بمناسبة شهر المرأة “شهر مارس”، كان للمرأة المصرية القديمة منذ ألاف السنين تأثير بارز وهام في شتى المجالات حيث برعت المرأة في عصر المصريين القدماء في القيادة والهندسة والفلك والطب وغيرها من المجالات حيث ترك إرث كبير مليء بأسماء نساء من أهم السيدات في التاريخ ومن بينهم الربة “سشات” رائدة الهندسة والفلك وعلم الكتابة والمكتبات بمصر القديمة.
وكانت “سشات” مانحة الحكمة ورمز للذكاء الأنثوي المصري القديم، فهي إحدى النترو المصرية القديمة، وهي ربة المعرفة والحكمة وربة الكتابة ومساعدة للنتر "تحوت"، كما لعبت دوراً مهمًا في طقوس تأسيس المعابد، ومن ألقابها "سفخت عبو" أي ذات القرون السبعة، وقدمت "سشات" في الرسومات على انها الكاتب والمسجل وهذا ما يعنيه اسمها "سشات" لكونها من اخترعت الكتابة.
كما كانت ربة التصميمات والهندسة وعلم الفلك والتنجيم وهي من العلوم المهمة جدا للمصريين لارتباطها بمواقيت الفيضان والزرع والحصاد، هذا بالاضافة الي كونها عالمة الرياضيات و علم الاحصاء، وهي اول من أسس ما عرف بعد ذلك بالمكتبات، حيث جمعت العديد من اللفائف والبرديات لعلوم شتي، وصورت على هيئة امرأة، رأسها البشري الأنثوي متوجا بشكل من سبع وحدات يشبه النجمة فوقها قرنان مقلوبان مثبتا على قمة عمود أو سارية وكانت هيليوبوليس مقرها.
كما صورت في مشاهد ترجع إلى عصري الدولتين القديمة والوسطى وهى تسجل الغنائم وأسرى الحرب، ولعبت "سشات" أيضا دورا في تحديد سنوات الحكم الملكي خلال عصر الدولة الحديثة عن طريق وضع اسم الملك على أوراق الشجرة وهذه هي المراة في نظر المصريين القدماء هي التي تمنح الحكمة والعلم وليست كائن مخجل أو عورة أو خادمة أو جارية تباع وتشتري في أسواق النخاسة.
فكانت الحضارة المصرية الإنسانية المتكاملة لا تخجل من إمرأة تحكم وتعلم ولا تحبس نصف المجتمع داخل أسوار وسجون الذكورة بحجة المحافظة عليها ويقولون عليها حضارة عفنة لأن العفن في عقولهم هم رواد الجهل والتخلف.