حصل الباحث والزميل الصحفي سعيد زكي، على درجة ممتاز عن رسالته المقدمة للماجستير بعنوان (الفن الروائي عند ناصر عراق) إلى قسم اللغة العربية بكلية البنات جامعة عين شمس.
تكونت لجنة المناقشة والحكم من: الدكتور يوسف حسن نوفل، أستاذ الأدب والنقد الأدبي الحديث المتفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس (مشرفًا رئيسًا)، الدكتور حسين محمد حمودة، أستاذ النقد الأدبي الحديث المتفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة (مناقشا)، الدكتورة عزة محمد أبو النجاة، أستاذ الأدب والنقد الحديث، رئيس قسم اللغة العربية بكلية البنات جامعة عين شمس (مناقشة) الدكتورة بسمة محمد بيومي، أستاذ الأدب والنقد الحديث بكلية البنات جامعة عين شمس (مشرفة مشاركة).
من جانبها أثنت الدكتورة عزة محمد أبوالنجاة على الدراسة، مؤكدة سعادتها بهذه الرسالة لعدة أسباب أهمها أنها تتسم باللغة السليمة، فقد سلمت الرسالة من الأخطاء اللغوية إلى حد بعيد.
وأكدت أبو النجاة ظهور شخصية الباحث في الدراسة من خلال ومضات واضحة أحيانًا وومضات قصيرة أحيانًا منبها القارئ إلى مناطق لم يلق عليها الضوء بعد في إنتاج الراوي ناصر عراق ليتيح للباحثين من بعده موضوعات لم تدرس من قبل، كما أشادت بالإيجاز غير المخل في الدراسة وطرق الأفكار من أقرب الطرق.
دراسة تحتفي بالجمال
فيما قال الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب والنقد الأدبي الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة إن الرسالة جاءت بلغة سليمة تكاد تخلو من الأخطاء وتنهض على إدراك لأهمية التوضيح وفي الوقت نفسه تحافظ على الدقة وتحتفي بالجمال.
وأشاد حمودة بتبيويب الرسالة والانتقالات الواضحة من المقدمة إلى التمهيد للفصول وللتقسيم المرقم والمعنون داخل كل فصل بما يحيط بجوانب الموضوع من زوايا عدة وبنوع من التسلسل الدقيق.
وأوضح أن الباحث أجرى قراءة مدققة للروايات التي تم اختيارها، من بين روايات ناصر عراق للدرس والتحليل، كما أشاد بالقراءة الموسعة في عدد كبير من المصادر والمراجع المرتبطة بالموضوع والأمانة المطلقة في التعامل مع هذه المراجع، كما أثنى على ظهور شخصية الباحث في الرسالة بوجه عام والتزامه بالموضوعية.وعلى عدد من الموضوعات التي طرقها الباحث، منها أن المونولوج عند ناصر عراق يتسم بالتنويع الأسلوبي، كما أشاد بملاحظة الباحث حول عدم تقديم الكاتب لشخصيات رواية الأزبكية دفعة واحدة.
يذكر أن الدراسة تحت عنوان )الفن الروائي عند ناصر عراق(؛ وتتناول بالتحليل عناصر السرد في المنجز الروائي لناصر عراق، وتقف على الآليات والوسائل الفنية التي استخدمها في بناء عالمه الروائي.
وانتظمت هذه الدراسة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، في المقدمة عرض الباحث أسباب الدراسة وأهدافها ومنهجها، وفي التمهيد ألقى الباحث الضوء على ناصر عراق وسيرته الذاتية والأدبية، ومؤلفاته المتنوعة في الرواية والسينما والرواية والصحافة.
وجاء الفصل الأول بعنوان الشخصية الروائية عند ناصر عراق، وفيه أتناول مفهوم الشخصية الروائية، ثم أعرض للشخصية الروائية عند ناصر عراق من حيث بناؤها وأنماطها.
والفصل الثاني بعنوان الزمن الروائي عند ناصر عراق، وفيه أتناول الزمن الروائي وأهميته وأشكاله، وأتطرق للتطبيق على روايات ناصر عراق، واستجلاء التقنيات التي استخدمها مثل المفارقات بنوعيها: الاستباق والاسترجاع، وحركة الزمن تسريعا وإبطاء، والتواتر بأنواعه، وما إلى ذلك من الأشكال الزمنية التي رصدتها في رواياته.
وجاء الفصل الثالث بعنوان المكان الروائي عند ناصر عراق، وفيه توقفت على تعريف المكان الروائي، وتعدد تقسيماته لدى النقاد، ثم تناولت أنواعا من المكان عند ناصر عراق، تحت عنوانين رئيسين هما: المكان المغلق، والمكان المفتوح، وفي ثنايا ذلك تعرضت لأثر المكان في الشخصية ومدى تكيفها معه أو نفورها منه.
والفصل الأخير من الدراسة بعنوان الراوي في روايات ناصر عراق؛ ورصد فيه تنويع الكاتب لأنماط الراوي في رواياته ما بين الراوي العليم والراوي المتكلم والراوي المتعدد، وعلاقة هذه الأنماط بزاوية النظر في السرد الروائي.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: أن حياة ناصر عراق حفلت بكثير من العوامل الاجتماعية والفنية والأدبية التي شكلت ملامح إنتاجه الروائي، وتركت أثرا بارزا في شخصيات أعماله الروائية، وتنوعت أنماط الشخصية الروائية وأساليب تقديمه عند ناصر عراق.
واكدت تنويع ناصر عراق في الزمن الروائي في أعماله ما بين الزمن الكرونولوجي (التصاعدي) والزمن الدائري والزمن الموازي، وتعددت في أعماله التقنيات الزمنية التي تضمنت المفارقات بنوعيها من استباق واسترجاع، وتسريع وإبطاء وتواتر.
وما توصلت إليه الدراسة فيما يخص المكان أن المدينة في روايات ناصر عراق هي المكان المحوري الذي تدور فيه أحداث معظم رواياته من خلال ثنائية متقابلة تتمثل في (الطرد/ الجذب)، فيما جاءت القرية عند ناصر عراق مكانا هامشيا وليست مكانا فاعلا بالقدر الذي جاءت عليه المدينة، وهو ما يمكن معه القول إن ناصر عراق كاتب مديني.
وأشارت الى أن الراوي في روايات ناصر عراق متعدد الأنماط، حيث استخدم الراوي العليم الغائب والراوي المتكلم المشارك والراوي المتعدد، وبالتالي تعددت وجهات النظر حسب موقع كل راو، والزاوية التي يرصد منها الأحداث.
وأكدت الدراسة أن مضامين روايات الكاتب ناصر عراق تركز على الحرية بمفهومها الواسع الذي يشمل الحرية الدينية وحرية المرأة والحرية السياسية، والعلاقة بين الأنا الشرقي والآخر الغربي، وكذلك ركزت على قيمة العدالة الاجتماعية وضرورة تحقيقها.
وأوصت الدراسة بتوجيه الباحثين إلى التنقيب في جماليات الأعمال السردية عند ناصر عراق التي لم تشملها الدراسة، وتناولها بالنقد التحليل، وأوصت الدراسة أيضا بتوجيه الباحثين لدراسة أعمال الكتاب المجايلين لناصر عراق والكشف عن تجاربهم السردية وإبراز الجوانب الفكرية والجمالية والتقنيات الفنية في نتاجهم الأدبي.
جدير بالذكر أن سعيد محمد زكي، باحث وكاتب صحفي وناقد، وعضو الجمعية العمومية بنقابة الصحفيين، من مواليد محافظة بني سويف، تخرج في كلية دار العلوم عام 2010، وكان من أوائل دفعته.
وفاز سعيد زكي، مؤخرا، بجائزة أفضل بحث في الآداب من مجلة بحوث الصادرة عن كلية البنات بجامعة عين شمس، عن بحثه الراوي في روايات ناصر عراق، وهو البحث المستل من رسالة سعيد زكي للماجستير بعنوان الفن الروائي عند ناصر عراق والتي تمت مناقشتها بقسم اللغة العربية بكلية البنات جامعة عين شمس، وحصلت على تقدير (ممتاز).
وحصل سعيد زكي مؤخرا على جائزة إحسان عبد القدوس فرع القصة القصيرة، وهي الجائزة التي أهداها إلى روح والده الراحل، وإلى والدته – أطال الله عمرها- وإلى شقيقه الأكبر (سيد).