الاستثنائية على إقامة الصلوات والشعائر الدينية والعادات والطقوس التي اعتاد المصريين عليها خلال الشهر الكريم، إلا أن رمضان هذا العام عاد كما كان عليه قبل الجائحة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية المعروفة.
عودة موائد الرحمن
وأكد الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، على عودة صلاة التراويح مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي، كما سيتم السماح بعودة موائد الرحمن ولكن بشروط، مطالبًا بضرورة تشجيع المواطنين لتلقي لقاح كورونا، حيث بدأت وزارة الصحة في حملة طرق الباب والذهاب للمواطنين في منازلهم، وتم تطبيقها في نحو 6 محافظات.
وتابع حسني، في تصريحات تليفزيونية، أن الوضع الوبائى في مصر أصبح مطمئنا، فهناك تقدم كبير في عدد الإصابات وحدتها، موضحًا أن نسبة الوفيات والمرضى على جهاز التنفس الاصطناعى قلت، فإن هذا التقدم يتطلب أخذ الحذر، وبعض الدول بدأت تلغى الإجراءات الاحترازية، لكن بعد أن وصلت إلى 70% من التطعيم الكامل، مشيرًا إلى أن مصر تسعى للوصول إلى هذا الرقم، والمستشفيات بدأت تعود لتعطى الخدمة العادية للمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة والحادة، موجهًا الشكر للشعب المصري على وعيه وبطالبهم لتناولوا اللقاح للوصول إلى التلقيح الكامل.
ضوابط صلاة التراويح
وأعلنت وزارة الأوقاف، ضوابط صلاة التراويح في شهر رمضان 2022، والتي ستتم وفق ضوابط العام الماضي من خلال إقامة الصلوات وخطبة الجمعة على النحو القائم الآن، وتكون مدة صلاة القيام في حدود نصف ساعة بعد صلاة العشاء مباشرة، مع الالتزام بعلامات التباعد المحددة بالمسجد، وارتداء الكمامات، والالتزام بالمصلى الشخصي، فتح مصليات السيدات متى توفر الإشراف على تطبيق إجراءات التباعد بها بمعرفة إدارة الأوقاف التابع لها المسجد سواء أكانت واعظة معينة، أم واعظة متطوعة، أم معلمة، أم غيرها، ممن تعتمدهن إدارة الأوقاف التابع لها المسجد للإشراف على مصلى السيدات به، وتوجهها بخطاب مكتوب للإشراف على الالتزام بإجراءات التباعد، واستمرار السماح بصلاة الجنازة بالمساجد الكبرى والجامعة التي تقام بها صلاة الجمعة على النحو المعمول به الآن.
وتابعت الوزارة، أنه من ضمن ضوابط صلاة التراويح، عدم السماح بالدروس الدينية أو اصطحاب الأطفال أو أي أطعمة أو مشروبات أيا كان نوعها على الإطلاق، وقصر العمل بالمساجد على الصلاة، وخطبة الجمعة بما لا يزيد على عشر دقائق في الخطبة على النحو المتبع، واستمرار فتح المساجد قبل الصلاة بعشر دقائق وغلقها بعد الصلاة بما في ذلك صلاة التراويح.
الوصول للمناعة المجتمعية
وبدوره، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار العلمي للمركز المصرى للحق في الدواء، إنه على مستوى العالم تم التخفيف من الاجراءات الاحترازية، وتم إلغاء التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ففي بريطانيا والسعودية أيضًا تم فتح البلاد بشكل كامل، ولكن نسبة المطعمين أكتر من 70% بالحصول على جرعتين من اللقاح، متمنيًا أن يتحقق هذا الأمر في مصر خلال 3 أشهر، وتناول الجرعتين وصلت لدينا لنحو أكتر من 30% وبمزيد من الجهود سنصل إلى 70%.
ويواصل عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المناعة المجتمعية تتضمن نسب الإصابات والحصول على اللقاحات، وخلال الشهرين الماضيين وصلت أعداد الإصابات بشكل غير مسبوق بالإصابة بأوميكرون، ويتم الدخول على المناعة المجتمعية بدليل تدني عدد الغصابات بشكل كبير، حيث ينتحر الفيروس، وهو ما حدث مع السلالات السابقة، متمنيًا ألا يحدث سلالات جديدة، مؤكدًا أن مصر تسير في اتجاه تحقيق المناعة المجتمعية، ولكن لابد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية بدليل وجود وفيات وإصابات على رغم من انخفاضها، وتعمل الحكومة على الدفع بعملية التطعيم للوصول إلى 70%، والتطعيم لا يجب أن يقل عن 700 ألف يوميًا للمواطنين خلال الفترة القادمة.
الالتزام بالإجراءات يمنع زيادة نسب إصابات كورونا
كما توضح الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن شهر رمضان هذا العام يأتي في ظل التخفيف من الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم تطبيقها لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، وبدأ خوف المواطنين من التعرض للإصابة يقل تدريجيًا في ظل توافر اللقاحات المضادة للفيروس، مضيفة أنه تم التخفيف من هذه الإجراءات نتيجة زيادة نسب التطعيم، حيث عادت طقوس رمضان المعتادة والصلاوات والشعائر الدينية وموائد الرحمن، وفق ضوابط وشروط محددة مع الالتزام بالإجراءات مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
وطالبت الدكتورة سامية، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، المواطنين بضرورة الالتزام بهذه الضوابط خلال فترة صلاة التراويح ومنها عدم اصطحاب الأطفال للصلاة والالتزام بالمواعيد المحددة للصلاة، لمنع تفاقم أعداد الإصابات بكورونا خلال الشهر الفضيل، والحفاظ على صحة المواطنين.
