صلى الأنبا مقار، أسقف الشرقية ومدينة العاشر من رمضان، القداس الإلهي، في طاحونة القديس البابا كيرلس بمصر القديمة، وشاركه في الصلوات الآباء الكهنة والرهبان، كما ألقى الأنبا مقار عظة القداس الإلهي عن “أنتم أفضل من عصافير كثيرة”.
الجدير بالذكر في مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1687 للشهداء الموافق 9 مارس 1971م، رحل البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ 116.
ونشرت كتب تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن البابا كيرلس وُلِدَ في 8 أغسطس سنة 1902م، الموافق 2 مسرى 1618 للشهداء بمدينة دمنهور من والدين محبين للكنيسة، والمبادئ المسيحية، ودُعِيَ " عازر ".
ولمَّا كبُر كان يحلو له أن يختلي في غرفته الخاصة، وينكبّ على دراسة الكتاب المُقدَّس، مواظباً على الاستزادة من علوم الكنيسة وطقوسها وألحانها.
التحق الراحل في سنة 1927 بدير البرَموس بوادي النطرون، ومنذ ذلك الوقت ابتدأت تلمذته للقمص عبد المسيح المسعودي. ورُسِمَ راهباً بِاسم " مينا " في سنة 1928، ورُسِمَ قساً في سنة 1931. وبعد أن نما في حياة الفضيلة إلى الحد الذي أهَّله للتعمُّق في العبادة والخلوة الروحيّة، انفرد متوحِّداً في مغارة مجاورة للدير سنة 1932. وبعدها اتخذ من طاحونة من طواحين الهواء الكائنة بجبل المقطم بمصر القديمة مقرّاً لخلوته وعبادته من سنة 1936، حتى أواخر سنة 1941. وظل يتنقل بين كنائس مصر القديمة، إلى أن عُيِّنَ في ديسمبر سنة 1943 رئيساً لدير الأنبا صموئيل بالقلمون، فازدهر الدير ثانيةً. وفي سنة 1947، تمكَّن من بناء كنيسة مار مينا العجائبي بآخِر مصر القديمة.
اختارته العناية الإلهية بالقرعة الهيكلية ليصير بابا الإسكندرية الـ 116، فرُسِمَ في 10 مايو 1959، الموافق 2 بشنس 1675 شهداء.
في 28 يونيو 1959، قام برسامة بطريرك جاثليق لإثيوبيا وعُقِدت اتفاقية بين كنيستي مصر وإثيوبيا لتأكيد أواصر المحبة بينهما.
في 27 نوفمبر سنة 1959، أرسى حجر الأساس لدير الشهيد مارمينا العجائبي بصحراء مريوط، وأعاد له جزءاً من جسده الطاهر، وبنى به كنائس وكاتدرائية عظيمة تشابه في مجدها الكاتدرائية القديمة بالمدينة الأثرية.
وفي يناير 1965، رأَسَ مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في أديس أبابا، وهو يُعتبر أول مجمع مسكونـي للكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية في العصور الحديثة.
وفي سنة 1967، عمل الميرون المقدس، وكان حدثاً تاريخياً هاماً، إذ هي المرّة السادسة والعشرون في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي 2 أبريل سنة 1968، تجلَّت العذراء كُلية الطُّهر أم النور القديسة مريم، فوق قباب كنيستها في ضاحية الزيتون. وكان إعلاناً سماويّاً عظيماً.
وفي يونيو 1968، استقبل البابا جسد القديس مار مرقس بعد غيبته عن أرض مصر زهاء إحدى عشر قرناً من الزمان، وأودعه في مزار خاص بُنيَ خصيصاً تحت مذابح الكاتدرائية العظيمة للقديس مار مرقس التي أنشأها البابا كيرلس السادس، وافتتحها في احتفال عظيم.
رحل في 9 مارس 1971، ودُفِنَ أسفل الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بالقاهرة. وفي 23 نوفمبر 1972م نُقِلَ جسده إلى دير مار مينا بمريوط، وذلك تنفيذاً لوصيّته.