لست قلقًا على مستقبل مصر، فالمستقبل بيد الله، وتعافى الدولة أصبح حقيقة واضحة للجميع، بعد أن تعافت الدولة ووزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها، تعافت وأصبح لها سياستها الخارجية الرشيدة وأصبحت تؤثر فى محيطها العربى والإقليمى والدولى ومكانتها وقيمتها ومهابتها وكلمتها وتحركاتها ذات ثقل ووزن كبيرين، تعافت بعد أن ساعدت المصانع المغلقة وساهمت فى فتح مصانع جديدة وقدمت مميزات وخدمات ووفرت كل سبل الإنتاج، تعافت بعد أن أخذت بيد من يستحقون الدعم ووفرت لهم كل سُبل العيش الكريم فى حياة كريمة، تعافت بعد أن وسعت حجم المشتركين فى مشروع تكافل وكرامة وهو نموذج حى لتطبيق العدالة الاجتماعية التى كُنا ننشُدها وننادى بها وكانت حلما بالنسبة لنا، تعافت الدولة بعد أن تقدم الشباب للصفوف الأمامية وأخذ نصيبه من الاهتمام وأصبح صوتهم مسموعا ومُهما، تعافت الدولة بعد أن سعت لتحقيق اكتشافات جديدة من البترول والغاز ونجحت فى سعيها واستطاعت الوصول للاكتفاء الذاتى من الغاز والتصدير وتقليل حجم الاستيراد من البترول وننتظر العام القادم لتحقيق الاكتفاء الذاتى من البترول، تعافت الدولة بعد أن عادت الشرطة قوية وأصبح القانون هو الحكم بين الجميع، تعافت الدولة بعد أن امتلك جيشنا العظيم أحدث الأسلحة من طائرات وحاملات طائرات وفرقاطات وغواصات وصعد ترتيبه للمرتبة الثانية عشرة عالميًا، تعافت الدولة وأصبحت عصية على الانكسار وغير قابلة لتكرار السيناريو الأسود فى ٢٥ يناير ٢٠١١ بعد أن انكشفت اللعبة وخيوطها وأطرافها وتمويلاتها وأذرعها.
لكن أكثر ما يقلقنى هو رؤية الوجوه الكئيبة العابسة التى صالت وجالت فى الأعوام الثلاثة فى ٢٠١١ و٢٠١٢ و٢٠١٣، يقلقنى عودتهم مرة أخرى بعد أن اختفوا من الساحة وظلوا فى جحورهم منذ ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، يقلقنى عودتهم وهم يرتدون قناعا جديدا، لكن كلماتهم وأسلوبهم وأهدافهم كما هى لم تتغير، وضعوا أيديهم فى يد الجماعة الإرهابية وحصلوا على الفُتات ورغم ذلك اعتبروها مكاسب لهم، تحالفوا مع الجماعة الإرهابية وساندوهم فى تحركاتهم وكانوا لعبة فى يد الجماعة التى كان يُحركها خيرت الشاطر بإشارة صغيرة من أصبعه الصغير.
عاد للظهور مرة أخرى المتحالفون مع الجماعة الإرهابية الذين تخاذلوا فى حق الوطن وسايروا الجماعة فى مسعاها نحو السيطرة على الوطن، عادوا للظهور مرة أخرى من سبوا الشرطة ومن هتفوا ضد الجيش ومن أخذوا الدولارات مقابل بيع مصر بأبخس الأثمان، عادوا للظهور ظنًا منهم أننا نسيناهم ونسينا أفعالهم لكننا نتذكرهم ونتذكرهم أفعالهم ولم ننساها، عادوا للظهور وكأنهم حمائم وأطهار ظننا منهم أنهم بإمكانهم العيش فى ثياب جديدة لكننا نعرف أنهم سيفشلون لأن سيرتهم الذاتية لم تتغير ووجوهم لم تتغير.
أكثر ما يقلقني أن من وقف ضد ثورة ٣٠ يونيو بدأ يظهر مرة أخرى بدون خجل ليقلل من شأن ما تم إنجازه من مشروعات فى كل ربوع مصر ويُشكلك فى سياسات الدولة ولا يُقدِر ما تم تحقيقه خاصة فى القضاء على العشوائيات ومحاربة الفساد، عادوا مرة أخرى للحديث عن حالات فردية مردود عليها وحوادث تافه ينشرونها وترديد أكاذيب وشائعات غير صحيحة، عادوا مرة أخرى للتشكيك والهدم والكلام الفارغ والسلبية لكننا سنقف ضدهم وسنتصدى لهم وسنواجههم وسننشر الإيجابيات وسنُبرز الإنجازات وسنُهلل للمشروعات، هزمناهم من قبل فخرجوا من الساحة وسنهزمهم مرة أخرى ليدخلوا مرة أخرى لخنادقهم مهزومين، كما انهزموا من قبل ومنكسرين كما انكسروا من قبل وفاشلين كما فشلوا من قبل.
إن العودة للوراء مرفوضة، وقطع الطريق على عودة من تحالف مع الجماعة الإرهابية أصبحت ضرورية، فـ سفينة الوطن تسير ولن نسمح لأحد بخرق السفينة، وعجلة الإنتاج تسير ولن نسمح لأحد بوضع عصا فى عجلات الإنتاج، لأننا نرفع شعار (الإخلاص للوطن والحفاظ على بقائه والعمل على بناءة).