عندما يخترع أي عالم اختراع جديد يكون الهدف الأول والأساسي له هو مساعدة البشرية ودخول التاريخ من أوسع أبوابه ولكن هناك عدد من الاختراعات قدمها العلماء للبشرية تسببت في تعاستها وندم مخترعوها فيما بعد لما تسببته من دمار واستخدامها في العديد من الحروب التي قتلت الملايين من البشر بالرغم من إعتقادهم أن ما يقدمونه للبشرية سيكون سببا في تقدمها لكن العلماء صدموا عندما وجدوها سببا لتعاسة البشرية كالقنبلة النووية وبندقية كلاشنيكوف.
والعالم الفيزيائي “روبرت أوبنهايمر”، كان مديرا لمختبر (لوس ألاموس) في نيومكسيكو، وكان قد عكف ومساعدوه من كبار العلماء على خدمة مجهود حربى سري حمل إسم “مشروع مانهاتن” لصناعة القنبلة الذرية وسمي “أوبنهايمر” باسم (والد القنبلة النووية)، أما العالم “ألبرت آينشتاين” كان قد شارك في ذلك نظريا لكنه لم يشارك في مشروع مانهاتن غير أن أنه بعث رسالة إلى الرئيس الأمريكي “روزفلـت” طالبا منه دعم تجارب الفيزيائيين حول إستخدام العناصر الذرية في تطوير السلاح قبل أن يسبقهم في ذلك الألمان.
والقصف الذري على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م خلف آثارا مادية وجسدية لدى اليابانيين، وآثارا معنوية لدى شعوب العالم وقال أوبنهايمرعن تلك الحادثـة: “أنه ليس نادما على إختراع القنبلة، لكنه يفهم ويقدر ما حدث، ولا يشعر بأن ما حدث كان صحيحا”، وصرح باكيا في حديث تلفزيوني: “إن عددا من الناس رحل، وعددا آخر بكى، الآن أنا أصبحت المـوت، ومدمـر العالم”.
وكان قد أعرب ألبرت آينشتاين عن ندمه لإرساله خطابا إلى الرئيس “روزفـلت وقال: ”كان على أن أحرق أصابع يدي، قبل أن أكتب رسالتي الأولى الى الرئيس روزفلـت وقال أن الولايات المتحدة ربحت الحرب لكن الإنسانية خسرت السلام،... فيا لها من خيانة،...أعددنا القنبلـ...ـة لمقاومة الألمان و ها هو الرئيس *ترومان* يلقيها على اليابانيين.
وقال ميخائيل كلاشينكوف عن اختراعه “بندقيــة كلاشينكوف”، خلال الحرب العالمية الثانية بعد أن رأى حجم الخسائر: “لقد شعرت بالندم، وكنت دائما ألوم نفسي على كل شخص يقتل بالسلاح الذى إخترعته”، لذلك أرسل خطابا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في عام 2010 م، يقول فيه: “ألم روحي لا يطاق، إنه السؤال نفسه العصي على الحل، إذا كان رشاشي قد حرم الناس حياتهم، فهذا يعني أنني مذنب بموت الناس، حتى لو كانوا من الأعـداء”.