شهدت زيارة رئيس طاجيكستان للقاهرة العديد من النتائج؛ حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئيس إمام علي رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف".
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بزيارة الرئيس الطاجيكي إلى مصر، مشيدًا بالروابط والقواسم الثقافية والتاريخية المشتركة بين البلدين، ومؤكدًا اهتمام مصر بتطوير العلاقات الثنائية مع طاجيكستان وتبادل الخبرات معها في مختلف المجالات بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الطاجيكي عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا اعتزاز بلاده بالعلاقات الثنائية المتميزة مع مصر، واهتمام طاجيكستان بالاستفادة من المشروعات القومية العملاقة والتجربة التنموية الرائدة التي تشهدها مصر تحت قيادة الرئيس، والتي تعزز من وضعها كركيزة للأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيسين تطرقا خلال اللقاء إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصةً في مجالات التعدين والزراعة والموارد المائية والسياحة والصحة، كما توافق الرئيسان بشأن أهمية استثمار الإمكانات التي تتمتع بها مصر وطاجيكستان لتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما.
كما تم التباحث بخصوص التعاون في مجال برامج التدريب والدعم الفني التي تقدمها مصر للكوادر الطاجيكية، فضلًا عن استقبال الدارسين من طاجيكستان في الأزهر الشريف والجامعات المصرية
كما تناول الرئيسان أبرز تطورات الأوضاع ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصةً في أوكرانيا وأفغانستان، فضلًا عن سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني والاستخباري وتبادل المعلومات والخبرات، خاصةً ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة.
إلى جانب تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب حيث تم تأكيد أهمية الجوانب الثقافية والفكرية في التصدي لهذا الخطر بجانب المواجهة العسكرية والأمنية، كما ثمن الرئيس الطاجيكي في هذا الصدد دور المؤسسات الدينية المصرية العريقة في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف.
وفي ختام المباحثات، وجه الرئيس الطاجيكى الدعوة للرئيس للقيام بزيارة رسمية لبلاده، وهو ما رحب به الرئيس، على أن يتم ترتيب موعد الزيارة عبر القنوات الدبلوماسية في البلدين.
وقد شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة، والشباب والرياضة، والتعليم العالي، إلى جانب اتفاق صداقة وتعاون بين محافظة جنوب سيناء وإقليم "كاتلون" بطاجيكستان، وكذا مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ومكتبة طاجيكستان القومية.
وفي السياق خلال ختام فعاليات منتدى الأعمال المصري الطاجيكي، الذي استضافته الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وشارك في فَعالياته عدد كبير من مستثمري البلدين بهدف بحث تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك، شهد المستشار محمد عبد الوهاب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وسعدي قادير زادة، رئيس لجنة الدولة للاستثمار الطاجيكي وإدارة أملاك الدولة، توقيع 11 مذكرة تفاهم بين الجهات والشركات المصرية ونظيرتها من جمهورية طاجيكستان.
يأتي توقيع مذكرات التفاهم بين الجانبين، في إطار ما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من طفرةِ خلال السنوات الماضية، والتي من شأنها الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وحرص الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة على تشجيع ودعم التعاون المشترك بين المستثمرين المصريين مع نظرائهم من طاجيـكستان لبناء شراكات جادة وفتح المجال أمام تنفيذ استثمارات جديدة تُساهم في توفير المزيد من فرص العمل.
وشملت مذكرات التفاهم، التي تم توقيعها خلال فعاليات المنتدى، توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد العام للغرف التجارية وغرفة تجارة وصناعة طاجيكستان لتبادل الخبرات المتعلقة بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتنظيم المؤتمرات الترويجية في البلدين، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم بين عدد من الشركات المصرية والطاجيكية في مجالات الأدوية، والسياحة، والانشاءات والمنسوجات.
جدير بالذكر أن منتدى الأعمال المصري الطاجيكي قد شرف بافتتاح جلساته إمام علي رحمن، رئيس جمهورية طاجيـكستان، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة عدد من الوزراء من الجانبين وأكثر من 45 شركة طاجيكية مهتمة ببحث الفرص الاستثمارية في مصر.