عرفت المرأة المصرية طريقها إلى البرلمان في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبالتحديد بعد صدور دستور مصر 1956، الذي جعل من حقها أن تدلي بصوتها، وكذلك الترشح في الانتخابات البرلمانية.
رشحت راوية عطية نفسها تحت قبة البرلمان، ونجحت في الانتخابات عام 1957 عن محافظة القاهرة، وحصلت على 110807 صوت.. ومن هنا أصبحت أول امرأة في مصر والوطن العربي تفوز بهذا المنصب.
ولدت راوية عطية في 19 أبريل عام 1926 بمحافظة الجيزة، وكان والدها سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية، ودخل السجن بسبب آرائه السياسية.
التحقت راوية عطية بمدرسة الأميرة فوزية الثانوية، وشاركت في المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1931م، وكان دورها قياديًا وقتها.
حصلت على الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة عام 1947، ودبلومة في التربية وعلم النفس، وماجستير في الصحافة، ودبلوم في الدراسات الإسلامية، وعملت في التدريس لمدة 15 سنة، وكذلك في الصحافة فترة قصيرة لم تتعدى 6 شهور.
كانت راوية عطية أول امرأة تعمل كضابطة في الجيش المصري وذلك عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر، وترأست جمعية أسر الشهداء والجنود في حرب أكتوبر عام 1973، لذلك لقبت بـ"أم المقاتلين الشهداء".
حصلت على نوط الجيش الثالث لحرب أكتوبر، ودرع القوات المسلحة ودرع الجيش الثالث، ونوط الواجب من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات، كما تولت منصب رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان عام 1993.
توفيت "أم المقاتلين الشهداء" في 9 مايو عام 1997 عن عمر يناهز 71 عاما، بعدما قدمت مسيرة وطنية عظيمة حافلة بالإنجازات.