الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

هل تسرع إيران من وتيرة تنازلاتها في مفاوضات فيينا؟

مفاوضات الاتفاق النووي
مفاوضات الاتفاق النووي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع اشتعال الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا، ومنذ بدء العملية العسكرية التي شنتها موسكو على جارتها كييف من أجل تحييدها عن التشارك مع دول الغرب أو الولايات المتحدة الأمريكية وإدماجها ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بدأت الأنظار تتجه إلى العاصمة النمساوية فيينا والتي تنعقد فيها مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، والذي تشارك فيه روسيا ضمن وفد 4+1.

وفي ظل احتدام المعارك بين روسيا وأوكرانيا من جهة، والخلافات بين روسيا والغرب وأمريكا من جهة أخرى، وطبيعة العقوبات التي فرضتها أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي على روسيا ومنع تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، بدأ البعض يفكر أن مفاوضات الاتفاق النووي أضيفت إليها عقدة جديدة تعثر من إمكانية التوصل لإتفاق سريع يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، إلا أن آخرين يرون أن في ذلك بادرة للحل من خلال الضغط على إيران لتقديم تنازلات معينة في إطار الاتفاق النووي.

ومع ارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.68% ما رفع سعر برميل برنت إلى ما يزيد عن 127 دولار للبرميل، وسط توقعات بصعود الخام إلى 140 دولار للبرميل في القريب العاجل، وهو ما جعل التحليلات تتجه إلى إمكانية أن تقدم إيران على تقديم تنازلات في مفاوضاتها مع الدول الكبرى من أجل محاولة تعويض خسائرها المالية جراء العقوبات الإقتصادية التي فرضت عليها، ما قد يدعوها إلى التعجيل بالتوصل لإتفاق من أجل رفع العقوبات الإقتصادية التي ستسهم في إعادة ضخ النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية مرة أخرى ما يعوض غياب الخام والغاز الروسي من جهة، ويعوض خسائر إيران عن العقوبات من جهة أخرى.

وبالرغم من تواصل المعلومات الواردة من فيينا حول استمرار المفاوضات وأن هناك قضايا قليلة عالقة بين الأطراف، وأن الأوضاع العالمية تمهد لسرعة التفاوض حول إمكانية إعادة الأطراف إلى مربع خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة عام 2015، أو حتى التوصل لاتفاق جديد، إلا أن الإعلام الإيراني شدد في كثير من الأحيان على وجود قضايا قليلة عالقة تحتاج قرار سياسي من أجل الإنتهاء من عملية التفاوض التي استمرت 11 شهرًا، فيما لم يتم التوصل إلا إلى مسودة اتفاق كتبته روسيا كمبادرة منها وراعته دول أوروبا قبل العملية العسكرية على أوكرانيا.

وتشير المعلومات إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس باقري كني، عاد إلى إيران مساء أمس بعد عدة لقاءات جمعته بالمندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، وعقد عقب ذلك لقاء مع مفاوضي أوروبا والصين، حيث توقع البعض أن ذلك الموقف يعبر عن قتامة المشهد التفاوضي في ظل مطالب روسية بضمانات تعزز التعاون الروسي الإيراني، إلا أن العقلية البرجماتية للنظام الإيراني قد تعزز من رغبته في رفض المطالب الروسية وما يدلل على ذلك أن مسؤولًا إيرانيًا لأن يؤكد على أن مطالب روسيا في المحادثات النووية "غير بناءة"، معتبرًا أن تلك المطالب هي ضمانات شخصية لضمان مصالح روسيا في بعض المجالات وليس مصلحة إيران.

 وبالإضافة إلى ذلك فإن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، شدد على أن إيران من جانبها تعمل على تعديل مبادراتها التي سبق أن تقدمت بها من أجل تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل السريع للاتفاق النووي مع الدول الكبرى، بما يعزز مصلحة إيران السياسية والاقتصادية خلال تلك الفترة الحرجة من عمر العالم.