دافعت الصين عن "صداقتها الدائمة" مع روسيا، وانتقدت الولايات المتحدة لمحاولتها إنشاء "نسخة المحيطين الهندي والهادئ من الناتو"، متعارضة مع الدعوات الدولية لإدانة العملية العسكرية الروسية.
وأكد وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، اليوم الاثنين، على "رسالة لا لبس فيها للعالم مفادها أن الصين وروسيا تعارضان بشكل مشترك محاولات إحياء عقلية الحرب الباردة"، فيما شبه العلاقات الروسية الصينية بأنها متنية وراسخة كالصخر، وأن بلاده ستبقى على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا في المرحلة المقبلة.
وقال: "بغض النظر عن مدى خطورة وصعوبة الوضع الدولي، ستحافظ الصين وروسيا على التركيز الاستراتيجي وستعملان بثبات على تعزيز تنسيق شراكتنا الاستراتيجية الشاملة لعصر جديد".
وتابع: "تعاون البلدين يقدم مصلحة الدولتين ويساهم في إرساء الاستقرار والتنمية في العالم، وفي العام الماضي احتفلنا بمرور 20 عاما على إبرام معاهدة الصداقة بين البلدين".
جاءت تصريحات كبير الدبلوماسيين الصينيين بعد أيام فقط من إعلان أوكرانيا أن بكين أكدت أنها ستساعد كييف في وقف الحرب، وتجدد التركيز على دور بكين المحتمل في الضغط على روسيا للتراجع.
منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، امتنعت الصين عن التصويت في تصويتين للأمم المتحدة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الذي يدين الغزو ودعوة روسيا لسحب قواتها.
كما انتقدت بكين العقوبات الدولية المفروضة لمعاقبة بوتين وكرر وانغ، الذي كان يتحدث خلال المؤتمر الشعبي الوطني، وهو الاجتماع السنوي للصين لبرلمان الختم المطاطي في بكين، دعم بكين "للحوار" و"المفاوضات" لكنه لم يوضح الإجراءات المحددة التي اتخذتها الصين.
وأضافت أن الصليب الأحمر الصيني سيقدم مساعدات إنسانية لأوكرانيا، وقال إن بكين تنظم إجلاء مواطنيها.
وتابع وانغ أن الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة للدخول في منافسة صفرية مع الصين، رافضًا مزاعم العودة إلى التعددية من قبل الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن.
وقال إن "الهدف الحقيقي لاستراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ هو إنشاء نسخة من منطقة المحيطين الهندي والهادئ للناتو"، مضيفًا أن الصين لديها "كل الحق" في القيام بكل ما هو ضروري للدفاع عن مصالحها الخاصة.
واضطرت بكين التي تطالب منذ فترة طويلة باحترام وحدة أراضيها في النزاعات الحدودية مع الدول لمجاورة لها، للقيام بمناورات خطابية بشأن أوكرانيا لتجنب إغضاب روسيا.
وشددت الصين على أن موسكو محقة في مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا وتوسع منظمة حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.
كذلك، رفضت بكين إدانة موسكو واعترض الناطقون باسم الحكومة الصينية على وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا من صحفيين أجانب في المؤتمرات الصحفية بأنه "غزو".