مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ 14، والإعلان عن هدنة مؤقته وفتح ممرات إنسانية لإجلاء مدنيين، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات مفاجئة، يتهم فيها الغرب بعدم الإيفاء بوعوده تجاه بلاده.
وقال زيلينسكي الثلاثاء، إن "الوعود" الغربية بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، لم يتم الإيفاء بها. وأوضح في مقطع فيديو نشر على تلجرام "نحن نسمع وعودا منذ 13 يوما. يقولون لنا منذ 13 يوما إنهم سيساعدوننا جويا وأنه ستكون هناك طائرات وأنهم سيسلمونها إلينا".
وأوضح زيلينسكي أن كييف لم تعد مهتمة بالانضمام للناتو الذي يخشى المواجهة مع روسيا، وفق تعبيره.
وتابع الرئيس القول: "لكن مسؤولية ذلك (سقوط ضحايا) تقع أيضا على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوما... على الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس".
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني طالب مرارا بفرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية، حاثاً حلف شمال الأطلسي على اتخاذ هذا القرار.
إلا أن أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، أوضح بدوره في تصريحات سابقة، أن هذا القرار قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وأعلنت الخارجية الروسية، الثلاثاء، أن على الولايات المتحدة أن تعتاد على مسألة انتهاء هيمنتها الأحادية على العالم، مضيفة “على موسكو وواشنطن العودة للتعايش بسلام كما كان الحال خلال الحرب الباردة”.
إلى ذلك، أكدت بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس الروسية، أنها منفتحة على الحوار الصادق، القائم على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، بما يبقي الأمل في عودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي.
من جانبها، قالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إن المدنيين بدأو في مغادرة مدينة سومي المحاصرة الثلاثاء بموجب اتفاق مع روسيا بشأن توفير "ممر إنساني" للخروج الآمن للسكان.
وأضافت في بيان بثه التلفزيون "تم الاتفاق على أن تبدأ القافلة الأولى (في المغادرة) الساعة العاشرة صباحا (0800 بتوقيت غرينتش) من مدينة سومي. وسيتبعها السكان المحليون في سيارات شخصية".
كما نقلت إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها أوقفت إطلاق النار في أوكرانيا منذ 0700 بتوقيت غرينتش.
ولم تمض ساعات قليلة على وقف إطلاق النار في 5 مدن أوكرانية، حتى اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية الروس بعدم احترام وقف النار و الممرات الإنسانية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا.
وكتبت الوزارة على صفحتها في فيسبوك "شن العدو هجوما في اتجاه الممر الإنساني بالتحديد" مؤكدة أن الجيش الروسي "لم يسمح للأطفال والنساء والمسنين بالخروج من المدينة".
من جهته، اتهم كبير المفاوضين الروس فلاديمير مدينسكي أوكرانيا بمنع إجلاء المدنيين من المناطق التي تشهد معارك و"استخدامهم مباشرة وغير مباشرة بما في ذلك دروعا بشرية، وهذه جريمة حرب بلا شك" بحسب ما قال.
بدوره، توقع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الثلاثاء أن يتجاوز عدد اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا المليونين خلال 48 ساعة. وقال غراندي للصحافيين في أوسلو "أعتقد أننا سنتجاوز عتبة المليونين اليوم أو غدا كحد أقصى".
وقدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين القادمين من أوكرانيا حتى الاثنين بأكثر من 1,7 مليون.
وأدلى غراندي بتصريحاته خلال مؤتمر صحافي بعد زيارة مولدافيا وبولندا ورومانيا، والتي استقبلت جميعها اللاجئين الذين تدفوا عبر الحدود من أوكرانيا منذ غزتها روسيا في 24 فبراير.
في السياق ذاته، تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب على الطاقة بين روسيا والغرب بعد أن دفعت الولايات المتحدة حلفاءها إلى حظر واردات النفط الروسية عقابا لموسكو على غزوها أوكرانيا.
وتطالب أصوات متزايدة بفرض حظر كامل على واردات الطاقة الروسية، لاكتساب القدرة على التأثير على الكرملين لإنهاء الهجوم على جارته.
وأثيرت مسألة المحروقات الروسية، وفق الإدارة الأمريكية، خلال مؤتمر عبر الفيديو جرى الإثنين بين بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الزعماء الأربعة "عازمون على مواصلة زيادة الكلفة" المفروضة على روسيا رداً على غزوها أوكرانيا.
من جهته قال الإليزيه إن القادة "عازمون على تشديد العقوبات" على روسيا وبيلاروس، فيما قال داونينغ ستريت إن القادة عازمون على "مواصلة الضغط على روسيا". وأعلن شولتس الاثنين أن واردات الطاقة من روسيا "أساسية" بالنسبة الى "الحياة اليومية للمواطنين" في أوروبا، مؤكداً أن إمدادات القارة لا يمكن تأمينها بطريقة أخرى في المرحلة الراهنة.
ويتعرض بايدن لضغوط متنامية من المشرعين على اختلاف انتماءاتهم لقطع هذا المصدر الرئيسي للعائدات بالنسبة الى موسكو. ويكرر بايدن في كل مرة يتم سؤاله عن هذا الحظر أن "لا شيء مستبعد".
وحذرت روسيا من أنها ربما تقدم على وقف تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا إلى ألمانيا ردا على قرار برلين الشهر الماضي وقف افتتاح خط أنابيب نورد ستريم 2 الجديد المثير للجدل. وتمد روسيا أوروبا بأربعين بالمئة من احتياجاتها من الغاز.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الاثنين، إن من حق روسيا اتخاذ قرار مماثل وحظر ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.
وحذر من أن أسعار النفط قد تزيد لأكثر من مثليها إلى 300 دولار للبرميل إذا حظرت الولايات المتحدة وحلفاؤها النفط الروسي.