رغم اشتعال المعارك الروسية الأوكرانية، إلا أن توقعات وتحليلات الخبراء أكدت أن السياحة في مصر تواصل تحقيق معدلات إيجابية، وبخاصة من دول أوروبا الغربية خلال 2022، حيث يتوقع أن تنمو السياحة الوافدة بنسبة تتراوح بين 10 و15% كحد أدنى خلال الشهور القليلة المقبلة.
وتسعى الحكومة ممثلة في وزارة السياحة والآثار لتكثيف جهودها للتنشيط السياحي في أسواق جديدة، وذلك بعدما تأثرت بشدة تارة بسبب تفشي جائحة كورونا، ومؤخرا جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية، التي تنذر بتراجع السياحة الروسية التي تشكل نحو 30 % من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر، حيث يتوقع محللون وخبراء أن تفقد 300 ألف سائح خلال الفترة من مارس وحتى يوليو المقبل، في حال استمرار توقف الرحلات الجوية الروسية.
فتح أسواق جديدة
في هذا الشأن، طالبت جمعية المستثمرين السياحيين في البحر الأحمر، بضرورة العمل على تكثيف التواجد في أسواق بولندا وألمانيا وبعض دول وسط وغرب أوربا لتعويض نقص التدفقات السياحية الروسية والأوكرانية.
وأكدت الجمعية في بيان لها أنه على الرغم من أن أعداد السياح الروس والأوكرانيين يمثلون قطاعا كبيرا من الوافدين، وفي حالة غيابهم ستتأثر معدلات الإقبال بشدة، إلا أن التوسع وفتح أسواق جديدة لجذب السياح سيعمل على تعويض التراجع في عدد السياح من روسيا وأوكرانيا.
ومن المنتظر أن تشهد معدلات إشغال الفنادق تحسنا نسبيا في بداية من ربيع 2022، وبالتحديد في أبريل المقبل، خاصة من دول شرق أوروبا وغربها مع أعياد الربيع “التدفقات ستكون جيدة من دول أوروبا أما دول شرق آسيا وجنوبها فإنها أعداد قليلة للغاية وتذهب لسياحة المزارات الأثرية، بحسب بيان جمعية المستثمرين السياحيين.
وفي هذا الشأن، أكد الخبير السياحي محمد عثمان، أن السياحة في مصر واجهت أزمات متتالية خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ 2015، مع حادث الطائرة الروسية، ولم تكد تخرج من الأزمة حتى جاءت أزمة كورونا التي أصابت السياحة في العالم أجمع بحالة من الشلل.
وأضاف "عثمان" في تصريحات لـ"البوابة نيوز" إن مصر نجحت عن جدارة في التعامل مع جائحة كورونا، وهو ما انعكس إيجابيا على التحسن النسبي في معدلات الإقبال السياحي بنهاية 2021، وخلال الأشهر الأولى من 2022.
عودة السياحة في 2022
وقال الخبير السياحي إنه يتوقع أن تشهد مصر عودة قوية للسياحة خلال النصف الثاني من 2022، مع استقرار الأوضاع في العالم بعد الاضطرابات الأخيرة.
ووافقه الرأي عماري عبد العظيم، الرئيس السابق لشعبة شركات السياحة، فأن عودة السياحة لمعدلات الإشغالات المعقولة لن يتم قبل منتصف العام الجاري.
وقال "عبد العظيم" في تصريحات لـ"البوابة نيوز" إن الموجات المتتالية من جائحة كورونا أرهقت السياحة، ليس في مصر فقط بل في العديد من دول العالم، خاصة في المراحل الأولى عندما توقفت حركة الطيران نتيجة للمخاوف من انتشار الفيروس، إلا أنه مع توافر التحصين باللقاحات من المنتظر أن تتنامى معدلات الإقبال في الشهور المقبلة.
ولفت الخبير السياحي، إلى أنه يمكن نجاح جهود تنشيط السياحة في مصر وتكثيف حملات الجذب في العديد من دول العالم، بشرط الاعتماد على المختصين، والعمل على وضع ضوابط وتصاريح شركات السياحة العاملة في مصر، مشددا على أن الحكومة تقوم بدور كبير في تنشيط السياحة إلا أن فوضى الشركات والمواقع الإلكترونية تحتاج إلى وقفة حاسمة.