سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ الضوء على ما اعتبرت بأنه "تصاعد" في العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بسبب توقف تقدمها البري.
وأفادت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، أن المخاطر التي يتعرض لها المدنيون من حملة القصف الروسية المتصاعدة ترأست جدول الأعمال الدولي بعد أن رفضت السلطات الأوكرانية اقتراحًا من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن ما يسمى بالممرات الإنسانية خارج مدن المواجهة ووصفته بأنه "غير أخلاقي وغير مقبول".
وقالت الولايات المتحدة يوم أمس الاثنين إن القوات الروسية كثفت قصفها للمدن الأوكرانية الرئيسية بعد فشلها في تحقيق "أي تقدم ملحوظ" في السيطرة على الأراضي، وأصبح المواطنون يجدون صعوبة متزايدة في الهروب من القصف؛ حيث قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بينما كانت القوات الروسية تحرز تقدمًا في جنوب أوكرانيا، بما في ذلك إحكام قبضتها على مدينة ماريوبول والاقتراب من ميناء أوديسا الجنوبي، استمرت في التعثر إلى حد كبير نحو الشمال، حيث تحاول تطويق العاصمة كييف.
وأضاف كيربي، في إشارة إلى القوات الروسية: "مع استمرار شعورهم بالإحباط، لجأت هذه القوات إلى الاعتماد أكثر على ما يمكن أن نسميه الحرائق بعيدة المدى، وهو ما يتجلى عبر شن ضربات صاروخية ومدفعية بعيدة المدى ضد مراكز مدن لم تكن موجودة فيها بعد".
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي انعقد يوم أمس، قال مسئولو إغاثة إن مدينة ماريوبول الجنوبية كانت الأكثر تضررا فيما يبدو، حيث حوصر مئات الآلاف من السكان دون طعام أو ماء تحت قصف شبه مستمر، كما تعرضت مدينتي خاركيف وميليتوبول لقصف مكثف.
مع ذلك، أبرزت "فاينانشيال تايمز" عرض موسكو بتعليق الهجمات على خاركيف وكييف وسومي وماريوبول صباح الأمس وإنشاء ممرات نقل خارج المدن، تبين بعد ذلك أنها ستنتهى داخل الأراضي الروسية، وزعمت موسكو أن عرضها لوقف إطلاق النار جاء بعد "طلب شخصي" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأمر الذي نفته باريس. وعلى الرغم من هذا العرض، قال مسئولون أوكرانيون إن القصف استمر بعد البداية المفترضة لوقف إطلاق النار.
وأدان ماكرون عرض الكرملين ووصفه بأنه "تهكم أخلاقي وسياسي" وقال "لا أعرف الكثير من الأوكرانيين الذين يريدون اللجوء إلى روسيا" مضيفًا أنه فشل في إقناع بوتين بضرورة وقف إطلاق النار، مع الإشارة إلى محاولة السلطات في ماريوبول، وهي مدينة ساحلية مطوقة بالكامل من قبل القوات الروسية، يومي السبت والأحد الماضيين إجلاء المواطنين إلى بر الأمان بعد أن قالت موسكو إنها دعت إلى وقف القصف، لكنها اضطرت في المرتين إلى التخلي عن محاولاتها عندما استأنفت روسيا إطلاق النار //بحسب الصحيفة//.
وجاء القصف الروسي في الوقت الذي عقد فيه المفاوضون عن كييف وموسكو جولة ثالثة من محادثات السلام دون أي انفراجات كبيرة. وقال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه كانت هناك بعض "التطورات الإيجابية الصغيرة في تحسين الخدمات اللوجستية للممرات الإنسانية".