لا يترك تنظيم العلمانيين الفرصة الا ويطالب بتحديث الخطاب الديني دون أن ينظروا لانفسهم لانهم الاولي بذلك خاصة ان كل مايطرحونة قديم ومنقول حرفيا من كتب المستشرقين وقد تم الرد عليهم ذلك ان معظم الخطابات المتصارعة حول تجديد الخطاب الدينى، أو إصلاحه، تبدو فى ذاتها تعبيرًا عن غياب الرؤية، وتبدو أقرب إلى الدعوات التبشيرية، التى تركز على الشعار ولا تغادره إلى البحث فى أعماق المشكلة، وهي هيمنة العقل النقلى الجاهز ودوره فى إعادة إنتاج الفقه القديم المسيطر، والربط بينه، وبين مسألة الهوية ــ وهى رؤية يساء توظيفها كحائط صد فى مواجهة أية مطالبات بضرورات التجديد الديني للعقل وإنتاجه من الخطابات والسلطة الدينية الرسمية علما بأن النموذج الأمريكى الذي بستهويهمً يلعب الدين -لاسيما المسيحية، والاتجاهات الصهيونية المسيحية، دورًا هامًا، فى تشكيل الأحزاب السياسية الكبرى فى الانخراط داخل هذه الأحزاب، وتشكيل اتجاهاتها التصويتية، وأيضًا فى إطار جماعات الضغط على اختلافها.كالوبي اليهودي مثلا وهناك إغفال متعمد للصراعات الكبرى لمراكز القوة الدينية والمذهبية فى عالمنا، ودورها فى مجال التبشير الدينى والمذهبى، خاصة فى عالم الجنوب فى أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، وآسيا. وهو صراع ممتد ومستمر
ويتخفي هؤلاء المتعلمنين بزعمهم الافتراضي بأنهم يواصلون رسالة الإمام المجدد محمد عبده أو التنويري طه حسين، لكنهم في حالة من الصخب الفكري مفادها ضرب الجذور الدينية العميقة من أساسها وتقويض أية صلات رابطة بيننا وبين التراث الرصين واقتصرت محاولاتهم البائسة في نقد الخطاب الديني بدون ان يكترث احد منهم بثقافات الشعوب والمجتمعات ذات التاريخ الضارب في القدم وأصبح هؤلاء المهاجمون لكل ما هو عقائدي سواء من حيث الشخصية أو الطرح أو الوجود الديني لقمة سائغة وفريسة سهلة القنص لدى أعداء الإسلام المنتشرين تحت رايات حقوق الأقليات ومراعاة توظيف المرأة وتمكينها في المجتمعات الشرقية المحافظة ودعاة الترويج لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية غير الرسمية التي لا يعرف أحد شيئا عن تمويلها أو نشاطاتها سوى تعكير السلم والأمن المجتمعي وكل هذا يتم تحت دعاوى تجديد الخطاب الديني، فيتم الهجوم على تفاصيل سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعلى سيرة الخلفاء الراشدين وذلك بالنقل حرفيا من غلاة المستشرقين الذين،أجهدوا عقولهم، وأسهروا عيونهم، وأضنوا أجسامهم في محاولة إثبات أن القرآن الكريم ليس من عند الله
وقد سئم المجتمع من تلك الأبواق الفارغة من هؤلاء الذين يملؤون الدنيا صراخًا وعويلًا بين الحين والآخر حول صروح الإسلام وثوابته الراسخة، تحت دعوى حرية الفكر والرأي والتعبير، وهم في الحقيقة: يطعنون في الدين، ويبيحون لأنفسهم حرية هدم الثوابت التي يقوم عليها المجتمع ومانعرفه ان مسائل العقيده مثل التوحيد وجوهر الرساله المحمديه.والعبادات مسائل الاجتهاد فيها مغلق لأنها من الثوابت.التي قام عليها الدين...لكن تأويل وتفسير آيات المعاملات العامه والاسريه مع مستجدات كل عصر أمر مطلوب عقلا وشرعا. ويخيل لبعض اشباه المثثقفين انه يكفيه ان يمتلك قاموس كلامي وليس لغوي لكي يصبح مفكرا وهم حفنة من المدعين لا هم لهم سوى معاداة الإسلام.. بالأمس كانوا يساريين ويهاجمون العلمانية على أساس أنها إحدى إفرازات نظام السوق واليوم وبعد أن انتهت اليسارية والشيوعية والاشتراكية العلمية تحولوا بقدرة قادر إلى العلمانية وسبحان مغير الأحوال ولا تستبعد أن يتحولوا غدا إلى الصهيونية ما دام همهم محاربة الإسلام والتدين وكل بضاعتهم قديمة ومعظم جهدهم هو النبش في أباطيل الاولين كالتفتيش في سيرة الرسول بحثا عن خطأ، ويدعون ان زواجه من فتاة صغيرة هو اكبر الأخطاء، يحاكمون الإحداث القديمة التي حدثت قبل خمسة عشر قرنا من الزمان، بمنطق هذه الأيام، كان زواج الفتيات الصغيرات من كبار السن متفشيا في تلك المرحلة، ولم يحدث المنع، إلا في العصر الحديث، وتبقى مفاخذة رجل لفتاة قاصر قبل 1500 عام اكبر "الجرائم" اغراءً للكتابة كأن لم يحدث بعدها ماهو اسوأ منها في التأريخ البشري الموغل في الوحشية وراحوا ينصبون من أنفسهم أوصياء علي الناس ويشترطون على مجتمعاتهم القفز مرة واحدة فوق كل ما لايجدونه مناسبًا من تراث هذا المجتمع، كشرط لرضاهم عنه وقبول التعامل معه،فيضعون امامه مطالب تعجيزية لاقبل له بها. ومن المطالب التعجيزية التي تطرح كشرط للديمقراطية مطلب ابعاد الدين عن السياسة.
و في مسألة معاملة المرأة ومساواتها المطلقة بالرجل.فالحماس لهذا المبدأ الإنساني جعل المطالبين به ينسون تمامًا ان الغبن الموجه الى المرأة تراث اجتماعي بشري عام وعميق ويتطلب التغلب عليه زمنًا طويلًا.وتناسو ان صراع المرأة من اجل حقوقها في الدول الديمقراطية استغرق قرونًا طويلة، وان حقها في التصويت استغرق ثلاث قرون لإقراره بشكل كامل..
وجاءت نهايات هذه الشلة في الغالب بأيدي بعصهم البعض فهم مختلفون حتى ولو اتفقوا على بعض الأهداف العامة وهم صدي صوت ومنفذين لخطط الغرف السوداء وهكذا جعلوا من الاهداف النبيلة للاجتهاد والتنوير سلوكا مشبوها يثير الشكوك والظنون في أي محاولة جادة للتنوير
آراء حرة
خطاب التنوير المشبوه!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق