الحرب التي تدور بين روسيا و أوكرانيا منذ 10 أيام ليست الأولى لروسيا في تاريخها فقد قامت بالهجوم على عدد من الدول.
روسيا القيصرية شنت من سنة 1817م الى سنة 1864 م غزوا شاملا للقوقاز انتهى بضم شمال القوقاز لروسيا وشمل هذا دول الشمال الشرقي “الشيشان داغستان وانغوشيا”، وحمل لواء المقاومة القوقازية ضد الاحتلال الروسي في تلك الفترة رجال من مريدي الطريقة النقشبندية الذين قطعوا عهدا على أنفسهم أن يحرووا وطنهم من هذا الاستعمار الغاشم.
ومن أشهر هؤلاء القادة "محمد شامل الداغستاني" الذي لقب بـ أسد القفقاس وصقر الجبال لشجاعته واستبساله في قتال القوات الروسية طيلة عشرين سنة كاملة من دون كلل أو ملل وقد ذاع صيت هذا القائد الشجاع في نفس الفترة تقريبا التي بزغ فيها نجم الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله، وفي 6 سبتمبر عام 1859م وقع الأمر المحتوم.
فبسبب تقدمه في السن وبسبب حيلة ذكية من قائد القوات الروسية أليكسا ندر إيفانو فيتش باريا تنسكي وقع الإمام شامل في الأسر وتم القبض عليه واقتياده إلى العاصمة موسكو في موكب مهيب وسط ذهول الروس بشخصية هذا العجوز الشجاع الذي قاومهم كل هذه السنوات.
وبقي في موسكو إلى سنة 1869م حتى سمحوا له بالخروج منها لأداء فريضة الحج وعمره 74، وزار الإمام شامل إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، ووجد استقبالا من السلطان العثماني عبد العزيز الذي عرض عليه أن يبقى فيها ويسكن قصورها لكنه رفض، ويذكر أن الملكة فكتوريا أرسلت له أثناء فترة قيادته للمقاومة علما طرز عليه ثلاث نجمات تمثل الشركس، الداغستان وجورجيا، وتوفي هذا القائد عام 1871م في المدينة المنورة ودفن في البقيع.