ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تخلت عن الجهود المبذولة للمساعدة في إمداد أوكرانيا بطائرات بولندية مقاتلة من طراز ميج-29 بعد أن خلصت إلى أن إرسال مثل هذه الطائرة إلى كييف قد يؤدي إلى تصعيد خطير ويدفع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى صراع مباشر مع روسيا.
وأفادت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، بأن الولايات المتحدة وبولندا أجرتا، منذ الأيام الأولى في العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، محادثات حول سبل إرسال مقاتلات ميج روسية الصنع والتي تمتلكها وارسو إلى أوكرانيا، غير أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعلنت يوم أمس الأربعاء أن أي نقل غير ضروري للسلاح يهدد بإثارة صراع أوسع.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون: "خلص مجتمع الاستخبارات إلى أن نقل طائرات ميج-29 إلى أوكرانيا قد يكون خطئًا وربما يؤدي إلى تصعيد الأمور بنحو يستثير رد فعل روسي كبير، ما قد يُزيد من احتمالات حدوث تصعيد عسكري مع الناتو".
تعليقا على ذلك، قالت (فاينانشيال تايمز) إن الإعلان عن مثل هذا القرار سيكون خيبة أمل كبيرة لفولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، الذي وجه نداءًا حماسيًا للولايات المتحدة لمساعدته في الحصول على هذه الطائرات، عبر مكالمة أجراها مع ما يقرب من 300 مشرع أمريكي في نهاية الأسبوع الماضي. فبعد أن رفض البيت الأبيض في البداية خطط النقل، عكس البيت الأبيض مساره بعد مناشدة زيلينسكي وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يوم الأحد الماضي إن هناك "ضوء أخضر" للدول لتسليم طائرات ميج إلى أوكرانيا.
لكن كيربي قال يوم أمس الأربعاء إن البنتاجون توصل إلى أن أفضل طريقة لمساعدة كييف هي الاستمرار في توفير أسلحة دفاعية فقط لصد الهجمات الروسية، مشيرًا إلى قيام واشنطن بالفعل بمنح صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينجر المضادة للطائرات إلى كييف، ما ساعد القوات الأوكرانية على إحباط الزحف الروسي نحو العاصمة كييف.
وكانت بولندا قد اقترحت تسليم طائرات ميج- المقاتلة روسية الصنع والتي تدرب الطيارون الأوكرانيون على الطيران بها- إلى كييف مقابل استلام طائرات إف -16 أمريكية الصنع من جانب الولايات المتحدة. لكن المحادثات، حسبما قالت الفاينانشيال تايمز، واجهت مشاكل طارئة بعد أن عرضت بولندا علنا نقل طائرات ميج إلى سيطرة الولايات المتحدة في قاعدة جوية أمريكية في رامشتاين بألمانيا. وقال المسئولون الأمريكيون إنهم لم يتم إخبارهم بهذا الأمر مسبقًا، وألقى البنتاجون على الفور بظلال من الشك على الفكرة برمتها.
وأضاف كيربي، في هذا الشأن، أن أوكرانيا لديها بالفعل عدة أسراب من الطائرات المقاتلة ذات القدرات الكاملة، مما يعني أن زيادة مخزونها "ليس من المرجح أن يغير بشكل كبير فعالية القوات الجوية الأوكرانية، مقارنة بالقدرات الروسية".
وفي وارسو نفسها، ظل المسئولون البولنديون قلقين من أن النقل أحادي الجانب لطائراتهم المقاتلة إلى أوكرانيا قد يعرض بلادهم لرد فعل انتقامي مباشر من جانب روسيا واقترحوا مخططًا لاستخدام الولايات المتحدة كوسيط للحصول على غطاء أوسع للناتو للمبادرة. وقال ماتيوز مورافيكي، رئيس وزراء بولندا، يوم أمس الأربعاء إنه يعارض فكرة تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية دون دعم إجماعي مهيمن من جانب الناتو. فيما أكد مسئول بولندي رفيع المستوى، للفاينانشيال تايمز بدون ذكر اسمه، إن هناك إحباطًا في وارسو بشأن نهج الولايات المتحدة في نقل الطائرات، لاسيما بعدما تجلى ذلك مؤخرا في تردد واشنطن حيال الأمر برمته.
