يحتل شهر مارس مكانة وأهمية كبيرة للمرأة على المستويين المحلي والعالمي، فيحتفل فيه بـ٣ مناسبات نسوية، وهي: يوم المرأة العالمي في ٨ مارس من كل عام، ويوم المرأة المصرية الموافق ١٦ من الشهر نفسه، وأخيرًا عيد الأم الموافق ٢١، وذلك تقديرًا لدورها في كافة نواحي الحياة.
وتزامنًا مع الاحتفاء بيوم المرأة العالمي، قررت الفنانة التشكيلية فاطمة حسن، أن يكون معرضها الذي يحمل عنوان «كنداكة» احتفالًا بهذه المناسبة وتتويجًا للمرأة، فيحوى المعرض الذى استضافه جاليرى قرطبة، ويستمر حتى ٢٤ مارس الجارى، ٢٧ بورتريه زيتى من مقاسات مختلفة يحويها، حيث تتمحور جميعها حول «الملكة» المرأة الجميلة القوية ذات المعدن النفيس.
وعن اختيارها اسم «كنداكة» عنوانًا لهذا المعرض، قالت الفنانة التشكيلية فاطمة حسن لـ«البوابة»، إن هذا الاسم بالنوبية يعنى «الملكة»، وكذلك في السودان كان يطلق عليها أيضًا المرأة الحاكمة القوية، وأيضا فإن «كنداكة» هى الملكة التي انتصرت على الإسكندر الأكبر دون قتال وذلك بقوة ذكائها، عندما طلبت من أحد الرسامين رسم صورته بأدق تفاصيله، حتى تمكنت من دراسة شخصيته جيدًا لتنتصر عليه، وذلك حسب الروايات المتداولة قديمًا.
٧٣٠ ليلة استغرقتها فاطمة حسن في مرسمها نتج عنه ٢٧ بورتريه جميعها عن المرأة بمختلف أعمارها، ترى فيها الفلاحة، والمودرن، والأرستقراطية، وغيرها، فكل منها ملكة منفصلة عن الأخرى، حيث اختارت الوجوه بعناية دقيقة ومعبرة عن انفعالات مختلفة ومتباينة تجمع بين الروح، والحب، والقوة، والطموح، والإصرار على النجاح، فأغلب هذه اللوحات تتميز بالملامح المصرية الأصيلة.
رحلة شاقة خاضتها الفنانة التشكيلية للانتهاء من هذه البورتريهات، نظرًا لصعوبة رسمها، حيث بدأت الفنانة في السنة الأولى بالتدريب على رسم البورتريه باستخدام الألوان الزيت حتى تمكنت من اتقانها، فبدأت في العام التالي بالرسم اللايف لشخصيات المعرض، رصدت خلالها دراما الوجوه بأدق تفاصيلها وتعبيراتها المختلفة، لأنها تمتلك حالة تعبيرية مميزة وتستخدم اللمسات التاثيرية لتعبر عن فكرتها من خلال بالتة دافئة كشمس الجنوب، مستخدمة فى خلفية البروتريهات موتيفات من النوبة، استطاعت إضافتها دون أن تحدث أى اضطراب بصرى، بل على العكس أكدت الخلفية على فكرة الهوية بشكل كبير، مما جعل هذه اللوحات بقدر كبير من الأصالة الحضارية، فالنوبة مليئة بالزخارف التي لا تنتهى.
أطلقوا عليها «رسامة الورد» لأنها تميزت ببراعة شديدة فى رسم الورود بأدق تفاصيله، لكنها سرعان ما تبحث دائمًا عن التجارب الجديدة الشاقة والمختلفة، التى تجعلها تتميز بأسلوب متفرد بين التشكيليين، فقررت التحدى وخوضها تجربة فن البورتريه، حتى أتقنته ونتج عنه هذا المعرض.
تحمل «كنداكة» رسالة لكل أم، وست، وأنثى، تؤكد فيها «حسن» المرأة ملكة في الحياة قادرة على تحقيق ذاتها، وإصرارها على النجاح فى أى مجال، حتى لو كانت ربة منزل.
وخلال الفترة المقبلة تستعد «فاطمة» للعمل على تجربة تشكيلية جديدة ذات الدراما المصرية، لكنها لم تستقر على المدرسة المتبعة في هذه التجربة وتفاصيلها، فهي ما زالت في مرحلة الإعداد.
وتشير «فاطمة» إلى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، الكبير بمكانة المرأة المصرية وتقديره لدورها في المجتمع، فأصبحت المرأة المصرية تتولى العديد من المناصب مهمة لم تكن متاحة لها من قبل، كان آخرها في القضاء، وأيضًا على مستوى الفن التشكيلي هناك مجموعة كبيرة من الفنانات برعن في هذا الفن، وكذلك الكاريكاتير، خاصة أن الفترة الماضية لم تشهد لك من قبل، مشيدة بالمبادرة الرئاسية قرى «حياة كريمة»، التى شهدت طفرة في صعيد مصر الذى استحوذ على نسبة كبيرة من المشروعات، التي بدورها ساهمت في تغيير شكل الحياة داخل قرى محافظات الصعيد من خلال المشروعات الخدمية العديدة، التي تم تنفيذها بمواصفات عالمية، واستفادت منها المرأة بشكل كبير لم تكن موجودة من قبل.
تخرجت فاطمة حسن فى كلية التربية الفنية، جامعة حلوان، وعملت بالعديد من الصحف، حيث تعمل حاليا رسامة صحفية بمؤسسة «أخبار اليوم»، ومجلة «صباح الخير»، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من المعارض الجماعية، والخاصة، وأقامت عدة معارض خاصة منها: «أتيليه القاهرة، وساقية الصاوي، ودار الأوبرا المصرية، وجاليرى الكتبجية، وأخيرًا قرطبة».