السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتبة سياسية: عقوبات الغرب على روسيا لن تحقق أهدافها في المستقبل القريب

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت أوليجا تشيج، الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة تورنتو، أن الدول الغربية فرضت عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا بعد العملية العسكرية في أوكرانيا إلى الحد الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وصف هذه العقوبات بأنها "إعلان حرب"، متوقعة ألا تحقق العقوبات أهدافها في المستقبل القريب.

وأضافت تشيج - في مقال لها بصحيفة "الجارديان" البريطانية - أن الهدف من هذه العقوبات له أبعاد أعمق بكثير من مجرد استهداف البنك المركزي الروسي والمنشآت المالية الأخرى أو حتى تجميد أصول روسية أو غيرها من العقوبات وإنما تم فرض هذه العقوبات على أمل دفع طبقة الصفوة وأصحاب النفوذ في روسيا إلى إقناع بوتين بإلغاء العملية العسكرية في أوكرانيا بل ذهب البعض إلى أن العقوبات قد تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس بوتين، ولكن على الرغم من تطبيق هذه العقوبات إلا أن القوات الروسية استمرت في هجماتها على المدن الأوكرانية.

وأعربت تشيج، عن اعتقادها أن أصحاب النفوذ والمقربين من بوتين لن يمارسوا أي ضغوط عليه لإنهاء الحرب في أوكرانيا سواء الآن أو في المستقبل وسيلزموا الصمت التام حتي وهم يرون تضاؤل أصولهم وأموالهم بسبب العقوبات المفروضة عليهم.

وأوضحت أن الدول الغربية أساءت فهم مفهوم طبقة الصفوة في روسيا الحديثة حيث أصبحت هذه الطبقة واقعة تحت سيطرة الدولة أو الرئيس شخصيًا ولا تتمتع بأي نفوذ سياسي حقيقي، وفي الواقع فإن ما يطلق عليه الغرب مصطلح طبقة الصفوة الروسية ليسوا مجرد جماعة متناغمة المصالح والوظائف داخل الدولة حيث تنقسم هذه الطبقة إلى فئتين أولاهما فئة أصحاب النفوذ الاقتصادي والفئة الأخرى أصحاب النفوذ السياسي.

وتابعت الكاتبة: "تمارس الفئة الأولى صلاحياتها عادة من خلال إدارة بعض العمليات والمشروعات في مختلف القطاعات الاقتصادية مثل البنوك واستخراج البترول غير أن وضع هذه الفئة غير مستقر ويعتمد أساسًا على علاقتهم الشخصية بالرئيس بوتين حيث إنه من الناحية العملية تخضع أصول وثروات هذه الفئة فعليًا لملكية الدولة وتقتصر أنشطتها على القطاع الاقتصادي ولا شأن لها بالسياسة.. والدليل على ذلك، أنه حين ساءت العلاقة بين بوتين وبوريس بيرزوفيسكي إمبراطور الإعلام في روسيا كان مصيره النفي ومصادرة إمبراطوريته الإعلامية لصالح الدولة".

وتضيف تشيج، أن استمرار بوتين في السلطة يمثل أحد أهم الضمانات لاستمرار هذه الطبقة في الاحتفاظ بثرواتها طالما أنها لا تتدخل في الأمور السياسية وفي حالة مخالفة الخط المرسوم لها من جانب الدولة فإنها تخسر ليس فقط نفوذها وأموالها وإنما قد تتعرض أيضًا لاتهامات جنائية ومحاكمات.

ووفقًا للكاتبة فإن الفئة الأخرى وهي فئة أصحاب النفوذ السياسي فتتشكل من المقربين من الرئيس بوتين والذي يتولون المناصب الحكومية الهامة وبعض المناصب الحساسة الأخرى، وتلك الفئة تدين بالولاء المطلق لبوتين وتتميز هذه الفئة علاوة على كونها تتبنى أيدلوجية متحفظة أنها تتبني مواقف عدائية تجاه الغرب.

وأعربت تشيج، عن اعتقادها أن الخطأ الذي ارتكبته الدول الغربية بفرضها عقوبات اقتصادية على روسيا هو أن تلك العقوبات تم تحديدها علي فرضية أنها ستدفع المقربين من بوتين إلى المطالبة بتغيير الموقف الروسي من الحرب في أوكرانيا ولكن في واقع الأمر سوف تؤدي هذه العقوبات إلى إضعاف اقتصاد روسيا وبالتالي إضعاف قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية ودفع مرتبات موظفي الدولة مثل الأطباء والمدرسين وقوات الشرطة والجيش وغيرهم.

واختتمت أوليجا تشيج الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة تورنتو مقالها قائلة: "سواء احتاج الأمر إلى عدة أسابيع أو شهور حتى تؤتي العقوبات ثمارها فإن الأمر يعتمد على مدي قدرة روسيا على الصمود والاستفادة من الكروت التي لديها مثل تعزيز تعاونها مع الصين ولكن الأمر المؤكد أنه في غضون تلك الفترة فإن الحرب التي شنها بوتين لن تضع أوزارها في الوقت الحالي".