الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كيف كان شكل المغسلة في مصر القديمة؟

المصريون القدماء
المصريون القدماء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تقدم المصريون القدماء في شتى المجالات وعلى كل المستويات حتى يعتبر أول مغسلة عرفها الإنسان في التاريخ كان قد اخترعها المصري القديم، ووفقًا للمؤرخ الإغريقي هيرودت الذى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد أن قدماء المصريين كانوا من بين شعوب الأرض هم الشعب الأكثر صحة وسعادة ونظافة وإيمان، ويقول: إن قدماء المصريين كانوا يرتدون ثيابا كتانية بيضاء وكانوا يهتمون دائما بالحفاظ على نظافتها ولونها الأبيض الناصع.

وأكد ان النظافة كانت أحد الركائز الأساسية فى الصوفية الهرمسية المصرية، اذ كان أحد أهم تعاليم هرمس للوصول إلى معرفة الإله هو"تطهير الجسد والروح"، وتطهير الجسد كان يشمل النظافة والاستحمام الدائم الذى كان يصل فى بعض الاحيان الى 5 مرات فى اليوم كما فى حالة الملك والكهنة، وأيضا الحفاظ على نظافة الملابس وإجراء عملية الختان للذكور وحلق شعر الجسد بالكامل بالنسبة للكهنة.

وتطهير الروح فكان عن طريق اتباع شريعة الماعت وتجنب الأفعال السيئة التى تجعل الإنسان خارج النظام الكونى (الماعت) وهى الشريعة التى جاءت فى قوانين الماعت الـ 42 بصيغة الاعترافات المنفية ( أنا لم أكذب، أنا لم أقتل، أنا لم أزنى، أنا لم أسرق، وأنا لم ألوث ماء النيل)، ورسخ فى عقيدة قدماء المصريين أن الإنسان الأكثر نظافة هو الأقرب الى الاله، وكان تطهير الجسد والملابس يحتل أهمية كبرى عند قدماء المصريين.

وكان الملك فى مصر هو المثل الأعلى فى ذلك، فنجد منذ بداية تاريخ مصر أن أحد أهم وظائف البلاط الملكى وظيفة "كبير مسئولى نظافة القصر الملكى"، "كبير مسئولى نظافة الملك"، و"كبير الغسالين"، اذ كانت طقوس الاغتسال والتطهر وغسل الملابس جوهرية بالنسبة للملك وأيضا الكهنة وهم المثل الأعلى لبقية الشعب، فكان غسل الملابس يتم بطريقة يدوية، لم يكن الصابون معروفا لقدماء المصريين، وانما كانوا يستخدمون سائلا مصنوعا من زيت الخروع ونترات البوتاسيوم أو المطهرات المستخرجة من نباتات وأعشاب.

وعرفت مصر القديمة بـ"بيت الغسيل-المغسلة"، وكانت مكانا مخصصا لغسل الملابس الكتانية البيضاء ويقوم بالغسيل عمال متخصصون فى تلك المهنة، وفى حوالى 1200 قبل الميلاد عرفت مصر مغاسل الملابس التى تستخدم غلايات لغلى الملابس الكتانية لضمان نظافتها و تطهيرها، اذ كانت المياه المغلية تيسر المهمة الشاقة لتنظيف الكتان الأبيض واعادته إلى لونه الأصلى الأبيض الناصع، وفى المغسلة كان يقوم بالعمل على غسل كل قطعة من الكتان زوج من الغسالين يقومون بدعك الغسيل وشطفه وعصره وبعد أن يجف كانوا يقومون بثنيه بعناية بطريقة تحافظ على شكله المفرود.