رفع عدد من الرياضيين الأوكرانيين، منذ اشتعال فتيل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، شعارًا وهو التصدي معاً لمقاومة الهجوم الروسي على بلادهم، وحملوا السلاح كي يدافعوا عن أرضهم متخلين عن الرياضة، لينتقلوا من الملاعب إلى ساحة الحرب. ودقت طبول الحرب الروسية الأوكرانية، ليرفع نجوم الرياضة في أوكرانيا الصوت عاليًا إثر دخول روسيا لبلادهم، من دون إعلاء أهمية رسالة «الرياضة تجمع والسياسة تفرق» وقرروا الانضمام للجيش، فيما قرر البعض منهم تجاوز الحدود الرياضية وحمل السلاح للدفاع عن وطنهم.
أفضل لاعب في العالم ٢٠٠٤
جمع العديد من لاعبي الساحرة المستديرة، الذين يخوضون غمار الدوريات الأوروبية ٥٠٠ ألف يورو لصالح القوات المسلحة الأوكرانية، فيما اتخذ الرئيس زيلينسكي، قرارًا بأن يعتبر جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٦٠ عامًا جزء من الجيش، واختار العديد من الرياضيين العودة إلى بلادهم والدفاع عنها مثل أي جندي آخر، وكانت الشرارة بدأها أسطورة كرة القدم، أندريه شيفتشينكو، مهاجم دينامو كييف وميلان الإيطالي ومدرب المنتخب الأوكراني السابق، على شبكات التواصل الاجتماعي، بنشره رسائل دعم يومية لبلاده. شارك النجم الفائز بالكرة الذهبية عام ٢٠٠٤، والذي ارتدى قميص تشيلسي الإنجليزي في نهاية مسيرته، في مظاهرة الأحد الماضي في لندن، والتقط صورة مع أحد أبنائه، والعلم الأوكراني على ظهره، ومساء الثلاثاء قبل مباراة الذهاب في نصف نهائي كأس إيطاليا بين ميلان وإنتر، ظهر شيفتشينكو في رسالة مصورة، مرتديًا اللونين الأصفر والأزرق، ودعا إلى السلام وسط تصفيق جماهير ملعب سان سيرو.
مدرب قاهر ريال مدريد
في السياق ذاته، أعلن الأوكراني يوري فيرنيدوب، المدير الفني لفريق شريف تيراسبول المولدوفي، انضمامه لجيش بلاده لمقاومة الهجوم الروسي، بعد مرور ٥ أشهر فقط على فوزه ضد ريال مدريد الإسباني بدوري أبطال أوروبا. ولد «فيرنيدوب» في مدينة جيتومير شمال أوكرانيا، واتخذ قراره بالعودة إلى وطنه بعد عمله في إدارة فريق كرة القدم في مولدوفا، وظهر وهو يرتدي زي الجنود الأوكرانيين مع زملائه في الجيش في ظل استمرار الحرب بالبلاد. وقال «فيرنيدوب»: «إذا كانت بحاجة إلى مساعدتي، فسأكون هناك دائمًا، لقد ولدت في أوكرانيا، وأعيش في أوكرانيا، وأريد أن أقدم بضع كلمات دعم للأوكرانيين الذين عانوا من الهجوم الروسي، أنا فخور بالناس الذين يدافعون، ولست خائفًا بسبب قوتهم، إنهم يمنحون الناس فرصة للنوم بسلام».
بطل العالم السابق في الملاكمة
بينما انضم الملاكم فلاديمير كليتشكو، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل إلى قوات الاحتياط الأوكرانية في كييف يوم الأربعاء الماضي، قائلًا: إن حبه لبلاده يجبره على الدفاع عنها. واستبدل بطل العالم السابق في الملاكمة، فيتالي كليتشكو، سترة عمدة مدينة كييف ببزة عسكرية لتنظيم الدفاع عن مدينته وسكانها البالغ عددهم ٣ ملايين نسمة، كما انضم شقيقه الأصغر، فلاديمير، بطل العالم في الملاكمة سابقًا، إلى الجيش الاحتياطي، وكان كل من فلاديمير وشقيقه فيتالي، حاضرين أثناء افتتاح مركز تجنيد لقوات الدفاع الإقليمية في العاصمة.
ولحق بهما بطل العالم السابق في الوزن الخفيف فاسيل لوماتشينكو بكتيبة الدفاع الإقليمي في مدينة بيلجورود دنيستر بالقرب من أوديسا.
أولكسندر أوسيك
كما انضم الملاكم الأوكراني، أولكسندر أوسيك، بطل العالم للوزن الثقيل، الذي ترك التدريب تمهيدًا لمواجهة أنتوني جوشوا، وانتقل الى الجبهة ليتحول من بطل في الحلبة إلى مقاتل في شوارع أوكرانيا، وظهر وهو يحمل السلاح قائلًا: «انضم ألكسندر أوسيك إلى الدفاع الإقليمي عن العاصمة ومنطقة كييف»، وأثناء حديثه مع شبكة «سي إن إن» داخل قبو منزله بالقرب من كييف، قال: « أريد الدفاع عن منزلي وزوجتي وأطفالي وأحبائي»، مؤكدًا: «لا أريد أن أطلق النار، لا أريد أن أقتل، ولكن في حالة وقوع هجوم، لن يكون لديّ خيار سوى الرد».
بطل العالم فى الجودو
وقرر جورجي زانتارايا، بطل العالم في الجودو عام ٢٠٠٩، الالتحاق بالجيش الأوكراني، متجهًا إلى العاصمة كييف للدفاع عن الإقليم من هناك، وقال زانتارايا على حسابها الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»: «أنا في كييف وسأبقى حتى النهاية»، مستعرضًا سلاحه.
في سياق متصل، داريا بيلوديد، صاحبة الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، أصغر بطلة في العالم في تاريخ رياضة الجودو، سافرت إلى الحدود التي تقسم بلادها مع سلوفاكيا، وأصبحت مسئولة عن توزيع المواد الغذائية على العائلات الفارة من رعب الحرب والبحث عن ملجأ في الدولة المجاورة، وغردت بيلوديد عبر «تويتر»: «استيقظت في السادسة صباحًا في ظل إطلاق النار في كييف، ليس لدي كلمات معبرة، وأنا خائفة جدًا وأدعو لعائلتي وبلدي. بدأت روسيا بقصفنا، بدأت الحرب. لماذا؟ لماذا تدمر حياة الناس؟ روسيا وبيلاروسيا، توقفا! نريد السلام نريد أن نعيش!».
نجوم التنس
وإلى عالم التنس، انضم سيرجي ستاخوفسكي المصنف ٣١ عالميًا سابقًا إلى صفوف المقاومة الإقليمية، وقال وهو يبكي: «ليس لدي أي خبرة عسكرية، فقط خبرة في السلاح الفردي»، مضيفًا: «آمل ألا أضطر إلى استخدام مسدس».
فيما تغلبت الأوكرانية إيلينا سفيتولينا، التي ارتدت تنورة زرقاء وقميصًا أصفر، مشيرة إلى ألوان علم بلادها، على الروسية أناستاسيا بوتابوفا في دورة مونتيري المكسيكية، وقالت بتأثر شديد وسط تصفيق الجمهور، «كل المكافآت التي أكسبها هنا ستذهب للجيش».
وعلى النقيض، تلقت إيلينا سفيتولينا، دعم الروسية أناستاسيا بافليوتشينكوفا، التي بدورها أعربت عن عدم موافقتها على هذه الحرب، وقالت الروسية دون تردد: «لست خائفة من قول ما هو رأيي، أنا ضد الحرب والعنف».
رياضيو البياثلون
تخلى الرياضيون الأوكرانيون، الذين يمارسون رياضة البياثلون تتضمن «الرماية وتزلج المسافات الطويلة»، عن فكرة المشاركة في منافسات كأس العالم؛ وذلك بسبب أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
ونشر دميترو بيدروشني، بطل العالم لسباقات المطاردة في عام ٢٠١٩، صورة له وهو يرتدي زيًا قتاليًا في ترنوبل، غرب أوكرانيا، مؤكدًا إنه انضم إلى الحرس الوطني.
وفاة لاعبين أوكرانيين نتيجة الغارات الروسية
على الجانب الآخر، أعلن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين «FIFPRO» وفاة لاعبين أوكرانيين اثنين؛ نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث قتل كل من، «فيتالي سابيلو- ٢١ عامًا» و«دميترو مارتينينكو- ٢٥ عامًا» أثناء القتال.
كان «سابيلو» يلعب لفريق شباب كارباتي لفيف، فيما لعب مارتينينكو لفريق إف سي جوستومل، وتوفى الأخير خلال إحدى الهجمات الروسية بالقنابل على منزله.