أكدت صحيفة "عمان" العمانية، أن الحرب الروسية على أوكرانيا تنذر بآثار اقتصادية، ناهيك عن الآثار السياسية، على العالم أجمع، وليس ذلك الآثر، السلبي، في غياب المنتجات التي كانت تصل من أوكرانيا أو من روسيا فقط، ولكن حتى من المنتجات التي تأتي من أي مكان في العالم، فالعالم أجمع على موعد مع تضخم كبير مستورد من الخارج.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان " مآلات الحرب.. والأمان الاجتماعي"، اليوم /الأحد/، نفرح بهذا الارتفاع الكبير في أسعار النفط بعد سنوات من التراجع إلى حدود «خطيرة» ولكن هذا الارتفاع وفي هذا التوقيت بالذات له مخاطره أيضًا حيث سيؤثر على السلع التي ستصل إلى السلطنة،بأسعار أكبر مما اعتدنا عليه سابقًا، وسيؤثر على أسعار النقل وسلاسل التوريد وكل هذا يحدث في ظروف حرب وليس في ظل ارتفاع طبيعي للوقود.
وأضافت أن الأمر الآخر فإن أسعار الحبوب التي يصل أغلبها إلى عُمان من أوكرانيا ستشهد هي الأخرى ارتفاعًا في الأسعار لأسباب ترتبط بالحرب وظروفها وسياقاتها، وهذا الأمر لن يحدث في عُمان فقط أو في دول الخليج وحدها ولكن العالم أجمع على موعد مع هذه المتغيرات الاقتصادية التي تدفع بها متغيرات سياسية وعسكرية وتحولات عميقة في النظام العالمي، لذلك علينا أن نعي أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صعبة جدًا حيث ستنعكس هذه الحرب الأقرب إلى أن تكون «حربًا عالمية» على كل شيء وخاصة على السلع.
وأضافت،صحيح أن أسعار النفط التي يتوقع أن تستمر في الصعود يمكن أن توفر حلولًا لمعالجة التضخم المنتظر إلا أن الأحوط أن تتم معالجة الأمر بطرق تمتلك الديمومة مثل الاستثمار في المشروعات الزراعية التي توفر بديلًا للاستيراد، والاستثمار في المشروعات الصناعية المحلية.
وأكدت أن هذه الحرب وإن توقفت، وهذا ما نأمله، إلا أن تأثيراتها ستبقى لفترة طويلة من الزمن ولابدّ أن لدى أهل الاقتصاد وعلمائه حلولًا كثيرة في كيفية النمو والصعود الاقتصادي وسط نيران هذه الحرب ووسط التحولات التي تصنعها في العالم.
