الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لَيمونة المُحاياة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واحدة من أجمل وأروع القصائد والنصوص الشعرية التي كتبها فؤاد حداد أبو شعراء العامية المصرية قصيدة بعنوان "لَيمونة المُحَاياة" وهي أحد النصوص الشعرية الطويلة التي ضمنها ديوانه الجميل "أيام العَجب والمَوت" وصدرت ضمن الأعمال الكاملة للشاعر الكبير فؤاد حداد عن دار الكتب قبل سنوات قليلة، وهى قصيدة مليئة بالمشاعر الجميلة التي تؤكد أن الإخلاص في الحب هو السبيل لتحقيقه والحفاظ عليه مهما كانت العقبات والحواجز التى تقف حائلا فى طريق العُشاق.
تحكى القصيدة المكتوبة باسلوب شعري رقيق قريب إلى راوية "ألف ليلة وليلة" أنه في مدينة تاريخية عريقة، وََهب الله الحَطاب الفقير ابنة رائعة الجمال تغير منها الصَبايا اسمها فَرحانة وقد نشأت فتاةَ وحيدة مُنطوية لكن جمالها يُشع البهجة والفَرح في نفس من يراها أو يسمع عنها، حتى أن شُهرتها قد جعلت فرسان المدينة يفدون إلى حافة الجبل، حيث بيت الحَطاب، وذلك لرؤية فرحانة خلسة دون أن تراهم أو تلتفت اليهم، ويصبح المَوعود منهم من تلقى إليه نظرة أو ابتسامة، وهو ما حدث مع الشاب "حمدان" وكان فقيرا مثلها، ولكنه شاب جميل جريء طيب القلب ويمتاز بالشهامة والفتوة، وقد أخبرها  قلبها أنه يحبها بصدق وإخلاص شديد فابتسمت له وتمنت أن يكون عريسا لها.
لكن الأقدار كان لها رأي آخر، حيث تقدم لخطبة فرحانة الشاب رشدان ابن حاكم المدينة، والشاب عمران ابن قائد الحرس بالإضافة إلى حمدان ابن صانع الدروع الحربية، واحتار الأب الحطاب في أمره ولم يعرف أي العرسان الثلاثة يختار لفرحانة، ولكن الأم القريبة من قلب ابنتها قد أدركت الأمر، وحلت المشكلة، وذلك بأن طلبت لابنتها مهرا عجيبا فقد طلبت أن يأتي العريس الموعود بشيء لم يره أو يعرفه الناس من قبل مهرا لفرحانة!
وبالفعل، ينطلق العشاق الثلاثة في رحلة مغامرة جريئة من أجل العثور على شيء عجيب لم يعرفه الناس من قبل مهرا لفرحانة، وافترقت بهم السبل واتفقوا على اللقاء فى رحلة العودة في مكان ما، وصارع كل واحد منهم مصيرة ومخاوفه حتى يحصل على فرحانة ويفوز بعشقها ونبض قلبها، وكانت الرحلة شاقة عسيرة مليئة بالأهوال حتى التقى الثلاثة مرة أخرى وكشف كل واحد منهم عما حصل عليه.
جاء رشدان بالمرآة السحرية مهرا لفرحانة وهي مرآة عجيبة حين تنظر فيها تستطيع أن ترى من تحب في التو والحال!
وكشف عمران عن كنزه، وأخبرهم أنه قد حصل على البساط السحري العجيب الذي يطير بك متى تشاء إلى أى مكان تريد !
أما حمدان فقد أخبرهم أنه وجد لَيمونة المُحاياة ووهبها مهرا لقلب فرحانة، وهي ليمونة عجيبة تستطيع أن تشقها إلى نصفين وتعصرها على وجه من فارق الحياة توا فيعود إلى الحياة بأمر الله !
أخرج رشدان من جيبه المرآة السحرية لكى يرى فيها فرحانة، وكانت المفاجأة الصاعقة لهم أن فرحانة قد ماتت قبل قليل، وأنها الآن محمولة على الأعناق في الطريق إلى مثواها الأخير !
أخرج عُمران البساط السحرى وانطلق الثلاثة فوقه لوداع فرحانة وطار بهم البساط ليصلوا إلى الجنازة في الحال، وطلبوا إنزال فرحانة لرؤيتها ووداعها وسط نحيب الأم وبكاء الأب وحزن أهل المدينة، ووجدوا فرحانة بوجهها الملائكي الذي غيبه الموت، وفي الحال أخرج حمدان لَيمونة المُحَاياة وشقها إلى نصفين وعصرهما فوق جبين فرحانة فارتدت إلى الحياة بأمر الله وعاد إليها جمالها وسحرها وابتسامتها وفرحت برؤية حبيبها الذي انقذها من الموت، ورأت الأم أن حمدان هو العريس الموعود لابنتها فرحانة.