تُعدُّ مناسبة يوم الشهيد التي تحتفل بها مصر يوم التاسع من شهر مارس من كل عام، يوم استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصري، تخليدًا واعترافًا بجميل شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يعيش الوطن في أمن واستقرار، وسيبقى ما قدموه مصدر إلهام وفخر واعتزاز لكل إنسان وطني، وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «من طلب الشهادة صادقًا، أُعطيها، ولو لم تصبه» [رواه مسلم]؛ فالشهادة هي قمة البطولة والإقدام، وذروة الفداء والتضحية، وأعلى قيم الوطنية وأرقى منازل الشرف، وأرفع درجات التعبير عن الولاء والانتماء لهذا الوطن، وسيبقى كل شهيد من شهداء الوطن أيقونة للإنتماء والولاء والوطنية.
يوم الشهيد هو يوم الوفاء والعرفان، ومناسبةً وطنية نستذكر فيها أمهات الشهداء وآبائهم وذويهم الذين زرعوا في ابنائهم حب الوطن والانتماء إليه، وتقبلوا ارتقاء أرواحهم الطاهرة إلى ربها فداءً للوطن برضا واحتساب وفخر وضربوا أروع المثل في الصبر والوطنية، من أجل أن تظل راية البلد خفاقةً، ولقد بيّن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، أن هناك أنواعًا عديدةٍ من الشهداء؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد» [رواه مسلم]، رحم الله شهداءنا الأبرار، وحفظ مصر وشعبها.. الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف.