قال الدكتور سامح راشد خبير الشئون الإقليمية والدولية، ومدير تحرير مجلة السياسية الدولية الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي "إعلامية وسينمائية" أكثر من أنها حربا حقيقية، كاشفا عن مفاجأة فيما يتعلق بخبر الحشد النووي لروسيا، الذي انتشر منذ حوالي 3 أيام، إلا أن الأمر مغايرا لما أشيع.
وأوضح مدير تحرير مجلة السياسية الدولية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر أوامره للوحدة الخاصة المسئولة عن "الدفاع ضد الهجوم النووي" بالاستنفار والاستعداد، وليس نشر أو الاستعداد لهجوم نووي، وبالتالي فإن الخبر غير صحيح.
وأشار "راشد" خلال مؤتمر نظمه مركز الفارابي للدراسات والاستشارات والتدريب، اليوم السبت، لمناقشة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تحت عنوان "الأزمة الأوكرانية ونشأة نظام عالمي جديد.. الفرص والتحديات"، إلى ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار خاصة وأن 99% من المصادر الإعلامية هي غربية بشكل أساسي وأمريكية بشكل خاص.
وأضاف مدير مجلة السياسية الدولية، أن الأزمة الأوكرانية، هي أزمة كاشفة، حيث أن النظام العالمي بدأ التحول منذ عدة سنوات، ولن يبدأ التغير بعد هذه الأزمة، خاصة وأن الولايات المتحدة في منحنى هابط، والقوى الغربية لم تعد كما كانت، والنظام العالمي لم يعد نظاما أحاديا، يعتمد على الهيمنة الأمريكية والغريبة بصورة أوسع، وإنما أصبحنا نعيش في ظل نظام متعدد الأقطاب ولكن ليس نسخة مطابقة للتعددية القطبية القديمة التي كان فيها قطبين أو أو أكثر، وكانت متماثلة في كل شئ وتعتمد في الأساس على القوة العسكرية.
وأضاف أن معايير القوى العظمى اختلفت وباتت لا تعتمد على معيار واحد أو مصدر قوة واحد، بدليل أن الصين قوى عظمى وليس بالضرورة أن يكون مصدر قوتها "العسكرية"، وذلك لعدم استخدامها، إنما ينبع مصدر قوتها من القدرة الاقتصادية الهائلة، تجعلها طرف أساسي وقوة عظمى بالمعنى الاقتصادي.
يذكر أن الدكتور سامح راشد مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، قد تناول مسألة "القوة العظمى"، بشكل مفصل خلال مقاله المنشور في عدد المجلة يناير 2020 تحت عنوان "روسيا قوة عظمى محتملة"، أوضح فيه أن "الدول لا تصير "عظمى" على نحو مفاجئ، وإنما بعد استيفاء شروط وتوافر مقومات كثيرة، بدءا من امتلاك مستوى مرتفع من عناصر القوة الشاملة، انتهاء بإقرار الدول الأخرى لها بتلك الوضعية في النظام العالمي".
وأضاف "لكن ثمة شرطا جوهريا كثيرا ما يجعل بعض الدول خارج دائرة الدول العظمى، هو الإرادة، فالدول لا تصير "عظمى" تلقائيا، ولا رغما عنها، لمجرد امتلاكها المقومات والإمكانات اللازمة، فلكي تأخذ الدولة موقع القطب، أو الفاعل الرئيسي والمحوري في العالم، لابد لها من امتلاك الرغبة في ذلك، والإرادة لتنفيذه".
العالم
مدير "السياسة الدولية": رفع بوتين درجة الاستعداد للهجوم النووي خبر غير صحيح
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق