حالة من الرعب سيطرت على العالم خلال اليومين الماضيين بعد اشتعال النيران في جزء من المحطة النووية “زابوريجيا” في أوكرانيا لأن تلك المحطة تعد الأكبر في أوروبا وتأثيرها في حالة حدوث أي انفجار بها سيكون أكبر من انفجار مفاعل تشرنوبل النووي الذي وقع عام 1986 وتسبب في حدوث أزمة اشعاع نووي وصل مداها لعدة دول مجاورة لأوكرانيا والاتحاد السوفيتي.
وتسبب الأمر في زيادة حالة الرعب بعدما أعلن العلماء أن هذه المحطة في حالة انفجارها سيعادل انفجار تشرنوبل 10 مرات وسيصل مدى الاشعاع لعدة دول كبرى في أوروبا وأسيا وسوف يصل لشمال مصر في أفريقيا ومن ضمن الدول التي سوف تتأثر بالإشعاع أوكرانيا، روسيا البيضاء، بولندا، فنلندا، النمسا، اليونان، إيطاليا، رومانيا، أجزاء من الدنمارك وألمانيا، تركيا، العراق، سوريا، لبنان، أذربيجان، فلسطين، الأردن، ومصر.
وقع محطة زابوريجيا النووية في مدينة إنيرهودار بمقاطعة زابوريجيا، جنوبي أوكرانيا، وتحديدا على ضفة خزان كاخوفكا المتفرع من نهر دنيبر، وتملكها وتديرها شركة توليد الطاقة النووية الأوكرانية (شركة دولة)، وزابوريجيا واحدة من أربح محطات طاقة نووية عاملة في البلاد، لكنها الأكبر والأبرز ليس على مستوى أوكرانيا بل على مستوى أوروبا كلها، وتنتج المحطة ما يعادل 42 مليار كيلو واط ساعة من الكهرباء، بما يشكل نحو 40 بالمئة من إجمالي الطاقة الكهربائية المتولدة من محطات الطاقة النووية الأوكرانية، وخمس إنتاج الكهرباء السنوي في أوكرانيا، بحسب موقع "بور تكنولوجي" العلمي.
بدأت المحطة في العمل عام 1984، لذلك تصميمها كان ولا يزال سوفيتيا وأنتجت نحو 1.23 تريليون كيلوواط ساعة من الكهرباء حتى ديسمبر 2021، وتتكون المحطة من 6 وحدات مفاعلات الماء المضغوط، التي جرى تشغيلها بين عامي 1984 و1995، بسعة تبلغ إجمالي 1000 ميجاواط لكل واحدة منها، ويوجد في أوكرانيا 15 مفاعلا نوويا تجاريا، بما في ذلك أكبر زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا، واعتبرت أن الهجوم الروسي يهدد، في حال استهداف هذه المنشآت النووية، بجعل مناطق شاسعة في أوروبا وكذلك روسيا غير صالحة للسكن، لعقود قادمة.