يوافق اليوم الأربعاء 9 مارس يوم الشهيد، الذي تحيي ذكراه القوات المسلحة سنويًا، فهو رمز الفخر والتضحيات للشهداء الذين سال دمائهم دفاعًا عن الوطن، ويتم خلاله إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين وملقب بالجنرال الذهبي.
استشهد الفريق أول عبدالمنعم رياض في عام 1969، حينما توجه للجبهة في اليوم الثاني لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه في وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.
تكريم البطل الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض
يعتبر يوم الشهيد، مناسبة للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، حيث أعلنت مصر بعد انتصار حرب أكتوبر يوم 9 مارس من كل عام، ليكون يومًا للشهيد، تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري عبدالمنعم رياض، وتم تكريم اسم القائد الراحل باعتبار يوم استشهاده يوما للشهيد، ومنحه الرئيس جمال عبدالناصر رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية، التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، وقامت بمصر وضع تمثال له فى أحد أكبر ميادين القاهرة وأطلقت اسمه عليه، وهو الميدان المعروف الآن بمنطقة وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير.
تكريم الرئيس السيسي لأسر الشهداء
عقدت اليوم الندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، حيث كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أسر الشهداء من القوات المسلحة ضمن فعاليات الندوة.
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشكر والتقدير والاعتزاز والتحية لاسرة كل شهيد وكل مصاب، قائلًا: "الحقيقة كنت عاوز دايما اسمعكم الكلام اللى بيقوله الأسر والأهالي الأب والأم والزوجة اللى قدموا أبنائهم أو أزواجهم كلام عجيب والله، أنهم بيتكلموا كده ويقولوا الكلام ده، طالما فيه مصر شعب وأسر زى ما انتوا شايفين، كلهم اسرنا، ناس كلهم بساط زينا، واللى راح سند وضهر وضنا، أبدا كل كلمة تتقال كلمة طيبة رائعة.. مستعدين ونقدم اكتر والأب يقولي وانا كمان من فضلكم".
وأكد الرئيس السيسي، خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، أن الشهداء لقد قدموا أرواحهم ودمائهم والمصابين قدموا جزء من أجسادهم علشان تفضل مصر هي مصر، العهد أنهم حرصوا على عدم ضياعها، قائلًا: "أحنا كمان نحرص على أنها تفضل موجودة، مش موجود بس كده، لاموجودة بما يليق بدم وروح كل شهيد، لما بدأت المعركة مع الإرهاب في 2013 و2014 ولغاية شهور قليلة مضت، كانت كل الناس بتقول الموضوع ده هيفضل كده على طول، الكابوس ده هياخدنا وياخد ولادنا، الشر لا يمكن أن ينتصر على أهل الخير، مهما كان بشاعة وقسوة وغباء وجهل تصرفهم وعدوانهم، لا يمكن أن تنجح، الخير في النهاية هينجح، معدلات التقدم في الجيش والشرطة لم تتوقف لحظة في أصعب الأوقات.. ولم يتوقف ابدا لا جندي ولا ضابط صف ولا ضابط، نفس المعدلات هي هي ويمكن زادت ومش ببالغ".
الشهادة شرف عظيم
بدوره، يقول اللواء أركان حرب عبد الرافع درويش، الخبير العسكري، إن يوم الشهيد هام جدًا، فإن الفريق عبد المنعم رياض كان بطل مقاتل، ذهب لدعم أبنائه من رجال القوات المسلحة على الأرض ولكن أصيب بنيران العدو، متابعًا: "كنت ملازم أول في القوات المسلحة القيادة الرئاسية، وكنت محور القوات الجوية، وفي المعاونة الجوية لقيادة الجيش، وكان الفريق عبد المنعم متواجد معانا وعلى الرغم من التحذير من خطورة ذهابه ولكنه أصر على الذهاب وسط أبنائه".
وأضاف درويش، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن عدد الشهداء نحو 120 ألف شهيد في سيناء، وكان من ضمن مقاتلين حرب أكتوبر 1973، مضيفًا أن الأبطال تواجهوا إلى الحرب، لتحرير الأرض، ووقع لشهداء كثيرون في عام الاستنزاف 1967 و1973، والشهادة شرف يتمناه كل مقاتل في القوات المسلحة وشرف عظيم، حيث عدت أيام صعبة عديدة في الحروب منذ حرب الاستنزاف وعام 1967.
وأكد، أنه عند الحديث عن الشهداء فإن كل بطل منهم يُحكى عنه في مجلد كامل عن حجم إنجازاته وبطولاته، فكلًا منهم ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، ويسعى الرئيس السيسي لإحداث التنمية العسكرية وتنويع الأسلحة لحماية الوطن، ولابد من التكاتف دائمًا مع الرئيس.
كما يؤكد اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، أن الشهيد هو تجسيد للوطن والقيم السامية، حيث يذكر التاريخ المصري الشهداء الذين لولاهم ما كانت مصر الحضارة، وحماية أرضها ضد الأعداء والحفاظ على ترابها، موضحًا أن يوم الشهيد من الأيام التي تهدف لإيصال رسائل مهمة تؤكد على أن دماء الشهداء حققت مستقبل الأمم على مر العصور بدايةً من حرب الاستنزاف وعام 1967 وحرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
ويتابع الشهاوي، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن القوات المسلحة لها شعاران وهم: «النصر أم الشهادة» والشعار الثاني «يد تبني ويد تحمل السلاح»، حيث أنه هناك أساليب للمجابهة واكتساب الجرأة بعد أحداث 1967، وساهمت بأن يقوموا باستكمال الأسلحة والمعدات حتى جاءت حرب أكتوبر المجيدة، التي تم التخطيط الجيد لها، وسقط شهداء لها، ولكن تم تحرير كل سيناء في 25 أبريل عام 1979، وتم تطهير سيناء من الإرهابيين بجهود القوات المسلحة والشرطة المدنية الباسلة التي كانت يدً بيد مع الجيش، وهم جناح الأمن في مصر.