لهب النيران يرافقه طوال اليوم، المطرقة الحديدية لم تفارق يده، فتلك النار تركت علامات قاسية في يده تشير إلى هذه المعاناة التي يعيشها ذلك الشاب العشريني عقب وفاة والده وتحمل مأساة الأسرة على كتفية.
سيد رمضان محمد البالغ من العمر 22 عامًا، يعمل حدادًا في الصعنة الصعبة منذ 15 عامًا والتي ورثها عن والده: "بصنع مسامير وبطرق مطارق اتولدت لقيت أبويا وجدي شغالين الشغلانة دي من سنين، طبعًا لما ابويا مات كملت الصنعة مكانه وفتحت الدكانه، وربنا بيراضينا بالعدة نشتغل، لو مفيش بنقفل ونمشي".
الشاب العشريني يعمل برفقة شقيقه الصغير، من أجل أن يحقق حياة كريمة إلى أسرته، فهو من يعولها بعد وفاة والده: "شغال هنا من صغري بس الجو نايم خالص الفترة دي ومفيش شغل، لأن كل شغلي مرتبط بالصنايعية، وبتوع الخرسانة ، يعني مرتبطين بالصنايعية، وببيع قطاعي".
وأضاف الشاب العشريني أنه يبدأ عمله من السابعة صباحًا حتى التاسعة مساءً: "بخرج العدة وولع النار واستنى رزق ربنا.. نفسي اقعد في مكانا ميتشالش في السيدة عائشة، لأن معنديش اجازة وشغال فيه كل يوم، واحنا مش مرتبطين بالسوق، لأن ممكن مكسبش حاجة في يوم وممكن اليوم التاني يكون فيه مكسب كويس، وممكن في يوم اكسب 10 جنيهات".