بدأت التجارب السريرية على اللقاح المصري “إيجي فاكس” المضاد لفيروس كورونا المتحور، بعدما أثبتت دراسة أمريكية أن حماية لقاح فايزر قلت بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ٥ الى ١١ سنة في مواجهة المتحور اوميكرون حيث تراجعت النسبة من ٦٨% إلى ١٢% خلال الفترة من ١٣ ديسمبر ٢٠٢١ إلى يناير ٢٠٢٢.
وبدأت التجارب السريرية على “إيجي فاكس” بعدما تم العمل على إنتاج اللقاح للوصول إلى لقاح مصري 100%، وذلك بالشراكة مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومركز البحوث الزراعية، ومعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وعدد من الجهات الوطنية، حسبما قال الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، الشريك الاستراتيجي للحكومة.
وأكد “أرمانيوس” أنه لا يوجد أعراض جانبية خطيرة ظهرت على المتطوعين الذين قاموا بأخذ اللقاح وعددهم ٥ أفراد حيث تتم التجارب على ٤٥ متطوع، وذلك يثبت فاعلية وأمان اللقاح، مؤكدا أن الجهود الجارية تتم على قدم وساق لإتمام الدراسات، مشيدة بالشراكة أنها تعاون مثمر وبناء في ظل توجيهات الرئيس وحرصه الدائم على دعم العمل والبحث العلمي لمواجهة كوفيد- 19.
وأوضح العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، أن التعاون مع منظمة الصحة العالمية يفتح الباب أمام اعتماد اللقاح دولياً، ومن جانبها تواصل ايفا فارما مسيرة النجاح التي حققتها بتصدير دواء “رمديسيفير” لبعض الدول العالم، ولم تكن تلك التجربة الأولى في تصدير الأدوية ، ولن تتوانى عن بذل أي جهد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات ، ونجاح اللقاح المصري القادر على مواجهة متحورات كورونا، بالإضافة إلى تصديره للخارج، مؤكدا أن الطاقة الإنتاجية للقاح تدور حول أكثر من 60 مليون جرعة سنوياً، لتصنيع قرابة 1.6 مليون جرعة يوميًّا.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة نشوي النحاس، استشاري الأمصال واللقاحات والصحة الوقائيه، إنه تم تصنيع “إيجي فاكس” بأيادي ومصانع مصرية، ويخضع الآن لمرحلة التجارب الإكلينيكية أو السريرية، ونتائجه في ما قبل المراحل الإكلينيكية جاءت جيدة ما شجع على الانتقال سريعا إلى مرحلة التجارب السريرية وهي المرحلة التي يليها بدء تصنيع اللقاح وطرحه بالاسواق المصرية.
وتابعت في تصريحات خاصة: “من المتوقع أن يكون لدينا أكثر من مليون جرعة يوميا سيتم تصنيعها ونزولها بالاسواق وبعد اكتفاء السوق المحلي سيتم تصدير اللقاح للدول الأفريقية، وبذلك تعتبر مصر دولة رائدة فى مجال تصنيع اللقاحات وستكون اول دوله افريقيه تصدر لقاحات ضد كورونا لجميع دول القارة، وذلك مهم لنقل تكنولوجيا التصنيع داخل مصر ما يتماشى مع رؤية مصر واجندتها في ٢٠٣٠ بخصوص ملف الصحة”.
وأكملت النحاس: “لقاح ايجي فاكس يتم تصنيعه تحت بند اللقاحات المعطله التي نسبة الامان بها عاليه وكذلك الفاعليه والآثار الجانبية قليلة وهي أهم المدارس لتصنيع اللقاحات”.
وارد فت: خلال ٢٠٢٢ بالنسبة لخطة التصنيع الموضوعة سيكون هناك أكثر من مليون جرعة يوميا وعلى مدار العام سيكون هناك أكثر من ٥٠ مليون جرعة سيتم إنتاجهم، ومن ثم يحدث اكتفاء ذاتي للقاحات المطلوبة بالسوق المصري ويتم تصديره لباقي الدول المجاورة في افريقيا.
وأردفت: “خلال جائحه وباء كورونا تأكدنا جميعا من أهمية وجود اللقاحات والأمصال، فملف توطين صناعة اللقاحات داخل مصر نقلة نوعية وخطوة مهمة جدا في طريق التنمية المستدامة ، وفي المؤتمر الأخير للرئيس السيسي تحدث عن الجودة، ومن ثم جودة الحياة مرتبطة برفع المناعة وكذلك جودة الحياة الصحية وهو الهدف من اللقاحات لحماية الأرواح من انتشار المرض والأوبئة”.
ومن جانبه قال إسلام عنان، مدرس اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة المستقبل ومصر الدولية خبير فيروسات وبائية كورونا: “نحن في أواخر المرحلة الأولى وهي التجارب على البشر، ثم المرحلة الثانية من الإكلينيكية ويتم اختيار الناس التي سيتم التجارب عليهم الذي لديهم إصابة سابقة، ثم المرحلة الثالثة، ومن ثم يأخذ الدواء الموافقات من هيئة الدواء المصرية ويتم تداوله بالسوق، الميزة في هذا اللقاح أنه سيؤخذ لمرضى أصيبوا بأوميكرون، وفي الربع الأخير من العام الحالي ٢٠٢٢ سننتهي من مراحله”.
وأكد في تصريحات خاصة، أن تصنيع ايجي فاكس بجانب فايزر وسينوفاك واسترازينكا يجعل هناك اكتفاء محلي وتصدير لأفريقيا، متابعا أن ايجي فاكس لقاح مصري 100% ضد فيروس كورونا و أوميكرون، وبروتوكوله يجرب على مواطنين سبق لهم العدوى.
وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بمعهد الكبد والأمراض المعدية، أن ايجي فاكس اللقاح المصري الثاني الذي تم الإعلان عنه، الأول كان كوفي فاكس وهو خاص بالمركز القومي للبحوث، دخل التجارب السريرية في شهر نوفمبر وفي انتظار نتائجه، اما ايجي فاكس فهو بالتعاون مع البحوث الزراعية ووزارة الزراعة والتعليم العالي.
وأضاف في تصريحات خاصة أنه يتم التجارب السريرية من الأسبوع الماضي، وهي ٣ مراحل، ويتم الإعلان عن النتائج خلال فترة تتراوح من ٣ الى ٦ شهور، وهو بنفس تقنية اللقاحات المعطلة "الفيروس المقتول"، مثل اللقاح الصيني سواء سيوفارم أو سينوفاك.
واستطرد عزالعرب: مصر تمتلك إمكانات كبيرة سواء البنيه التحتية من حيث تجربة فاكسيرا أو الشركة القابضة للأمصال واللقاحات وهي تنتج بالفعل بعض اللقاحات لخبرتها في لقاح شلل الأطفال بأنواعها واللقاح السداسي وغيره خاصة مع توسعات الفرع الجديد لفاكسيرا في ٦ أكتوبر الضخم وبه إمكانيات وجودة دولية لإنتاج اللقاحات، لدينا بنية تحتية بمدينة الدواء بالخانكة على مسافة ١٨٠ ألف متر في خطوط انتاج اللقاحات بجودة عالمية، مدينة الدواء مفتوحة سواء للشركات العالمية أو شركات القطاع الخاص أو شركات قطاع الأعمال، وهي بنفس التقنيات الدولية ودرجة التعقيم المثالية.
وأردف: كما تمتلك مصر القدرة على الإنتاج الجيد وتقنية عالية وشروط صارمة من حيث توافر الملف اللقاح منذ بدايته ومطابقته للمعايير الدولية وgmp وانفكتر براكتس، وهي مواصفات التصنيع الجيد سواء للأدوية أو اللقاحات.
وتابع عزالعرب: توطين صناعة اللقاحات محليا له مزايا كثيرة جدا منها الدخول في مجال إنتاج التقنية العالية ووضع اسم مصر على خريطة إنتاج اللقاحات الدولية لأخذ اعتماد الهيئات الدولية سواء “آلاف دي ايه” أو “الإيما”، أو منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارئ الذي يعطي لجميع انواع اللقاحات واعتماد منظمة الصحة العالمية للتصدير للدول خاصة للدول القريبه وأفريقيا، فضلا عن توفير اللقاحات للشعب المصري، ومن ثم هناك إمكانية التعديل حسب السلالات وذلك المكتشف وتم إعلان بعض الشركات العالمية ويتم تغيير تركيبه اللقاح بحيث يتوائم مع أي سلالات أو طفرات تحدث جديده.
وأشار أستاذ الباطنة والكبد بمعهد الكبد والأمراض المعدية، إلى أن مصر تمتلك البنية التحتية وتمتلك القوة البشرية والخبرات التصنيعية، مضيفا “من ضمن المزايا أيضا في صناعة اللقاحات تغطية احتياج الشعب المصري وتوفير العمله الصعبة سواء للاستيراد أو الاستفادة من التصدير لوضع الاسم على الخريطة الدولية، وفيما يخص الاكتفاء الذاتي هو متوقع لذلك مصر في طريقها لتحقيق الاكتفاء من اللقاحات، خاصة أننا عانينا في بداية العام الماضي من تأخر بعض شحنات اللقاحات المتفق عليها حتى آلية كوفاكس الخاصة بمنظمة الصحة العالمية لعدالة التوزيع بين الدول تأثرت ولم يتم تنفيذ التوزيع بعدالة بين الدول لتأخر شركات الإنتاج الدولية، كما أن هناك دول غنية استحوذت على أكثر من 8% من إنتاج اللقاحات على مستوى العالم”.
واختتم: مصرتخطو نحو تحقيق المناعة المجتمعية وتطعيم 70% من الشعب خلال ال٣ شهور القادمين إلى جانب اتخاذ الإجراءات الاحترازية.